قالت منظمة الصحة العالمية، الإثنين 8 يونيو/حزيران 2020، إن وضع فيروس كورونا المستجد يزداد سوءاً في أنحاء العالم، محذرة من التراخي في الإجراءات. وأشارت المنظمة إلى أن الوباء ما زال يتفاقم عالمياً ولم يبلغ بعد ذروته في أمريكا الوسطى، كما حثت دول العالم على عدم التراخي ومواصلة جهودها لاحتواء الفيروس.
المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم جيبريسوس قال في إفادة صحفية: "بعد مرور ما يزيد على ستة أشهر على تفشي الوباء، ليس هذا هو الوقت المناسب لأن تحد أي دولة من جهودها لمكافحة الفيروس"، مضيفاً أنه جرى تسجيل أكثر من 136 ألف حالة جديدة على مستوى العالم يوم الأحد، وهو أكبر عدد للإصابات في يوم واحد إلى الآن، وأن 75٪ من الإصابات الجديدة جاءت من عشر دول، معظمها في الأمريكتين وجنوب آسيا.
تيدروس قال كذلك إن "التراخي هو الخطر الأكبر حالياً" في الدول التي تشهد الأوضاع فيها تحسناً، مضيفا أن "سكان دول العالم بغالبيتهم لا يزالون عرضة للإصابة" بكوفيد-19.
"وقت مثير للقلق": من جهته قال كبير خبراء الطوارئ لدى المنظمة مايك رايان، رداً على سؤال بخصوص الصين، إن الدراسات التي تجرى بأثر رجعي على كيفية التصدي لتفشي الوباء يمكن تأجيلها، مضيفاً: "نحن بحاجة إلى التركيز الآن على ما نفعله اليوم لمنع حدوث ذروة ثانية".
تابع رايان قائلاً إن وتيرة العدوى تتصاعد في دول أمريكا الوسطى، ومن بينها غواتيمالا، وإنه "وباء معقد". وأضاف: "أعتقد أن هذا وقت مثير للقلق الشديد"، داعياً إلى قيادة حكومية قوية ودعم دولي للمنطقة.
البرازيل الآن أصبحت واحداً من مراكز تفشي الوباء الساخنة، إذ يوجد فيها ثاني أعلى حالات إصابة مؤكدة، وتلي الولايات المتحدة مباشرة، كما أنها فاقت إيطاليا من حيث عدد الوفيات الناجمة عن المرض.
رايان قال كذلك إن البيانات الواردة من البرازيل "مفصلة للغاية" إلى الآن، لكنه أكد أهمية أن تدرك البرازيل أماكن تفشي الفيروس وكيفية إدارة المخاطر، وإن منظمة الصحة العالمية تتطلع إلى أن يكون التواصل أكثر "اتساقاً وشفافية".
أما ماريا فان كيرخوف، عالمة الأوبئة بالمنظمة، فقالت إن اتباع "منهجية شاملة" أمر ضروري في أمريكا الجنوبية، مضيفة: "لم نقترب بعد من نهاية هذا (الوباء)".
احتجاجات حاشدة: وفي ما يتعلق بموجة الاحتجاجات التي جرت على خلفية قضية جورج فلويد، الأمريكي الأسود الذي قضى خلال توقيفه على يد شرطي أبيض، دعا المدير العام للمنظمة تيدروس إلى مراقبة مسار الفيروس عن كثب لضمان عدم حصول موجة تفشّ ثانية، بخاصة مع تنظيم تجمّعات حاشدة، قائلاًً إن "منظمة الصحة العالمية تؤيد بالكامل المساواة والحراك العالمي ضد العنصرية. نحن نرفض التمييز بكل أشكاله".
كما دعا المدير العام المتظاهرين إلى الحفاظ على مسافة بينهم لا تقل عن متر والتقيّد ببقية توجيهات الوقاية.
من جهته، دعا مدير برنامج الطوارئ في المنظمة مايكل راين كل من يشعر بعوارض مرضية إلى الامتناع عن التظاهر أو أي نشاط جماعي.
يأتي هذا في وقت بدأت فيه دول العالم تخفيف إجراءات الحظر المفروض منذ أشهر بسبب الفيروس، وأُصيب ما يزيد على 7 ملايين شخص بفيروس كورونا الذي أودى بحياة ما يزيد على 400 ألف شخص.