الطياران كانا يتحدثان عن كورونا! خطأ غريب تكشف عنه باكستان تسبب في تحطم طائرة ومقتل 97 شخصاً

كشف تقرير أولي بشأن تحطم طائرة إيرباص في باكستان، أن الحادث الذي أودى بحياة 97 شخصاً، نجم عن خطأ بشري للطيارين.

عربي بوست
تم النشر: 2020/06/24 الساعة 13:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/06/24 الساعة 13:21 بتوقيت غرينتش
عمال الإنقاذ يتجمعون في موقع تحطم طائرة ركاب في منطقة سكنية بالقرب من مطار في كراتشي ، باكستان 22 مايو 2020/رويترز

كشف تقرير أولي بشأن تحطم طائرة إيرباص في جنوب باكستان خلال شهر مايو/أيار الماضي، أن الحادث الذي أودى بحياة 97 شخصاً، نجم عن خطأ بشري للطيارين اللذين كانا يتناقشان بشأن التطورات الأخيرة لجائحة كوفيد-19.

إذ تحطمت الطائرة التابعة للخطوط الجوية الدولية الباكستانية (بيا) فوق مجموعة منازل عند اقترابها من مطار كراتشي كبرى مدن جنوب باكستان في 22 أيار/مايو الماضي. وأسفر الحادث عن مقتل كل ركاب الطائرة باستثناء شخصين فقط.

غياب التركيز أثناء الهبوط: أبلغ وزير الطيران غلام ساروار خان البرلمان أن "الطيار بالإضافة للمراقب لم يتبعا القواعد المعيارية". وقال إن الطياريْن كانا يناقشان جائحة فيروس كورونا أثناء محاولتهما الهبوط بطائرة الإيرباص إيه-320 ثم فصلا برنامج الطيار الآلي عن الطائرة.

أوضح أن "الطيار ومساعد الطيار لم يكونا في كامل التركيز على عملهما وكل نقاشهما كان حول فيروس كورونا. الفيروس كان يقلقهما. أسرتاهما تأثرتا (بالوباء) وكانا يناقشان الأمر". وأضاف: "للأسف الطيار كان يتعامل بثقة مفرطة".

كما أفاد التقرير بأن الطائرة كانت تحلق على ضعف الارتفاع الذي كان يجب أن تحلق عليه حين اقتربت من الهبوط من دون إنزال المعدات الخاصة بذلك. ثم تجاهل الطياران ومراقب الملاحة الجوية إجراءات الطيران المعيارية، ما أدى لفشل عملية الهبوط التي ألحقت أضراراً جسيمة بمحركات الطائرة.

إذ سقطت الطائرة فيما كانت تقوم بمحاولة ثانية للهبوط ثانية، وتحطمت فوق حي سكني على مقربة من المطار.

حلل فريق التحقيق الباكستاني الذي ضم مسؤولين من الحكومة الفرنسية وقطاع الطيران، بيانات الطائرة والتسجيلات الصوتية في قمرة القيادة. ومن المتوقع نشر التقرير كاملاً في نهاية العام، فيما لا تزال عملية تحليل متقدمة لركام الطائرة جارية.

فيما دمرت الطائرة قرابة 29 منزلاً، حسب وزير الطيران الذي أوضح أن الحكومة ستقدم تعويضات للسكان بسبب الأضرار التي تكبدوها. وأكد أن الطائرة كانت "صالحة بنسبة 100% للتحليق، ولم يكن هناك خطأ تقني".

سجل سلامة ضعيف: يأتي الحادث الذي أسفر عن سقوط أكبر عدد من القتلى في باكستان منذ 8 سنوات، بعد أيام فقط على السماح باستئناف الرحلات الداخلية التي علقت منذ أكثر من شهر لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد.

بينما كان الكثير من الركاب في طريقهم للاحتفال بعيد الفطر مع ذويهم بعد الإغلاق الذي استمر أسبوعين. وأظهرت صور من موقع الحادث مباني سكنية مدمرة بعد أن ضرب جناحا الطائرة فوق أسطحها، فيما تصاعدت ألسنة لهب وسُحب الدخان في السماء.

خلال عملية الإنقاذ التي استمرت لليوم التالي، انتشل رجال الإنقاذ جثثاً لركاب كانوا لا يزالون يضعون أحزمة الأمان. ولم يقتل أحد على الأرض في الحي السكني الذي سقطت فيه الطائرة.

كما أن سِجلّ سلامة الطيران في باكستان يُظهر وقوع العديد من حوادث تحطم الطائرات والمروحيات المدنية والعسكرية على مر السنين.

كوارث جوية أخرى: يعود آخر حادث تحطّم طائرة مدنية كبيرة في باكستان إلى كانون الأول/ديسمبر 2016 عندما سقطت طائرة تابعة للخطوط الجوية الدولية الباكستانية خلال رحلة داخلية من منطقة جبلية شمال البلاد إلى إسلام أباد ما أسفر عن مصرع 47 شخصاً.

عام 2010 تحطّمت طائرة إيرباص إيه-321 تابعة لشركة "إيربلو" الخاصة خلال رحلة بين كراتشي وإسلام أباد قبيل هبوطها في العاصمة، ما أدى إلى مصرع 152 شخصاً كانوا على متنها.

أما آخر كارثة جوية كبرى للخطوط الجوية الدولية الباكستانية حتى تاريخه فتعود إلى عام 1992 حين تحطمت طائرة إيرباص إيه-300 تابعة لها خلال الهبوط في مطار العاصمة النيبالية كاتماندو ما أدى إلى مصرع 167 شخصاً.

وأرجع تقرير رسمي الحادث للطيار المرتبك وبيئة عدائية في قمرة القيادة.

خسائر مالية وسوء إدارة: بقيت الخطوط الجوية الدولية الباكستانية واحدة من كبريات شركات الطيران العالمية حتى سبعينات القرن الماضي، لكن سُمعتها تلطّخت بسبب الخسائر المالية وسوء الإدارة وتأخير الرحلات وإلغائها.

سجّلت الخطوط الجوية الدولية الباكستانية مجموعة حوادث مثيرة للجدل على غرار توقيف أحد طياريها في بريطانيا عام 2013 للاشتباه باحتسائه الكحول أثناء العمل، كما واجهت الشركة مشاكل في الحصول على تراخيص من الاتحاد الأوروبي لرحلات الشحن.

بين آذار/مارس وتشرين الثاني/نوفمبر عام 2007، أدرج الاتحاد الأوروبي على قائمته السوداء كامل أسطول الشركة باستثناء 8 طائرات.

تحميل المزيد