من مخيمها وسط المعسكرات الإسرائيلية.. امرأة فلسطينية تعبّر عن مخاوفها من خطة الضم بالرسم

عربي بوست
تم النشر: 2020/06/22 الساعة 17:11 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/06/22 الساعة 17:11 بتوقيت غرينتش
الرسامة خديجة بشارات في مخيمها بغور الأردن - مواقع التواصل

وسط تلال غور الأردن القاحلة، ترسم الفنانة الفلسطينية خديجة بشارات، مشاهد لجرافات وعمليات هدم، محاولةً الاعتماد على الرسم في التعبير عن مخاوفها مما قد يحدث لمجتمعها البدوي المعزول، إذا عزمت إسرائيل على تنفيذ مخططها لضم مناطق واسعة من الضفة الغربية بما يشمل غور الأردن. 

خديجة بشارات واحدة من 15 ألف فلسطيني يعيشون بمخيمات صغيرة للرعاة تتناثر في غور الأردن، المنطقة التي تعهدت إسرائيل بتوسيع سيادتها عليها في الأول من يوليو/تموز، كأحد تبعات صفقة القرن الأمريكية. 

في مخيم بدوي بشمال غور الأردن، قالت بشارات (37 عاماً)، لوكالة رويترز، الإثنين 22 يونيو/حزيران 2020: "نحن نسمع عن قرارات الضم كثيراً وعن نية الاحتلال تطبيقها قريباً"، مؤكدة أنها تعيش أصلاً مع عائلتها في منطقة محاطة بالحواجز والمعسكرات الإسرائيلية، مما يؤثر ذلك على الجميع، خصوصاً على نفسية الأطفال الخائفين من المستقبل المجهول". 

من بين لوحاتها، تبرز  لوحة بالألوان المائية تُصور نساء تجمَّعن حول منزل مهدَّم ومشهد جرافة صفراء تقترب من كوخ بدوي؛ في محاولة لتصوير معاناة يومية يعيشها الفلسطينيون في مناطق الأغوار، والذين أصبحوا رسمياً مهدَّدين بالتهجير. 

قالت خديجة، وهي أُم لثلاثة أطفال: "أنا عن طريق لوحاتي أحاول أن أوصّل للعالم الخارجي طبيعة الاحتلال وانتهاكاته"، أضافت قائلة: "نعيش كل يومٍ هدماً ومصادرة، هذا الشيء نواجهه بشكل شبه يومي". 

توضح خديجة أنها تشعر بأنها محاصَرة في المخيم الذي يطلُّ عليه معسكرٌ إسرائيلي ومستوطنة الحمرا، بعيداً عن المناطق الواقعة تحت سيطرة السلطة الفلسطينية. 

محمود، زوج خديجة، تحدَّث للوكالة قائلاً: "ثابتين وصامدين في أرضنا، إحنا رافضين أصلاً الضم كامل، قطعياً، مش رايحين نوافق على هذا الشي حتى لو إجباري، رايحين نقاوم في السبل الموجودة عندنا". 

معرض وحيد: خديجة خرجت من رسومها بمعرضها الأول والوحيد قبل نحو عامين، والذي أقامته لها زوجة السفير الدنماركي في مدينة القدس، وباعت فيه معظم لوحاتها.

تقول خديجة إنها لم تتمكن من حضوره شخصياً؛ لرفض الاحتلال منحها تصريح الدخول إلى القدس، ولكنها استطاعت من خلال ما باعته من لوحات، شراء ما ينقصها من أدوات للرسم. 

ضم الغور: يُذكر أنه سبق أن أعلن نتنياهو عزمه الشروع في عملية الضم بالأول من يوليو/تموز المقبل، لتشمل غور الأردن ومساحات واسعة من الضفة، دون الاعتراف بالدولة الفلسطينية. 

إلا أن عدم التوصل إلى اتفاق إسرائيلي–أمريكي حول خرائط الضم، خصوصاً مع انشغال الإدارة الأمريكية بما تواجهه من أزمات تتعلق بانتشار فيروس كورونا والاحتجاجات الشعبية واقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، والخلافات الداخلية في الحكومة، وبعض الردود الخارجية الأوروبية والعربية- قد دفعت نتنياهو إلى التراجع وطرح بعض السيناريوهات الأخرى للضم، إحداها لا يعدو كونه خطوة رمزية. 

من جانبه، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الشهر الماضي، أن منظمة التحرير الفلسطينية في حِلّ من الاتفاقيات مع إسرائيل والولايات المتحدة، إن قامت إسرائيل بتطبيق خطتها لضم الضفة الغربية.

غور الأردن: وتشكل منطقة غور الأردن وشمال البحر الميت نحو ثلث الضفة الغربية، واحتلت إسرائيل الضفة الغربية، إلى جانب القدس الشرقية وغزة ومرتفعات الجولان السورية، في حرب يونيو/حزيران عام 1967. وأعلنت ضمَّ القدس الشرقية رسمياً عام 1980، ومرتفعات الجولان في عام 1981، رغم عدم وجود أي قبول دولي لهذه التحركات طوال عقود.

الغور أو وادي الأردن هو سهل منخفض يقع في القسم الجنوبي من شرق المتوسط، ويرتبط تعريفه بنهر الأردن الممتد من بحيرة طبريا، منحدراً حتى أخفضِ نقطةٍ على سطح اليابسة عند شاطئ البحر الميت بحدود 410 أمتار عن مستوى سطح البحر. ويقسم غور الأردن إلى مناطق كثيرة، منها الأغوار الشمالية والأغوار الوسطى.

ويتميز مناخ الغور بكونه أدفأ بعدة درجات من الأراضي المحيطة به، وهو من أخصب الأراضي الزراعية ذات المخزون المائي، ويطلق عليه "سلة الغذاء"، ولأن مناخه دافئ شتاءً وحار جداً صيفاً فهو مناسب لكثير من الخضراوات والفاكهة وأشجار أخرى كثيرة، كما أن المناخ الحار يناسب نبات الموز، حيث توجد في الغور مساحات شاسعة من مزارع الموز.

بحسب المصادر الإسرائيلية، فإنّ 56% من مساحة السهل تقتصر على الاستخدام العسكري، ولا يمكن للفلسطينيين الوصول إلى 85% من أراضيه. وبحسب أرقام الاتحاد الأوروبي، فإنّ غالبية عمليات الهدم التي قامت بها إسرائيل منذ 2009 كانت في غور الأردن (هدم 2.403 مبانٍ لفلسطينيين).

تحميل المزيد