غضب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشدة من إعلان مارك إسبر، وزير الدفاع الأمريكي، رفضه اقتراح الرئيس بإرسال قوات من الجيش الأمريكي لإخضاع الاحتجاجات، كما أنه فكر في إقالته من منصبه، وفق ما أكدته صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية.
تقرير لصحيفة Business Insider، الثلاثاء 9 يونيو/ حزيران 2020، أكد أن ترامب كان يرغب في "نشر جيش الولايات المتحدة"، رداً على الاحتجاجات والاضطرابات التي تعصف بعاصمة البلاد وأماكن أخرى على خلفية مقتل جورج فلويد، الرجل من أصول إفريقية البالغ من العمر 46 عاماً في يوم الذكرى الأمريكي.
ترامب يهدد وإسبر يرفض: قد حذر ترامب يوم الاثنين 8 يونيو/حزيران من أنه إذا فشلت مدينة أو ولاية في التصرف "فسأنشر عندئذ الجيش الأمريكي وأحل المشكلة بسرعة نيابة عنهم"، مشيراً إلى أنه قد يلجأ إلى قانون الانتفاضة.
لكن إسبر خالف الرئيس يوم الأربعاء 10 يونيو/حزيران، وألقى مفاجأةً على البيت الأبيض خلال مؤتمر صحفي في وزارة الدفاع (البنتاغون)، حيث عبر عن معارضته استخدام قانون الانتفاضة وإرسال قوات عاملة إلى المدن الأمريكية لمكافحة الاضطرابات.
قال إسبر من البنتاغون: "اعتقدت دائماً وما زلت أعتقد أن الحرس الوطني هو الأنسب لتقديم الدعم المحلي للسلطات المدنية في مثل المواقف لدعم إنفاذ القانون على المستوى المحلي".
كما تابع: "خيار استخدام القوات العاملة في دور إنفاذ القانون يجب ألا يُستخدم إلا بوصفه ملاذاً أخيراً، وفي أكثر الحالات إلحاحاً وخطورة فحسب، لسنا في أحد هذه المواقف الآن. أنا لا أؤيد استدعاء قانون الانتفاضة".
إسبر، تراجع كذلك عن وصف المدن الأمريكية بأنها "ساحة معركة" ينبغي السيطرة عليها، وهي النغمة التي استخدمها الرئيس أيضاً في الأسبوع الماضي، ونأى بنفسه بعيداً عن صورة ترامب في الكنيسة، والإخراج القسري للمتظاهرين من حديقة العاصمة، وهو ما سمح بوصوله إلى الكنيسة والتقاط الصورة.
غضب وإحباط ترامب: ذكرت شبكة CNN الأمريكية حينها، نقلاً عن عدة أشخاص مطلعين، أن تصريحاته لم تلق استقبالاً جيداً في البيت الأبيض، حيث لم يكن كبار المسؤولين "سعداء" من تصريحات الوزير.
كما أوردت وسائل الإعلام إصابة البيت الأبيض بالإحباط من ميل إسبر لكسر الرسالة وافتقاره إلى الحماس تجاه سياسات الرئيس.
إذ قال مسؤول في الإدارة لصحيفة The New York Times الأمريكية في الأسبوع الماضي إن ترامب استشاط غاضباً من تصريحات إسبر يوم الأربعاء وانتقده بشدة في البيت الأبيض.
ماذا عن الثقة: عندما سُئلت في مساء يوم الأربعاء الماضي عما إذا كان الرئيس فقد الثقة في إسبر، قالت كايلي ماكناني، المتحدثة باسم البيت الأبيض: "حتى الآن ، لا يزال إسبر الوزير إسبر".
لكنها أضافت بعدها ببضعة أيام تأييداً رناناً، قائلةً إن "الرئيس ترامب لا يزال واثقاً في الوزير إسبر؛ فقد اضطلع إسبر بدور فعال في تأمين شوارع بلادنا وضمان حصول الأمريكيين على السلام والثقة في أمن أماكن العمل والعبادة والمنازل".
وفقاً لصحيفة The Wall Street Journal، استشار ترامب العديد من المستشارين لطلب رأيهم في الخلاف مع إسبر وكان عازماً على إقالته. ويُذكر أن إسبر هو رابع وزير يتولى حقيبة وزارة الدفاع منذ تولى ترامب منصبه في 2017.
في غضون ذلك، أوردت وسائل الإعلام علم إسبر بغضب ترامب، وبدء الاستعداد للاستقالة، وأُرجع ذلك جزئياً إلى خلافهم حول دور الجيش الأمريكي.