يشتهر النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بثقته الزائدة بنفسه، ويعتبر نفسه دائماً اللاعب الأفضل بالعالم، حتى في فترات تألق غريمه الأرجنتيني ليونيل ميسي، بعد أن هيمنا معاً على جائزة الكرة الذهبية في العقد الأخير.
بلا شك يمتلك رونالدو مسيرة رائعة بالملاعب، تجعله في مصاف أعظم اللاعبين ليس في الفترة الحالية فحسب، بل في تاريخ كرة القدم بشكل عام، وأرقامه مع الأندية التي دافع عن ألوانها، ومع منتخب بلاده تشهد له بذلك.
بداية رونالدو (35 عاماً) الحقيقية في كرة القدم كانت عام 2003، عندما انتقل من سبورتينغ لشبونة إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي، ووقتها أدلى بتصريح غريب ما زال عالقاً في أذهان عشاق كرة القدم بالعالم.
رونالدو يعتبر بايم أفضل منه
حين وصول رونالدو إلى بريطانيا، لم تتردد الصحافة الإنجليزية في وصف رونالدو بالأفضل في البرتغال، وأن جوهرة ثمينة وصلت إلى الدوري الممتاز، لكن كريستيانو ردّ بأن ثمة لاعباً أفضل منه بكثير، وقال رداً على أحد الصحفيين: "إذا كنت تعتقد أنني جيد فقط فانتظر حتى ترى فابيو بايم".
فمن هو هذا اللاعب الذي آثره رونالدو على نفسه واعتبره أفضل وأكبر موهبة منه؟
هو فابيو بايم، الذي يصغر رونالدو بثلاث سنوات، والذي كان بحقٍّ موهبة استثنائية في بداياته، لكنه سلك طريقاً مختلفاً عن رونالدو، وامتلك عقلية غير تلك التي لطالما ميّزت رونالدو وجعلته أحد أساطير كرة القدم.
بداية فابيو بايم
بدأ بايم مسيرته مع رونالدو في سبورتنغ لشبونة، وامتلك موهبة مميزة جعلت الصحافة والنقاد في البرتغال يتغنون به، ويؤكدون أنه سيكون نجماً كبيراً في المستقبل.
لعب بايم على سبيل الإعارة مع عدة أندية صغيرة في البرتغال، قبل أن يستعيره تشيلسي معه عام 2008؛ في محاولة من الـ"بلوز" لتكرار تجربة رونالدو الناجحة مع مانشستر يونايتد، علماً أن وكيل أعماله كان خورخي مينديز، وهو نفس وكيل أعمال رونالدو.
لم يقنع بايم المدربَ البرازيلي لويز فيليبي سكولاري آنذاك، مكتفياً بالظهور على مقاعد الاحتياط في عدة لقاءات، قبل أن يُنهي تشيلسي الإعارة بعد 6 أشهر فقط.
ويبدو أن بايم لم يستغل هذه الفرصة جيداً، إذ أصبح بعدها في طي النسيان، خاصةً أنه لعب معاراً إلى ريو آفي وريال ماساما دون أن يحقق أي إنجاز يُذكر.
هذا الأمر دفع سبورتينغ لشبونة إلى الاستغناء عنه عام 2010، قبل أن يرحل للدرجة الثالثة في البرتغال من بوابة تورينسي، الذي لعب معه 3 مباريات فقط.
في عام 2011 رحل للدوري الأنغولي، ثم تنقَّل في الصين، ومالطا، وليتوانيا، ولوكسمبورغ، وقطر، والبرازيل.
مواقف مثيرة للجدل
من بين المواقف المثيرة للجدل، أن بايم تعرض للطرد من نادي كيال تيتانغ في الدرجة الثانية بلوكسمبورغ عام 2015 بعد 3 أشهر فقط من الانضمام إليه، بسبب سلوكه غير المهني.
وعقب انتهاء مسيرته الكروية عام 2019، ألقت الشرطة البرتغالية القبض عليه بتهمة تجارة المخدرات، إذ عثرت على كمية من الكوكايين معه في أثناء مداهمة منزله، ومن وقتها لم يشاهده أحد يلعب كرة القدم.
ذكريات
وفي مقابلة سابقة مع بايم، أكد أنه كان يتدرب مع فريق تشيلسي، لكن دون أن يلعب أي مباراة، وهو ما جعله يشعر بالحزن.
وذكر أنه لو كان يملك مزيداً من الصبر على نفسه وقتها، لكان قد نجح في كرة القدم ودخل عالم النجومية، مبدياً ندمه على عدم استغلال أوقات فراغه بالشكل المطلوب.
ويرى البعض أنه لو كانت لدى بايم عقلية اللاعب المحترف، لوصل لعالم النجومية وأصبح من الكبار في كرة القدم، لكن على ما يبدو تحتاج النجومية أكثر من مجرد موهبة يملكها أي لاعب، حتى يصل لطموحاته.