قالت شبكة CNN الأمريكية، السبت 13 يونيو/حزيران 2020، إن الجيش البولندي اعترف بأنه غزا عن طريق الخطأ جمهورية التشيك الشهر الماضي، لكنه يؤكد أن غزوه القصير لجزء صغير من البلاد كان ببساطة "سوء فهم".
وقع هذا الحادث بالقرب من قرية بيليغرزموف، وهي قرية حدودية صغيرة في جنوب بولندا تقع مقابل امتداد من الريف التشيكي ذي الكثافة السكانية المنخفضة. ونقطة الحدود بين البلدين عبارة عن طريق هادئ هناك.
غزو بالخطأ: قالت وزارة الخارجية التشيكية لشبكة CNN إن الجنود البولنديين عبروا بطريق الخطأ حدود البلاد مع جمهورية التشيك في أواخر مايو/أيار، قبل أن يتموضعوا هناك.
بدأ الجنود، الذين كانوا يحرسون أجزاء من الحدود البولندية التشيكية المغلقة خلال جائحة فيروس كورونا، بعدها في منع المواطنين التشيكيين من زيارة كنيسة في بلادهم.
بينما قالت الحكومة التشيكية لشبكة CNN إن هذا اللغط دفع السفارة التشيكية في وارسو لاتخاذ "إجراء فوري" وإخطار نظيرتها البولندية، مضيفةً أن بولندا لم توضح بشكل رسمي سبب غزوها لجارتها عن طريق الخطأ.
كما قال متحدث باسم وزارة الخارجية لشبكة CNN: " نظراؤنا البولنديون أكدوا لنا بشكل غير رسمي أن هذا الحادث كان مجرد سوء تفاهم سببه الجيش البولندي دون نية عدائية، لكننا ما زلنا ننتظر بياناً رسمياً".
أضاف المتحدث: "الجنود البولنديون تركوا المكان وأصبح بإمكان مواطنينا زيارة الموقع كما يحبون مرة أخرى".
عند سؤاله عن المدة التي أقامت فيها القوات البولندية في البلاد، أعاد القول: "مازلنا ننتظر البيان البولندي الرسمي".
اعتراف بولندي: أقرت وزارة الدفاع البولندية أيضاً بالاحتلال القصير الجمعة 12 يونيو/حزيران. وقالت لشبكة CNN في بيان: "تموضُع جنودنا في موقع حدودي كان نتيجة سوء فهم وليس عملاً متعمداً. وقد تم تصحيحه على الفور وحل المشكلة، ومن الجانب التشيكي أيضاً".
كما أوضحت وزارة الدفاع البولندية أن "جنود الجيش البولندي يدعمون حرس الحدود في حماية حدود الدولة بعد إغلاقها بسبب جائحة فيروس كورونا. وتقود هذه العملية قيادة العمليات في القوات المسلحة، التي على اتصال مباشر بحرس الحدود".
فيما لم تؤكد الحكومة البولندية مدة وجود جنودها في جمهورية التشيك.
حدود مفتوحة: يُذكر أنه غالباً ما تكون الحدود بين دول الاتحاد الأوروبي غير ظاهرة كثيراً حيث يتمتع المواطنون بحرية الحركة بين دول الاتحاد الأوروبي.
لكن جائحة فيروس كورونا أدت إلى تعقيد هذا النظام السائد منذ فترة طويلة، حيث منعت الدول دخول الأجانب للسيطرة على انتشار الفيروس. ومنعت بولندا الأجانب من دخول أراضيها منذ مارس/آذار.
يُذكر أن بولندا شاركت في حفنة من الصراعات الحدودية الخطيرة مع تشيكوسلوفاكيا سابقاً خلال القرن العشرين. إذ خاض البلدان حرباً استمرت سبعة أيام على أراض في منطقة سيليزيا عام 1919، وضمت بولندا منطقة حول مدينة بوهومين عام 1938.