موظفو فيسبوك ينفذون تهديداتهم ويضربون عن العمل بسبب تهاون زوكربيرغ مع تدوينات ترامب

نفذ العشرات من موظفي "فيسبوك"، الإثنين 1 يونيو/حزيران 2020، "إضراباً افتراضياً" عن العمل، احتجاجاً على عدم اتخاذ الرئيس التنفيذي للشركة، مارك زوكربيرغ، إجراءً تجاه تدوينات مثيرة للجدل نشرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على هذه المنصة، الأسبوع الماضي.

عربي بوست
تم النشر: 2020/06/02 الساعة 05:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/06/02 الساعة 13:46 بتوقيت غرينتش
مؤسس موقع فيسبوك مارك زوكربيرغ/ رويترز

نفذ العشرات من موظفي "فيسبوك"، الإثنين 1 يونيو/حزيران 2020، "إضراباً افتراضياً" عن العمل، احتجاجاً على عدم اتخاذ الرئيس التنفيذي للشركة، مارك زوكربيرغ، إجراءً تجاه تدوينات مثيرة للجدل نشرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على هذه المنصة، الأسبوع الماضي.

صحيفة "نيويورك تايمز" ذكرت، على موقعها الإلكتروني، أن هذا الاحتجاج يمثل انتقاداً علنياً نادراً من هؤلاء الموظفين لشركتهم، بسبب رفض قيادة الشركة حذف تدوينات لترامب.

إذ قال الموظفون إنهم رفضوا العمل، الإثنين 1 يونيو/حزيران 2020، لإظهار دعمهم للمحتجين في جميع أنحاء الولايات المتحدة، تنديداً بمقتل جورج فلويد، وهو مواطن أمريكي من أصول إفريقية، على يد الشرطة في مينيسوتا. 

تهديد لقيادة زوكربيرغ: فيما وضع موظفو "فيسبوك" المحتجون رسالة تلقائية على ملفاتهم الشخصية الرقمية وردودهم عبر البريد الإلكتروني تفيد بأنهم كانوا خارج المكتب، في حملة تحرك أسموها "نزهة"، وهي "افتراضية"، لأن معظم موظفي الشركة يعملون من منازلهم؛ ضمن تدابير منع انتشار فيروس كورونا.

الصحيفة أضافت أن الموظفين وزعوا داخل الشركة عرائض احتجاج، وهددوا بالاستقالة، في وضع اعتبره موظفون حاليون وسابقون أخطر تهديد لقيادة زوكربيرغ، منذ تأسيس الشركة العملاقة قبل 15 عاماً.

وصرح زوكربيرغ، في أكثر من مناسبة، بأنه يجب اتباع نهج عدم التدخل في ما ينشره الأشخاص على "فيسبوك"، بما في ذلك أكاذيب المسؤولين.

وعلى خلاف "فيسبوك"، وضعت منصة "تويتر" ملصقاً على تغريدة لترامب، الأسبوع الماضي، لتعارضها مع سياسات الشركة فيما يخص العنف والقمع.

تدوينات ترامب على فيسبوك: زوكربيرغ اعتبر، عبر تدوينة يوم الجمعة الماضي، أن تدوينات ترامب لا تنتهك قواعد "فيسبوك".

مضيفاً: "لدي شخصياً رد فعل سلبي عميق تجاه هذا النوع من الخطابات الخلافية والمتأججة، لكنني مسؤول عن رد الفعل، ليس بصفتي الشخصية فحسب، بل كقائد لمؤسسة ملتزمة بحرية التعبير".

فيما كتب أحد موظفي "فيسبوك"، في لوحة رسائل داخلية: لا يمكن الدفاع تحت ستار حرية التعبير عن الخطاب البغيض من جانب الرئيس الأمريكي، الذي يدعو إلى العنف ضد المتظاهرين السود، وفق الصحيفة.

وأردف: إلى جانب الموظفين السود في الشركة، وجميع أصحاب الضمائر، أدعو مارك إلى حذف فوري لتدوينة الرئيس، التي تدعو إلى العنف والقتل وتحمل تهديداً ضد السود.

في وقت سابق كتب ترامب مهدداً: "عندما يبدأ النهب، يبدأ إطلاق النار، شكراً". وفي اليوم التالي، وصف المحتجين بأنهم "مجموعات منظمة"، وهددهم بالكلاب الشرسة والأسلحة الخطرة.

وقام زوكربيرغ بتبكير اجتماعه الأسبوعي مع الموظفين إلى الثلاثاء، بدلاً من الخميس، في محاولة لاحتواء الأزمة، بينما يعتبر الموظفون الغاضبون الاجتماع فرصة لاستجوابه بشكل مباشر بشأن موقفه من تدوينات ترامب.

حادثة فلويد: يأتي هذا بعدما أشعل مقتل فلويد احتجاجات واسعة في العديد من الولايات الأمريكية، واضطرت السلطات إلى فرض حظر تجول في بعض المناطق لإعادة الأمور للسيطرة، ولجأت إلى نشر آلاف الجنود من الحرس الوطني في 15 ولاية، بالإضافة إلى العاصمة واشنطن، من أجل مواجهة التظاهرات.

كان مقطع الفيديو الذي صَوَّر طريقة اعتقال فلويد قد أثار صدمة في أمريكا، وظهر فيه الشرطي ديريك شوفين وهو يوقف فلويد بشبهة الاحتيال، وفي أثناء توقيفه أقدم الشرطي على وضع ركبته على عنق فلويد وهو رهن الاعتقال منبطحاً على بطنه.

إثر ذلك ناشد فلويد الشرطي إزاحة ركبته عن عنقه، قائلاً: "لا أستطيع التنفس"، إلا أن مناشداته لم تلقَ استجابة لا من الشرطي ولا من زملائه من عناصر الشرطة الآخرين، وانتهت الحادثة بنقل فلويد للمستشفى ووفاته. 

يواجه شوفين، الذي تم اعتقاله، تهمة قتل من الدرجة الثالثة، بينما تقول عائلة فلويد إن الحكم غير كافٍ، مطالبةً بإنزال عقوبات قاسية بحقِّ الشرطي. 

كما فُرض حظر للتجوّل، الأحد، في واشنطن، بعد خروج تظاهرات جديدة قرب البيت الأبيض، حسب ما أعلن رئيس بلديّة العاصمة موريل باوزر، غداة ليلة شهدت أعمال شغب في عدد من المدن الأمريكيّة. 

تحميل المزيد