قالت صحيفة The Independent البريطانية إن السلطات في إيطاليا وألبانيا أعلنت عن تفكيك كارتل (اتحاد عصابات) كبير للمخدرات بين دول مختلفة وضبطِ بضائع وعقاقير مخدرة بقيمة 44 مليون يورو (49 مليون دولار)، ضمن حلقة جديدة من محاولات سلطات إنفاذ القانون التي تهدف إلى القضاء على أحد المصادر الرئيسية للمخدرات التي تدخل أوروبا.
قوات الشرطة والسلطات القضائية في البلدين ألقت القبضَ على 37 عضواً في شبكة الجريمة المنظمة، وضبطت 3.5 طن من الماريجوانا والحشيش والكوكايين وبضائع وأصول أخرى.
فيما قال بيان صحفي صادر عن وكالة "يوروجست" EuroJust التابعة للاتحاد الأوروبي: "إن عمل اليوم هو تتويج لإجراءات جنائية يجري العمل عليها منذ فترة طويلة في ألبانيا وإيطاليا".
منظمة إجرامية عالمية: السلطات أعلنت في وقت سابق عن ضبط 10 ملايين دولار نقداً واعتقال ما لا يقل عن 67 شخصاً متورطاً في شبكة لتهريب المخدرات يمتد عملها من تركيا إلى أوروبا وأمريكا اللاتينية، وشارك في العملية محققون من 9 دول تضم هولندا وبلجيكا وإسبانيا وإيطاليا وتشيلي والإكوادور والبرازيل.
مصدر أمني مشارك في التحقيقات وصف العملية بأنها "خطوة رئيسية" في مكافحة تهريب المخدرات. وقال المصدر: "نعتقد أننا قمنا بتفكيك منظمة إجرامية قادرة على استيراد أطنان من المخدرات على نحو منتظم من ألبانيا إلى إيطاليا".
فيما تشير التقديرات إلى أن تجارة المخدرات غير المشروعة في أوروبا تُقدر قيمتها بنحو 30 مليار دولار في السنة الواحدة. وتقول السلطات إن التجارة بالكاد تعطلت، رغم جائحة كورونا، فقد قفزت أسعار الكوكايين بنسبة 20%.
مركز توزيع للكوكايين: بحسب ما ورد في بيان وكالة EuroJust، فإن المشتبه فيهم الذين قُبض عليهم هم من أصول إيطالية وألبانية، ويُزعم أنهم اعتادوا استخدام قوارب ترفيهية لنقل المخدرات من ألبانيا، التي برزت بوصفها مركز توزيع للكوكايين اللاتيني والهيروين الأفغاني، إلى مناطق باري وبازيليكاتا الإيطالية.
كما استولت السلطات في ألبانيا على منشأة لإنتاج القهوة وشركة لتوزيع الكحول ومطعم وأكثر من 12 شقة ومركبة آلية، وقارب يُزعم أنه يستخدم في نقل المخدرات. وتشير معلومات أخيرة إلى أن ألبانيا، التي كانت في السابق مركزاً لإنتاج الماريجوانا، تحولت منذ ذلك الحين لتصبح مركزاً رئيسياً لتوزيع المخدرات وغسل أرباح تجارة المخدرات.
وسائل الإعلام المحلية نقلت عن أربين كاراجا، رئيس وكالة مكافحة المخدرات في ألبانيا، قوله: "لم يقتصر الأمر على اعتقال الأشخاص المسؤولين، فقد وجهنا أيضاً اتهامات بغسل أموال عائدات تلك الجرائم".
مع ذلك، فقد شكك عديد من المراقبين في مدى فاعلية شن الحملات الأمنية على تجارة التهريب، في تجارة يغذيها طلب هائل من مستخدمين ومتعاطين يتوقون إلى دفع المال للحصول على الكوكايين والهيروين والأعشاب المخدرة الأخرى.
كما كتب الصحفي الإيطالي غايتانو كامبيوني، في مقال نشره هذا الشهر عن تهريب المخدرات في منطقة البحر الأدرياتيكي: "للاعتقالات والحملات الأمنية التأثير ذاته لقطع رأس هيدرا، المخلوق الأسطوري القادر على تخليق رأس جديدة لنفسه بعد كل ضربة".