أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية، الثلاثاء 9 يونيو/حزيران 2020، هبوط طائرة إماراتية في مطار بن غوريون في رحلة مباشرة من أبوظبي إلى تل أبيب، محمّلة بسلع ومساعدات للفلسطينيين، وهي ثاني طائرة إماراتية تحط بإسرائيل في أقل من شهر، وأول طائرة من نوعها تحمل الشعار الرسمي للخطوط الإماراتية وعلم الإمارات، وفق ما أكدته خارجية الاحتلال الإسرائيلي.
هذا الحدث الذي احتفت به الخارجية الإسرائيلية واجه رفضاً وغضباً كبيراً من الفلسطينيين، لأنها جاءت "بحجة نقل مساعدات للفلسطينيين، رغم الموقف الشعبي والرسمي الفلسطيني الرافض للمساعدات التي تُستغل لتُشكّل "جسراً للتطبيع بين الإمارات وإسرائيل"، وفق ما أورده موقع "عرب 48".
بلاغ الخارجية الإسرائيلي: والذي نقله الموقع نفسه، الثلاثاء، جاء فيه أن "هذه الطائرة "تحمل الشعار الرسمي للخطوط الإماراتية وعلم الإمارات"، وذلك لأول مرة"، على خلاف الطائرة التي حطت في المطار في المرة السابقة، والتي لم تكن تحمل أي شعار من الشعارات الإماراتية.
جاء في نفس البيان أن هذه الشحنة من "المساعدات الموجهة للشعب الفلسطيني"، تحمل مجموعة من المعدات من أجل مساعدتهم على تجاوز محنة وباء كورونا، ويتعلق الأمر بـ"أجهزة تنفس اصطناعي من أجل مساعدة المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد".
وفق نفس المصدر، فإن الإمارات تقول إن هذه الرحلة كانت بتنسيق مع كل من إسرائيل والأمم المتحدة.
ماذا تقول أبوظبي؟ حسب تقرير لصحيفة "ynet" الإسرائيلية، الثلاثاء، فإن طائرات "دريملاينر 787-9 من دولة الإمارات العربية المتحدة قد حطت في المطار المذكور، بعد رحلة دامت 4 ساعات".
تقول الصحيفة إنه "يبدو أن الطائرة تحمل معدات إنسانية ووقائية إلى كورونا مخصصة للفلسطينيين"، كما "رفض مسؤولون في إسرائيل التعليق على الغرض من الرحلة، وطبيعة الشحنة التي حملتها".
الصحيفة نفسها تقول إن الطائرة ستبقى في الأراضي الإسرائيلية لمدة ساعة ونصف الساعة.
كما قامت أيضاً بنقل تصريح نسبته لمصدر إماراتي يقول فيه إن "الغرض من الرحلات الجوية ليس التطبيع، بل المساعدة للفلسطينيين، ومع ذلك كان هناك أناس ينتقدونها ويتهموننا بتطبيع العلاقة".
لا تنسيق معنا ونرفض التطبيع: رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، قال وفق ما نقلته صحيفة "عرب 48″، إن "الإمارات لم تُنسق مع حكومته بشأن أي مساعدات طبية، وذلك خلال لقاء عقده في مكتبه مع وسائل إعلام أجنبية".
اشتية أضاف في المناسبة ذاتها: "لا علم لنا بتلك المساعدات، وقد سمعنا عنها من وسائل الإعلام، ولم ينسق معنا بشأنها". وتابع: "نُرحب بأي مساعدات دولية لنا، لكن بعد التنسيق والحديث معنا مباشرة".
من جهة أخرى، قال مصدر في السلطة الفلسطينية، إنه "لم يتم أي تنسيق معها بخصوص هذه المساعدات، ولذلك لا تعتبر السلطة نفسها طرفاً في الأمر، كما أكد رفض السلطة أن تكون جسراً للتطبيع بين أطراف عربية وإسرائيل بدعوى المساعدات".
حسب نفس الصحيفة، فإنّ وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله "رفضت تسلُّم الشحنة الإماراتية بعد أن تأكدت أن التنسيق تم بين الإمارات وإسرائيل والأمم المتحدة، دون إطلاع أي طرف فلسطيني، وأوضحت المصادر: لم نفحص حتى محتويات الشحنة".
العلاقات نضجت بين البلدين: ذكر العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الرحلة تمت بالتنسيق مع وزارة الخارجية الإسرائيلية وبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة.
صحيفة ميدل إيست آي البريطانية قالت إنه لا توجد علاقات دبلوماسية رسمية بين البلدين، رغم تحالفهما الفعلي ضد إيران.
حيث سبق أن قال مكتب وزير الخارجية الإسرائيلي، إسرائيل كاتز، إن الوزير سبق له زيارة أبوظبي لمناقشة التهديد الإيراني مع المسؤولين الإماراتيين.
فيما تأتي الرحلة من أبوظبي إلى تل أبيب، في الوقت الذي تخطط فيه إسرائيل لضم أجزاء كبيرة من الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية.
في حين ندَّدت الإمارات العربية المتحدة بالخطوة المحتملة، ووصفتها بأنها "غير قانونية"، لكن يبدو أن التعاون قد نضج بين البلدين حسب تقرير الموقع البريطاني.
ولا تُقيم الإمارات علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل، رغم التقارير العديدة عن وجود اتصالات غير معلنة بين البلدين.