اتُّهِمَت الحكومة البرازيلية بالاستبدادية وحجب الحقائق، بعدما توقفت عن نشر الأعداد الإجمالية لحالات الإصابة والوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المُستجد، وحذفت جميع البيانات المتعلقة به من الموقع الرسمي الخاص بمتابعة تطورات الفيروس بالبلاد، والتي تسجل واحداً من أعلى معدلات الإصابة حول العالم.
قرار الرئيس: صحيفة The Guardian البريطانية قالت، الأحد 7 يونيو/حزيران 2020، إن وسائل إعلام محلية ذكرت أن الرئيس اليميني المتطرف جايير بولسونارو هو من أمر باتخاذ هذه الخطوة، لكنها قوبلت بغضب واسع في البرازيل.
من جانبه، قال ألبيرتو بيلتريم، رئيس المجلس الوطني لأمانات البلديات للصحة في البرازيل، في بيان: "إن المحاولة الاستبدادية وغير الحساسة واللاإنسانية وغير الأخلاقية لجعل وفيات كوفيد-19 غير مرئية لن تنجح. نحن والمجتمع البرازيلي لن ينساها، كما لن ينسى المأساة التي تصيب الأمة".
كانت الحكومة البرازيلية قد أوقفت، ليلة الجمعة 5 يونيو/حزيران، الكشف عن الأرقام التراكمية لإصابات كورونا المؤكدة والوفيات في نشرة يومية، ولم تقدم إلا الحصيلة اليومية.
كذلك حُذِف موقع تابع لوزارة الصحة من على الإنترنت، ثم أعيد يوم السبت من دون العدد الإجمالي للوفيات والحالات المؤكدة، وكذلك عدد الحالات قيد التشخيص، وتلك التي تعافت. وأفيد بأنَّ عدد الوفيات بلغ 904 يوم السبت 6 يونيو/حزيران، و1005 يوم الجمعة و1473 يوم الخميس.
تأتي البرازيل حالياً في المرتبة الثانية من حيث أعلى عدد إصابات في العالم، التي وصلت 672846 حالة، وفقاً لموقع جامعة جون هوبكنز، وقد تفوقت على إيطاليا، بعد تسجيل 35930 حالة وفاة.
غضب واسع: لاقت خطوة الحكومة انتقاداً واسعاً من المجتمع البرازيلي، إذ هاجم الأطباء والجمعيات الطبية وحكام الولايات ما وصفوه بمحاولة السيطرة على المعلومات، كما أعلن المدعون الفيدراليون عن فتح تحقيق في المسألة، وأمهلوا وزير الصحة المؤقت 72 ساعة لتفسير ما حدث، استناداً إلى الدستور البرازيلي وقانون حرية المعلومات.
في تغريدة على تويتر، قال غيلمار مينديز، وهو قاضٍ بالمحكمة العليا: "التلاعب بالإحصاءات هو إحدى مناورات الأنظمة الاستبدادية. لكن لن تعفيهم هذه الحيلة من المسؤولية عن الإبادة الجماعية في نهاية المطاف".
بدوره، دعا رودريغو مايا، المتحدث باسم مجلس النواب، إلى التحلي بـ"الشفافية" بدلاً من حجب المعلومات، وفقاً للصحيفة البريطانية.
من جانبه، كتب باولو كمارا، حاكم ولاية بيرنامبوكو شمال شرقي البرازيل، على موقع إنستغرام: "لا يمكنك مواجهة جائحة بدون العلم والشفافية والعمل. التلاعب والإغفال وعدم الاحترام هي أبرز معالم الإدارات الاستبدادية. لكن هذا لن يدمر جهود الأمة كلها. سنواصل إنتاج البيانات وتنظيمها وإصدارها".
رد الرئيس: بعد ردود الفعل السلبية، ردّ الرئيس البرازيلي بولسونارو، وقال في تغريدة على تويتر، إنَّ البيانات خضعت "للتعديل"، لأنها "لم تعكس اللحظة التي تمر بها البلاد".
سبق أن تباهى بولسونارو بإجراءات العزل، واستخف بالمرض على أنه مجرد "إنفلونزا بسيطة"، وتجاهل ارتفاع حصيلة الوفيات في البرازيل، لأنَّ "الجميع مصيره إلى الموت"، على حد تعبيره.
وفي تصريح لصحيفة Correio Braziliense البرازيلية، كشف مختصون من وزارة الصحة أنَّ "بولسونارو شعر بالذعر"، وألقوا باللوم على الرئيس في اتخاذ قرار "تحريف" الأرقام.
يُشار إلى أنه لا يوجد في البرازيل حالياً وزير للصحة، بعدما رحل اثنان عن المنصب منذ بداية الجائحة. ويشغل المنصب وزير الصحة بالإنابة، إدواردو باسويلو، وهو جنرال في الجيش ليست لديه خبرة صحية، وقد ملأ الوزارة بضباط عسكريين.