“ترامب في المخبأ”.. نيويورك تايمز تكشف ما فعله الرئيس عند وصول الاحتجاجات لمقر إقامته

قالت صحيفة The New York Times، الأحد 31 مايو/أيار 2020، إن جهاز الخدمة السرية نقل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى مخبأ سري تحت الأرض في البيت الأبيض، يوم الجمعة، وذلك بعدما وصل المحتجون الغاضبون من تسبّب الشرطة بقتل مواطن من ذوي البشرة السوداء إلى أسوار البيت الأبيض حيث مقر إقامة الرئيس، للتعبير عن غضبهم.

عربي بوست
تم النشر: 2020/06/01 الساعة 05:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/06/01 الساعة 06:00 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب - رويترز

قالت صحيفة The New York Times، الأحد 31 مايو/أيار 2020، إن جهاز الخدمة السرية نقل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى مخبأ سري تحت الأرض في البيت الأبيض، يوم الجمعة، وذلك بعدما وصل المحتجون الغاضبون من تسبّب الشرطة بقتل مواطن من ذوي البشرة السوداء إلى أسوار البيت الأبيض حيث مقر إقامة الرئيس، للتعبير عن غضبهم. 

الرئيس قلق: أشارت الصحيفة، نقلاً عن جمهوري (لم تذكر اسمه) قريب من البيت الأبيض، قوله إن ترامب أمضى قرابة ساعة في المخبأ السري، وهو مكان بُني في الأصل لحالات الطوارئ، مثل الهجمات الإرهابية.

القرار المفاجئ من عناصر الخدمة السرية جاء بعد وصول متظاهرين إلى محيط البيت الأبيض، وبعضهم رشقوه بالحجارة، وسحبوا الحواجز التي وضعتها الشرطة، رافعين لافتات مُنددة بطريقة اعتقال الشرطة للأمريكي ذي البشرة السوداء، جورج فلويد، التي تسببت في النهاية في وفاته، وشهد مكان التظاهر صداماً ما بين المتظاهرين وعناصر الخدمة السرية والشرطة التي عملت على إبعادهم عن مقر الرئيس. 

الصحيفة أوضحت أن المظاهرات في واشنطن تخللتها أعمال من العنف، وبدت أنها فاجأت الضباط، مضيفةً أن هذه الاحتجاجات واحدة من أعلى حالات التأهب في البيت الأبيض منذ هجمات سبتمبر/أيلول 2001. 

يقول مصدر الصحيفة إن الرئيس ترامب وعائلته "صُدموا من حجم وضغينة حشود المتظاهرين"، في حين لم يتضح ما إذا كانت زوجة الرئيس ميلانيا، وابنهما بارون البالغ من العمر 14 عاماً قد اختبآ أيضاً مع ترامب في المخبأ السري. 

كذلك لم تتضح الأسباب الحقيقية التي دفعت جهاز الخدمة السرية إلى نقل ترامب للمخبأ، إلا أن  وكالة الخدمة السرية المعنية بحماية الرئيس الأمريكي وكبار المسؤولين الأمريكيين لديها عادة بروتوكولات لحماية رئيس البلاد عندما يكون مبنى إقامته مهدداً. 

تشير الصحيفة إلى أن ترامب قال لمستشارين إنه قلق على سلامته، مشيداً في ذات الوقت بطريقة تعامل جهاز الخدمة السرية مع المتظاهرين. 

وسبق أن لجأت السلطات الأمريكية إلى استخدام المخبأ السري الموجود في البيت الأبيض عندما نقلت إليه ديك تشيني، نائب الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش خلال هجمات سبتمبر/أيلول 2001، حيث خشيت واشنطن من أن تصطدم إحدى الطائرات التي اختطفها تنظيم القاعدة بالبيت الأبيض، أما الرئيس بوش فكان حينها خارج المدينة ونُقل للمخبأ في وقت لاحق. 

مغادرة البيت الأبيض: بعد ساعات من وصول الاحتجاجات لمحيط البيت الأبيض، غادر ترامب واشنطن وسافر إلى فلوريدا يوم السبت 30 مايو/أيار 2020، لمشاهدة عملية إطلاق أول مركبة فضائية مأهولة، بالتعاون بين شركة استكشاف الفضاء "سبيس إكس" ووكالة الفضاء الأمريكية "ناسا".

كذلك أمضى ترامب يوم الأحد وهو بعيد عن الأنظار، على الرغم من توقع البعض إلقاءه كلمة بخصوص ما تشهده البلاد من أحداث، وفي هذه الأثناء كانت الاحتجاجات مستمرة عند محيط البيت الأبيض. 

كان ترامب قد كتب سلسلة من التغريدات الهجومية على التظاهرات والمحتجين الذين تظاهروا في محيط مقر إقامته، وهدد المتظاهرين من التجرؤ على تجاوز أسوار البيت الأبيض. 

الرئيس أشاد في تغريداته بكيفية استبدال الخدمة السرية عناصرها في الخط الأمامي أمام المتظاهرين، مشيراً إلى أن حشد المتظاهرين كان كبيراً ومنظماً بشكل مهني، غير أنه لم يستطع أي منهم الاقتراب من سياج البيت الأبيض.

أضاف ترامب: "لو تمكنوا من ذلك، كانت سترحب بهم الكلاب الأكثر شراسة والأسلحة الأكثر رعباً، وكان هؤلاء الناس سيصابون بجروح بليغة على الأقل، وكان كثير من عناصر الخدمة السرية في الانتظار مستعدين للتصرف".

احتجاجات متواصلة: أشعل مقتل فلويد احتجاجات واسعة في العديد من الولايات الأمريكية، واضطرت السلطات إلى فرض حظر تجول في بعض المناطق لإعادة الأمور للسيطرة، ولجأت إلى نشر آلاف الجنود من الحرس الوطني في 15 ولاية بالإضافة إلى العاصمة واشنطن من أجل مواجهة التظاهرات.

 كان مقطع الفيديو الذي صَوَّر طريقة اعتقال فلويد قد أثار صدمة في أمريكا، وظهر فيه الشرطي ديريك شوفين وهو يوقف فلويد بشبهة الاحتيال، وفي أثناء توقيفه أقدم الشرطي على وضع ركبته على عنق فلويد وهو رهن الاعتقال منبطحاً على بطنه.

إثر ذلك ناشد فلويد الشرطي إزاحة ركبته عن عنقه، قائلاً: "لا أستطيع التنفس"، إلا أن مناشداته لم تلقَ استجابة لا من الشرطي ولا من زملائه من عناصر الشرطة الآخرين، وانتهت الحادثة بنقل فلويد للمستشفى ووفاته. 

يواجه شوفين، الذي تم اعتقاله، تهمة قتل من الدرجة الثالثة، بينما تقول عائلة فلويد إن الحكم غير كافٍ، مطالبةً بإنزال عقوبات قاسية بحقِّ الشرطي. 

تحميل المزيد