أظهر مقطع فيديو صادم نشرته وسائل إعلام إيطالية، الجمعة 19 يونيو/حزيران 2020، إجبار عنصر في الشرطة لمهاجرَيْن تونسيين اثنين على صفع بعضهما البعض، فيما بدأ أنه إصرار منه على إذلالهما، وسط صمت من عناصر شرطة آخرين كانوا يشاهدون ما حدث، في حين أمرت السلطات بفتح تحقيق في الحادثة.
فيديو مسرب: موقع Adnkronos الإيطالي، قال إن الحادثة وقعت في منطقة "أغريغينتو" في صقلية، ولم تُشر وسائل إعلام إيطالية إلى تاريخ التقاط الفيديو ووقوع الحادثة، إلا أن عناصر الشرطة الذين ظهروا في الفيديو كانوا يرتدون كمامات واقية من فيروس كورونا.
يُظهر مقطع الفيديو المُسرب عنصراً من رجال الشرطة وهو يُجبر مهاجراً تونسياً على صفع زميله على وجهه، قائلاً له: "أنت الآن ضيف، ويجب أن تحترم القانون، عليك أن تصفعه، يجب أن تصفعه، كن رجلاً واصفعه هكذا".
اضطر الشاب إلى الانصياع لضغوط الشرطي وبدأ بصفه زميله التونسي الآخر، لكن الشرطي لم يكن راضياً عن قوة الصفعة، وهاجم الشاب مطالباً إياه بأن تكون الصفعة التالية أقوى من سابقتها.
عاد الشاب وصفع زميله مرة أخرى، لكن بقوة أكبر هذه المرة، بينما كانت تتعالى أصوات الضحك من قِبل آخرين كانوا حاضرين في غرفة تابعة لأحد مراكز الحجز الأمني في "أغريغينتو".
بعد ذلك، طلب الشرطي من الشاب الذي تعرض للصفع أن يقوم بصفع زميله، واستمر الصفع المتبادل لعدة ثوانٍ، قبل أن يجلس أحد المهاجرين التونسيين على الأرض واضعاً يده على أذنه، في دلالة على شعوره بالألم من الصفع.
أظهر الفيديو أيضاً ما يُعتقد أنهم مهاجرون آخرون كانوا محتجزين في المركز الأمني، حيث بدت أعمارهم متشابهة لعمرَي الشابين التونسيين، وكانوا يرتدون ملابس مدنية.
ووسط هذا المشهد لم يتحرك رجال الشرطة الآخرون، واكتفوا بمشاهدة الشابين وهما يصفعان بعضهما البعض مراراً وتكراراً.
تحقيق في الحادثة: بعد انتشار الفيديو المُسرب، أمرت المدعية العامة سيسيليا بارافيلي بفتح تحقيق في الحادثة، وذكرت وسائل إعلام إيطالية أن القضاة يفحصون الفيديو الذي تم إرساله إلى مكتب المدعي العام.
كذلك فتح المكتب الوطني لمكافحة التمييز العنصري تحقيقاً، بعد أن علم بالحادثة من جورجيا بوتيرا، رئيسة جمعية Mete onlus، والتي قدمت الشكوى إلى مقر الشرطة في "أغريغينتو".
في سياق متصل، أدانت رابطة جمعيات التونسيين في إيطاليا تعرض الشابين لما وصفته بتصرفات "همجية من رجل مهمته حماية الأمن العام"، ودعت في بيان لها النيابة العمومية في ولاية "أغريغينتو" إلى فتح بحث تحقيقي في الحادثة، ومعاقبة المعتدي بما يتناسب وحجم هذه الجريمة.
موقع Tuniscope نقل عن الرابطة أنها طالبت المجتمع المدني الإيطالي والتونسي ووسائل الإعلام بتسليط الضوء على مثل هذه التصرفات العنصرية، التي بدأت في الانتشار في الفترة الأخيرة في إيطاليا؛ داعية السفارة التونسية في إيطاليا إلى التحرك "حتى لا تتكرر مثل هذه الاعتداءات الفظيعة".
من جانبه، قال النائب مجدي الكرباعي، ممثل الجالية التونسية عن إيطاليا في البرلمان التونسي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن "مثل هذه الممارسات تذكرنا بالعبودية وبحلبة المصارعة عند الرومان القدامى. تونس وقفت إلى جانب إيطاليا في محنة كورونا، وكنا نتوقع رداً أفضل من هذا".
أضاف الكرباعي، الذي يقيم بمدينة ميلانو الإيطالية: "اتصلت بمنظمة لها وزنها ومدافعة عن حقوق الأطفال، وتعهدت بمتابعة الحادثة. كما فتح المدعي العام تحقيقاً ضد الشرطي. ونحن سنتقدم بدعوى ضده لمساسه بكرامة الإنسان وحرمة الجسد".
وتمثل إيطاليا أقرب وجهة للمهاجرين التونسيين غير الشرعيين، الذين يتدفقون على مدار العام على سواحل صقلية فوق قوارب؛ بحثاً عن فرص عمل في دول الاتحاد الأوروبي. وينتهي المطاف بالبعض محتجزين في مراكز إيواء سيئة.