قال مسؤولون إسرائيليون الإثنين 15 يونيو/حزيران 2020، إن طريقاً رئيسية جديدة قد شرعت السلطات بشقها بشكل دائري على أراضي الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة، وذلك مع اقتراب موعد تنفيذ مشروع أراض واسعة من الضفة الغربية بناء على ما نصت عليه الخطة الأمريكية للسلام المسماة "صفقة القرن".
تفاصيل الطريق: مسؤول في بلدية القدس التابعة للاحتلال الإسرائيلي قال لرويترز إن الطريق الجديد الذي سيربط المستوطنات الإسرائيلية الواقعة على طرفي المدينة الشمالي والجنوبي، قد انطلق بميزانية تبلغ أكثر من ربع مليار دولار.
كما أكد المسؤول أن الجرافات قد شرعت فعلياً في شق الأجزاء الوسطى والجنوبية من الطريق، وسيتم طرح مناقصات للجزء الواقع في أقصى الشمال، بتكلفة متوقعة تبلغ 187 مليون دولار، قرب نهاية العام.
اعتراف: وفي الوقت الذي تدعي فيه بلدية القدس التابعة للاحتلال أن الطريق سيكون مفيداً للفلسطينيين كذلك، قال دانييل سيديمان المحامي الإسرائيلي الذي يمثل بعض العائلات الفلسطينية المتضررة من البناء "إن الطريق يتماشى مع استراتيجية طويلة الأمد من إسرائيل باستخدام مشاريع البنية التحتية لتأمين ضم فعلي للأراضي".
قال سيدمان، المتخصص في الجغرافيا السياسية للقدس "ما نراه هنا مرة أخرى هو الضم السلس لشمال الضفة الغربية والقدس الشرقية تحت السيطرة الإسرائيلية وجنوب الضفة الغربية لأغراض المستوطنين.. هذا هو الدافع، وحقيقة أنها ستفيد فلسطينيي القدس الشرقية إلى حد ما هي إلا أثر جانبي، ولكن ليس أكثر من ذلك".
تصريحات إسرائيلية: وكان أرييه كينج نائب رئيس بلدية القدس وشخصية قيادية في حركة الاستيطان قال لرويترز "إن الطريق لا يتعلق بتوحيد الحدود أو الخطوط البلدية، لكنه يربطها أكثر على المستوى اليومي".
كما قال كينج إن الطريق السريع سيكون "ممراً هاماً" من كتلة غوش عتصيون الاستيطانية جنوب الضفة الغربية والمستوطنات في وسط القدس مثل (هارحوما)، إلى المستوطنات في شمال وشرق القدس، بما في ذلك معاليه أدوميم التي يعيش فيها أكثر من 40 ألف مستوطن.
كينج ادعى خلال حديثه أن السكان العرب (الفلسطينيين) في أحياء القدس الشرقية مثل أم طوبا وصور باهر سيستفيدون أيضاً، لأنه سيختصر وقت تنقلهم.
رد فعل فلسطيني: فادي الهدمي، وزير شؤون القدس في السلطة الفلسطينية عقب على هذا القرار مؤكداً "أن المشروع يعزل الأحياء الفلسطينية داخل المدينة عن بعضها البعض".
قال الهدمي إن الطريق الأمريكي جزء من مشروع الطريق الدائري الإسرائيلي "غير القانوني" الذي يحيط بالقدس الشرقية المحتلة لزيادة ربط المستوطنات الإسرائيلية وقطع العاصمة الفلسطينية المحتلة عن باقي الضفة الغربية.
يذكر أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة أقامت المستوطنات في الضفة الغربية على أراض استولت عليها في حرب عام 1967، حيث يعيش فيها الآن أكثر من 400 ألف إسرائيلي.
وتستولي الشوارع الالتفافية التي أنشأها الاحتلال للربط بين المستوطنات التي تملأ الضفة الغربية، على مساحات واسعة من أراضي الفلسطينيين، وتحول القرى والمدن الفلسطينية إلى معازل وكانتونات، وتحدد حركة الفلسطينيين عليها بمقاطع معينة.