أصدرت محكمة فيدرالية برازيلية، الثلاثاء 23 يونيو/حزيران 2020، أمراً قضائياً يُجبر رئيس البرازيل جايير بولسونارو على ارتداء الكمامة في الأماكن العامة أو مواجهة غرامة، وذلك بعد أن رفض استعمالها في العديد من المناسبات الرسمية، مفضلاً الظهور من دون غطاء، على الرغم من كون بلاده بؤرة عالمية لتفشي فيروس كورونا المستجد.
وفق وكالة "أسوشيتد بريس" للأنباء، فإن القاضي الاتحادي ريناتو بوريلي، أصدر قراراً يأمر فيه بولسونارو بارتداء الكمامة عند تواجده في الأماكن العامة بالبلاد، موضحاً أنه "إذا رفض الرئيس القيام بذلك فقد يعاقب بغرامة تصل إلى ما يعادل 386 دولاراً أمريكياً"، فيما لم يعلق الرئيس البرازيلي على الفور على القرار.
قرار فيدرالي: في 30 أبريل/نيسان 2020، أصدرت حكومة المقاطعة الفيدرالية مرسوماً يجعل استخدام أقنعة الوجه في الأماكن العامة إلزامياً، في محاولة للحدِّ من انتشار كورونا.
ظهر الرئيس بولسونارو منذ ذلك الحين علناً في العديد من المناسبات دون ارتداء الكمامة، بما في ذلك المسيرات مع المؤيدين، فيما يواجه بولسونارو اتهامات بـ"التساهل والتخاذل" في مواجهة الفيروس.
إذ أصبحت البرازيل ثاني أعلى دولة في العالم من حيث معدل الإصابات بفيروس كورونا، التي وصلت إلى أكثر من 1.1 مليون مصاب، والوفيات أكثر من 51 ألف وفاة، حسب الأرقام الرسمية.
حتى مساء الثلاثاء، تجاوز عدد مصابي كورونا في العالم 9 ملايين و284 ألفاً، تُوفي منهم أكثر من 50 ألفاً، وتعافى ما يزيد على 4 ملايين و996 ألفاً، وفق موقع "worldometer" المتخصص في رصد ضحايا الفيروس.
ترامب الاستوائي: واجه بولسونارو الذي يطلق عليه أحياناً لقب "ترامب الاستوائي " انتقادات على نطاق واسع بسبب أسلوب معالجته للأزمة. وما زالت البرازيل بلا وزير صحة دائم، بعد استقالة اثنين منذ أبريل/نيسان، عقب خلافات مع الرئيس.
رفض بولسونارو التباعد الاجتماعي ووصفه بأنه إجراء يقضي على الوظائف وأكثر خطورة من الفيروس نفسه، كما شجّع أيضاً عقارين مضادين للملاريا بوصفهما علاجاً لكورونا، وهما الكلوروكين والهيدروكسي كلوروكوين، رغم عدم وجود أدلة تذكر على ذلك.
قال بولسونارو، الأحد 21 يونيو/حزيران، إن الجيش ينفذ إرادة الشعب، وإن مهمته هي الدفاع عن الديمقراطية، ما يذكي نقاشاً محتدماً حول دور القوات المسلحة في ظلِّ مخاوف من عدم الاستقرار السياسي.
جاءت تصريحاته في وقت احتشد فيه أنصاره ومعارضوه في مدن بأنحاء البلاد، في دلالة واضحة على الاستقطاب في كبرى دول أمريكا اللاتينية.
غضب واحتجاجات: الخميس 18 يونيو/حزيران، حفر برازيليون غاضبون من أسلوب تعامل حكومتهم المرتبك مع جائحة فيروس كورونا مئة قبر، وغرسوا صلباناً سوداء في رمال شاطئ كوباكابانا في ريو دي جانيرو، تكريماً لنحو 40 ألف شخص لاقوا حتفهم حتى الآن.
جاء ذلك في احتجاج نظَّمته منظمة ريو دي باس غير الحكومية، بعد أن أصبحت بلادهم بؤرة جديدة لتفشي الوباء.
فيما قلَّل الرئيس جايير بولسونارو من خطورة الجائحة، ودفع الحكومات المحلية لرفع إجراءات الحجر الصحي، وبعث برسائل متناقضة للبرازيليين، بشأن ما إذا كان عليهم وضع الكمامات، والالتزام بالتباعد الاجتماعي أم لا.
أنطونيو كارلوس كوستا، الذي شارك في تنظيم الاحتجاج، قال "لا يدرك الرئيس أن هذه واحدة من أسوأ الأزمات في تاريخ البرازيل"، منتقداً عدم تضامن بولسونارو مع المواطنين الذين يعانون في ظل الجائحة.
وأضاف: "تنعى العائلات آلاف الموتى، وهناك بطالة وجوع".