في تطور لافت للأحداث التي تشهدها بعض الولايات الأمريكية على خلفية مقتل مواطن من أصل إفريقي على يد رجل شرطة، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتدخل الجيش لإيقاف "أحداث الشغب"، بينما أعلن البنتاغون (وزارة الدفاع) عن تأهب الجيش الأمريكي واستعداده للتدخل.
ترامب قد يستعين بالجيش: إذ قال دونالد ترامب، السبت 30 مايو/أيار 2020، إن الولايات والمدن يجب أن تصبح "أكثر صرامة" في مواجهة الاحتجاجات المناهضة للشرطة، وإلا فإن الحكومة الاتحادية ستتدخل بإجراءات منها استدعاء الجيش وإلقاء القبض على الأشخاص.
أضاف ترامب على تويتر "يجب على حكام الولايات ورؤساء البلديات الليبراليين أن يكونوا أكثر صرامة وإلا ستتدخل الحكومة الاتحادية وتفعل ما يجب القيام به، وهذا يشمل استخدام القوة غير المحدودة لجيشنا والعديد من الاعتقالات".
في وقت سابق، السبت، قال الرئيس الأمريكي إن الجيش يمكنه نشر قوات في منيابوليس "بسرعة كبيرة" للرد على الاحتجاجات العنيفة في أعقاب مقتل رجل أسود أعزل على يد أحد أفراد الشرطة في المدينة. وقال ترامب بعد ظهر اليوم السبت "يمكن نشر جيشنا هناك بسرعة كبيرة" إذا جرى طلب مساعدتهم.
الجيش في حالة تأهب: من جهته، قال البنتاغون، السبت، إنه وضع وحدات الجيش في حالة استعداد للاستدعاء خلال أربع ساعات تحسباً لطلب حاكم ولاية مينيسوتا لها، وسط اضطرابات أهلية في أعقاب مقتل رجل أسود بعدما ضغط شرطي أبيض بركبته على عنقه.
لم يتضح متى كانت المرة الأخيرة التي يحدد فيها الجيش الأمريكي إطاراً زمنياً بهذا القصر لاحتمال استدعاء قواته فهو أمر يمكن أن يقدم عليه في حالات الطوارئ كالكوارث الطبيعية.
فيما قال البنتاغون في بيان "في الوقت الحالي لا يوجد طلب من حاكم مينيسوتا لقوات الجيش حتى تدعم الحرس الوطني في مينيسوتا أو قوات إنفاذ القانون بالولاية".
الاحتجاجات متواصلة: فقد اندلعت احتجاجات عنيفة لليوم الرابع على التوالي في العديد من المدن الأمريكية، حيث عبّر المتظاهرون عن غضبهم لمقتل جورج فلويد.
إذ اشتبك متظاهرون مع الشرطة في مدن مثل منيابوليس ونيويورك وأتلانتا وواشنطن في موجة متصاعدة من الغضب بشأن معاملة مسؤولي إنفاذ القانون للأقليات.
اندلعت المظاهرات لرابع ليلة على التوالي على الرغم من إعلان مسؤولي الادعاء، الجمعة 29 مايو/أيار، إلقاء القبض على الشرطي ديريك تشوفين، الذي ظهر في تسجيل مصور وهو يضغط بركبته على عنق فلويد، بتهمة القتل من الدرجة الثالثة والقتل غير العمد.
كما أقالت السلطات الشرطي وثلاثة من زملائه شاركوا في الواقعة ويتم التحقيق معهم حالياً فيما يتعلق بالحادث الذي وقع يوم الإثنين والذي أشعل فتيل غضب يقول ناشطون في مجال الحقوق المدنية إنه يستعر منذ وقت طويل في منيابوليس وعدد من المدن في أنحاء البلاد بسبب التحيز العنصري المستمر في نظام العدالة الجنائية الأمريكي.
في ديترويت، أفادت وسائل إعلام محلية بأن شاباً يبلغ من العمر 19 عاماً قُتل بالرصاص في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة أثناء مظاهرة حيث أطلق مشتبه به النار عليه من سيارة رياضية ثم لاذ بالفرار. ولم يتسن حتى الآن التواصل مع الشرطة للتعليق.
وردد كثير من المتظاهرين هتافات "لا عدالة، لا سلام" وحمل بعضهم لافتات كتبوا عليها "أوقفوا وحشية الشرطة" و"لن أتوقف عن الصراخ حتى يتمكن الجميع من التنفس".
كما ملأ آلاف المتظاهرين شوارع منطقة بروكلين بمدينة نيويورك بالقرب من ساحة مركز باركليز. وألقت الشرطة المسلحة بالهراوات ورذاذ الفلفل القبض على العشرات من المتظاهرين أثناء اشتباكات شابها العنف في بعض الأحيان.
حالة طوارئ: في منطقة مانهاتن السفلى، طالب متظاهرون في مسيرة بعنوان "لا يمكننا التنفس" بتشريع لحظر وسيلة الخنق أثناء الاعتقال والتي كان قد لجأ إليها أيضاً أحد أفراد شرطة المدينة مما أدى إلى وفاة رجل أسود يُدعى إريك غارنر في حادث وقع عام 2014.
في واشنطن، انتشرت الشرطة وضباط الخدمة السرية بكثافة حول البيت الأبيض قبل تجمع عشرات المتظاهرين في الجهة المقابلة من الشارع في ساحة لافاييت.
فيما أعلن حاكم جورجيا برايان كيمب حالة الطوارئ في أتلانتا وأصدر أمراً باستدعاء الحرس الوطني في الولاية وهو ما يعني إرسال ما يصل إلى 500 جندي لحراسة الممتلكات بعد أن انتقلت الاحتجاجات من وسط المدينة إلى حي باكهيد الذي يقطنه الأثرياء.
نزل المتظاهرون أيضاً إلى الشوارع في مدن أخرى منها دنفر وهيوستن ولويزفيل بولاية كنتاكي.
في منيابوليس، كبرى مدن ولاية مينيسوتا، تحدى مئات المتظاهرين حظراً للتجول اعتباراً من الثامنة مساء حول مركز للشرطة أحرقه المتظاهرون مساء الخميس 28 مايو/أيار.
تقرير الطب الشرعي: بينما قالت وسائل إعلام أمريكية إن تقرير الطب الشرعي الأولي كشف أن وفاة، جورج فلويد، لم تكن نتيجة الاختناق الناجم عن قيام شرطي بالضغط على عنقه أثناء اعتقاله، وإنما ربما يكون بسبب "مشاكل صحية وتناول الكحول".
موقع "بزنس إنسايدر" الأمريكي، قال السبت، إن تقرير التشريح الأولي لجثة فلويد يظهر أنه "لم تكن هناك نتائج مادية تدعم تشخيص الاختناق".
بدلاً عن ذلك، أشار التقرير إلى أن "التأثير المشترك، لقيام الشرطي بتقييد فلويد والظروف الصحية للضحية ومواد مسكرة محتملة وجدت في دمه، ساهمت جميعها على الأرجح في وفاته".
بحسب التقرير، كانت لدى فلويد مشاكل صحية أساسية، بما في ذلك داء الشريان التاجي وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم.