سلَّمت السلطات المصرية نظيرتها الإيطالية، بعد شهور من الصمت، الأغراض الشخصية للطالب جوليو ريجيني الذي قُتل في القاهرة يوم 3 فبراير/شباط 2016، بعد اختفائه عقب ذكرى ثورة يناير/كانون الثاني، وذلك لتسلّمها إلى أسرته، لكن العائلة رفضت هذا الإجراء.
وفقاً لتقرير نشرته صحيفة La Repubblica الإيطالية، فقد قال والدا طالب الدكتوراه الإيطالي جوليو ريجيني المحطمان، باولا وكلوديو ريجيني: "لقد تعرضنا لإهانة مؤلمة أخرى، ومع ذلك لم يهتموا حتى بهذا الأمر. استهزاء مصري آخر. قاسٍ ومؤلمٌ بشدّة".
صدمة أسرة ريجيني: تقرير الصحيفة يقول إن صدمة والدَي ريجيني سببها أن الأغراض الشخصية، التي أُحضرت إلى إيطاليا، لم تكن أشياء تخص جوليو. ولكنها أشياء قديمة للغاية، أراد من أرسلها، ذلك الذي أراد تضليل التحقيق في قضية القتل، أن تبدو كأنها تخصه.
يُذكر أنه بعد شهور من الصمت، يجتمع الأربعاء 1 يوليو/تموز 2020، المدعون العامون الإيطاليون والمصريون؛ من أجل استئناف التعاون بشأن التحقيقات في مقتل جوليو ريجيني، حيث يلتقي المدعي العام لروما، ميشيل بريستيبينو وممثل الادعاء سيرجيو كولايوكو، نظراءهما المصريين الذين يحققون في وفاة جوليو ريجيني، في اجتماعٍ مرئي عبر الإنترنت.
يشير التقرير إلى أن هذا الاجتماع سعت إليه إيطاليا بشكل كبير، فبحسب النوايا، ينبغي أن يستهدف استئناف التعاون، وفقاً لوعد الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، لرئيس الوزراء جوزيبي كونتي، بالوصول للحقيقة في القضية.
لكن التقرير يستطرد بالقول إن الوعود المصرية لا علاقة لها ببيع الفرقاطتين العسكريتين من صنع شركة فينكانتييري لمصر، لكن كان يُفترض أن يدل على إعادة إحياء العلاقات بين البلدين.
وعود المصريين لإيطاليا: وفي ضوء ذلك، وعد المصريون أيضاً ببادرة رمزية، تمثلت في إرسال الأغراض التي تخص جوليو إلى إيطاليا، بناءً على طلب أسرته منذ أكثر من ثلاث سنوات. ومن أجل استردادها، سافرت عناصر من الاستخبارات الإيطالية مباشرة إلى القاهرة. وفي هذا الوقت، أحضروا الأغراض إلى أسرة ريجيني.
لكن التقرير يقول: "لم يكن أي من تلك الأشياء التي سُلّمت تخصّ جوليو"، قال والداه لصحيفة La Repubblica الإيطالية: "عندما قالوا لنا إن علينا الذهاب لرؤية الأشياء التي سلّمها المدعي العام المصري إلى رجال الاستخبارات ونسبها إلى جوليو، شعرنا بالأسى. لقد شعرنا بالألم نفسه الذي شعرنا به عندما طُلب منا التعرف على جثة ابننا الذي فارق الحياة".
لكنّهما لم يتخيلا تلك الخدعة المهينة؛ إذ إن الأغراض التي جرى تسليمها، وفقاً لما أشار إليه مصدر إيطالي، "هي من الناحية العملية أدلة جريمة، لكن ليس على قتل جوليو، بل هي أدلة على جريمة التضليل الذي يهدف إلى التستر على الجناة الحقيقيين".
متعلقات لها علاقة بريجيني: هذه الأشياء هي النظارة والمحفظة وحافظ الوثائق الذي وجده رجال الأمن الوطني في منزل أحد الأبرياء الخمسة الذين قُتلوا في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة المصرية. هؤلاء الخمسة الذين اتُّهموا، في البداية، ظلماً بقتل الباحث الإيطالي.
أشار التقرير إلى أن مكتب المدعي العام في روما على وجه التحديد، هو الذي أدرك أن ذلك كان تضليلاً، وكذلك بسبب هذه الأشياء التي أظهرتها الحكومة المصرية بسرعة بعد ساعات قليلة من مقتل الرجال الخمسة. غير أن بعض أقاربهم قالوا علناً، إن أحد عناصر الأمن الوطني قد أحضر هذه الأشياء؛ وهو محمود هندي، أحد الخمسة الذين يشتبه بهم مكتب المدعي العام بروما في قتل ريجيني. وسوف يطلب قضاة روما استجوابه، هو وآخرين، أو على الأقل معرفة مكان إقامته؛ حتى تتسنى محاكمته.