استدعت وزارة الخارجية الدنماركية، الأربعاء 10 يونيو/حزيران 2020، سفير السعودية في كوبنهاغن، وسلمته مذكرة احتجاج على خلفية اتهام عناصر يقيمون في الدنمارك بالتحريض على الإرهاب، والاشتباه بتلقّيهم تمويلاً سعودياً.
الحديث يدور عن قادة في "حركة النضال العربي لتحرير الأهواز" الانفصالية، يقيمون في الدنمارك، اعتقلوا في فبراير/شباط 2020 بتهمة التجسس والتحريض على القيام بأعمال إرهابية في إيران، مع الاشتباه بتلقيّهم تمويلاً سعودياً، حسب ما أفادت به وكالة الأنباء الفرنسية.
استدعاء السفير: وزير الخارجية الدنماركي "يبي كوفود" قال في بيان نُشر الأربعاء إن السفير السعودي فهد بن معيوف الرويلي "أُبلغ بكل وضوح بأن الدنمارك لن تقبل بأي حال من الأحوال أنشطة كهذه".
أشار وزير الخارجية كذلك إلى أن سفير الدنمارك في السعودية نقل فوراً الرسالة نفسها إلى السلطات السعودية، مشيراً إلى توجيه "اتّهامات جديدة بغاية الخطورة".
كما أكد وزير الخارجية الدنماركي أن "السعودية تلعب دوراً سلبياً، وأنه قد حان الوقت لإرسال إشارة تمثل الجانب الأوروبي لتنبيهها"، معتبراً أن كوبنهاغن "تأخذ هذه القضية على محمل الجد".
اتهامات خطيرة: سبق أن أعلنت الشرطة الدنماركية في بيان وجود ملاحقات قضائية بحق ثلاثة أشخاص، كانوا قد اعتقلوا في فبراير/شباط 2020 بشبهة التحريض على الإرهاب وتمويله، بما في ذلك التعامل مع جهاز استخبارات سعودي.
تقرير الشرطة الدنماركية أضاف تهماً جديدة للمتهمين الثلاثة بتمويل الإرهاب نيابة عن السعودية، بعدما كانت تُهمهم تقتصر على التجسس لصالح المخابرات السعودية في الدنمارك.
كانت صحيفة بوليتيكن الدنماركية نقلت عن الباحث والأمين العام لجمعية التفكير السياسي الأمني، تجمع أتلانتا، لارس بانغرت ستروي، أن "الاستخبارات الدنماركية لديها وثائق وأدلة كافية تدين السعودية، وإلا لما وجهت هذه الاتهامات بتورط الرياض".
من جهتها، ذكرت الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط والمتخصصة في الشأن السعودي بجامعة كوبنهاغن، فاني أغيرشو-مادسن، أن "المتورطين في الأنشطة التجسسية تربطهم علاقة مباشرة بالعائلة المالكة في السعودية، وكانت المهمة تتبع حركة مواطنيها في الأراضي الأوروبية عن كثب".
مدير جهاز الأمن والمخابرات الدنماركي بورك أندرسن علق في بيان كذلك بأنه "من غير المقبول على الإطلاق أن تنقل دول خارجية وأجهزتها الاستخبارية نزاعاتها إلى الدنمارك، وأن تستخدم الدنمارك نقطة انطلاق لتمويل الإرهاب ودعمه".
المتهمون الثلاثة تم استهدافهم بمحاولة اعتداء في الدنمارك، في خريف 2018، تشتبه كوبنهاغن بوقوف النظام الإيراني وراءها، انتقاماً لهجوم استهدف منطقة الأهواز جنوب غرب إيران في سبتمبر/أيلول أوقع 24 قتيلاً.
وكانت العلاقات بين الدنمارك والسعودية شهدت توتراً في أعقاب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في سفارة بلاه بإسطنبول، حيث قررت الدنمارك إيقاف تصدير السلاح للسعودية، بعد أن كانت تُصدِّر الأجهزة المستخدمة في أعمال الرقابة والتجسس للرياض، في صفقات تصدير كانت تقدر بأكثر من مليار يورو سنوياً.