تظاهر عشرات الآلاف في شوارع مدن أمريكية رئيسية، الثلاثاء 2 يونيو/حزيران 2020، وذلك لليلة الثامنة على التوالي من الاحتجاجات على مقتل الرجل ذي البشرة السوداء جورج فلويد، في تحد واضح لحظر التجول الصارم، وإجراءات أخرى فرضتها السلطات لوقف الاحتجاجات، فيما شهدت العاصمة واشنطن تعزيزات جديدة من قوات الجيش.
صدامات خلال الاحتجاجات: احتجاجات حاشدة شهدتها لوس أنجلوس، وفيلادلفيا، وأتلانتا، ونيويورك، وكذلك في العاصمة واشنطن قرب المتنزه الذي أُجلي منه المتظاهرون، الإثنين 1 يونيو/حزيران 2020، لإفساح الطريق أمام الرئيس دونالد ترامب حتى يسير من البيت الأبيض إلى كنيسة قريبة لالتقاط صورة.
وكالة رويترز أشارت إلى أنه على الرغم من أن مسيرات التضامن مع الأمريكي القتيل جورج فلويد وغيره من ضحايا وحشية الشرطة تكون سلمية في الأغلب خلال النهار، فإن بعض الحشود ترتكب أعمال شغب وتخريب وإحراق ونهب في كل ليلة، كما تعرض خمسة من أفراد الشرطة لإطلاق نار في مدينتين مساء الإثنين.
خارج مبنى الكونغرس جثا متظاهرون على الركب مرددين هتاف "الصمت هو العنف" و"لا عدالة، لا سلام"، فيما تصدى لهم أفراد الشرطة قبل بدء حظر التجول الذي فرضته الحكومة.
لكن الحشد في متنزه لافاييت وغيره استمر بعد حلول الليل، رغم حظر التجول وتعهدات ترامب بالتصدي لمن وصفهم بأنهم "قطاع طرق" و"بلطجية" باستخدام الحرس الوطني بل وقوات الجيش عند الضرورة.
كذلك وبعد أن بدأ حظر التجول في مدينة نيويورك، سار آلاف المحتجين من مركز باركليز باتجاه جسر بروكلين فيما حلقت طائرات الهليكوبتر التابعة للشرطة فوقهم.
في مشهد مشابه، ملأ مئات المحتجين شارع هوليوود بمدينة لوس أنجلوس، وتجمع آخرون أمام مقر إدارة للشرطة، وكانوا في بعض الحالات يعانقون ويصافحون صفاً من الضباط في الخارج.
وكانت لوس أنجلوس مسرحاً لأعمال شغب عنيفة في ربيع عام 1992 بعد تبرئة ساحة أربعة ضباط متهمين بضرب السائق الأسود رودني كينغ. وأسفرت الأحداث عن مقتل أكثر من 60 شخصاً وتسببت في أضرار تقدر بنحو مليار دولار.
تعزيزات في واشنطن: على وقع الاحتجاجات والصدامات بين المحتجين والشرطة في العاصمة واشنطن، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الثلاثاء، أنها نقلت نحو 1600 من قوات الجيش إلى منطقة العاصمة واشنطن، دون أن ترد تأكيدات على استخدام الجيش بعد في التصدي للاحتجاجات.
من جانبه، أعلن وزير العدل الأمريكي، ويليام بار، عن بدء وصول مزيد من التعزيزات إلى العاصمة واشنطن الليلة، وقال في تصريحات نقلتها قناة "الحرة" الأمريكية إنّ "دور الحكومة توفير الأمن ليعيش المواطنون حياتهم".
بدورها ذكرت وسائل إعلام أمريكية أن بار أشار لوصول "تعزيزات عسكرية" لمواجهة الاحتجاجات التي اندلعت ضد ممارسات الشرطة.
تأتي هذه التعزيزات العسكرية بعد تهديدات متكررة أطلقها ترامب باللجوء إلى الجيش لوقف الاحتجاجات وما صاحبها من أعمال عنف، لكن حكاماً لولايات أمريكية لا يزالون لا يتفقون مع موقف الرئيس بشأن ضرورة استخدام الجيش.
تعاطف مع الاحتجاجات: من ناحية ثانية، أظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز/إبسوس أن معظم الأمريكيين يتعاطفون مع الاحتجاجات، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.
أُجري الاستطلاع يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين، وتوصل إلى أن 64٪ من الأمريكيين البالغين "يتعاطفون مع من يخرجون للتظاهر في الوقت الحالي"، فيما قال 27٪ منهم إنهم لا يشعرون بالتعاطف مع المحتجين وقال 9٪ إنهم غير متأكدين.
كذلك قال أكثر من 55٪ من الأمريكيين إنهم لا يوافقون على طريقة تعامل ترامب مع الاحتجاجات بما في ذلك 40٪ قالوا إنهم يرفضون ذلك "بشدة".
وتأتي احتجاجات أمريكا بعدما لفظ فلويد (46 عاماً) أنفاسه بعد أن بقي الشرطي ديريك شوفين جاثماً بركبته على رقبته لما يقرب من تسع دقائق يوم 25 مايو/أيار 2020 في مدينة مينيابوليس، ليشعل ذلك من جديد قضية وحشية الشرطة ضد الأمريكيين من أصل إفريقي قبل خمسة أشهر من انتخابات الرئاسة.
وجهت لضابط الشرطة تهمة القتل من الدرجة الثالثة وتهمة القتل غير العمد من الدرجة الثانية. وأقيل ثلاثة ضباط آخرين متورطين لكن لم توجه لهم اتهامات.