كشف تقرير نشره موقع Business Insider، عن وجود قارة ثامنة مفقودة على بعد حوالي 3500 قدم جنوب المحيط الهادي، حيث سبق أن أكد العلماء عام 2017، أن قطعة الأرض الغارقة، التي تُسمى زيلانديا، كانت قارة كاملة، لكنهم لم يتمكنوا من ترسيم نطاقها الكامل حتى الآن.
هذا وقد أعلن العلماء في معهد GNS Science في نيوزيلندا، يوم الإثنين 22 يونيو/حزيران 2020، أنهم نجحوا في رسم شكل القارة وحجمها بتفاصيل غير مسبوقة. وقد وضعوا خرائطهم على موقع إلكتروني تفاعلي، ليتمكن المستخدمون من اكتشاف القارة افتراضياً، وفقاً لتقرير موقع Business Insider الأمريكي.
خرائط جديدة للقارة: من جانبه قال نيك مورتايمر، رئيس الباحثين: "رسمنا تلك الخرائط لنقدم صورة دقيقة وكاملة ومُحدثة لجيولوجيا نيوزيلندا وجنوب غرب منطقة المحيط الهادي- صورة أفضل مما كانت لدينا من قبل".
حيث قدّر مورتايمر وزملاؤه الأعماق البحرية المحيطة بقارة زيلانديا -شكل وعمق قاع المحيط- بالإضافة إلى صورتها التكتونية، ليعرضوا مكان وجود زيلانديا على حدود الصفيحة التكتونية.
وتكشف الخرائط معلومات جديدة عن كيفية تكوّن زيلانديا قبل أن تغرق في المحيط قبل ملايين السنين.
مساحة القارة الغارقة: تبلغ مساحة زيلانديا حوالي 2 مليون متر مربع (أو 5 ملايين كيلومتر مربع)؛ أي نصف مساحة أستراليا.
غير أن 6% فقط من هذه القارة يرتفع عن مستوى سطح البحر. ويرتكز هذا الجزء إلى جزيرتي نيوزيلندا الشمالية والجنوبية وجزيرة كاليدونيا الجديدة. أما المساحة الباقية فهي مغمورة بالمياه، وهو ما يجعل رصد قارة زيلانديا صعباً.
ولفهم القارة الغارقة على نحوٍ أفضل، رسم مورتايمر وفريقه كلاً من زيلانديا وقاع المحيط من حولها. وتظهر خريطة الأعماق التي رسموها (الخريطة الباثيمترية) كم كانت الجبال على هذه القارة مرتفعة وتتجه حافتها إلى سطح البحر.
مبادرة عالمية لرسم قاع المحيطات: صوّرت أيضاً الخطوط الساحلية والحدود الإقليمية وأسماء المعالم الكبرى في أعماق المحيط، وتُعد الخريطة جزءاً من مبادرة عالمية لترسيم قاع محيطات الكوكب بأكملها بحلول عام 2030.
في حين تكشف الخريطة الثانية التي رسمها باحثو GNS، أنواع القشرة الأرضية التي تشكل القارة المغمورة، وعمر تلك القشرة، والصدوع الرئيسية الموجودة بها. وتَظهر القشرة القارية -النوع الأقدم والأكثر سمكاً في القشور الأرضية التي تشكل اليابسة- بالأحمر والأصفر والبني. أما القشرة المحيطية -وهي أصغر سناً عادة- فتظهر باللون الأزرق. وتشير المثلثات الحمراء إلى أماكن البراكين.
كما تكشف هذه الخريطة أيضاً مكان زيلانديا بين الصفائح التكتونية المختلفة، وأي من تلك الصفائح تُدفع أسفل الأخرى فيما يعرف بعملية الاندساس، ومدى سرعة حدوث هذه العملية.
يذكر أنه من شأن دراسة المناورات التكتونية التي تدعم زيلانديا اليوم، أن تكشف عن الأدلة المتعلقة بكيفية تشكل القارة في المقام الأول.