أظهرت مقاطع فيديو نشرتها صحيفة The Guardian البريطانية، الأربعاء 20 مايو/أيار 2020، ما قيل إنه رفض سفينة تابعة للقوات المسلحة المالطية إنقاذ زورق مطاطي صغير يحمل 101 طالب لجوء في المياه الإقليمية المالطية، وتزويدهم بدلاً من ذلك بالمعدات اللازمة لمواصلة رحلتهم إلى إيطاليا.
لحظات من الرعب: قفز العديد من المهاجرين في الماء، في محاولة للوصول إلى السفينة، ظناً منهم أنها تحاول إنقاذهم، قبل أن يتفاجأوا بطلب القوات المالطية العودة إلى الأراضي الإيطالية.
قال أحد الركاب الذين تمكنوا من الوصول إلى مدينة بوزالو في صقلية، في 12 أبريل/نيسان، لصحيفة The Guardian: "جاءوا إلينا وقالوا مالطا تحوي فيروساً يسمى كورونا إذا سمعتم به. ولا يمكننا أخذكم إلى هناك لأن كل الناس مرضى في مالطا. ومالطا صغيرة ولا يمكنها أن تستوعبكم جميعاً. وأعطونا سترات حمراء، ومحركاً جديداً ووقوداً وقالوا لنا إنهم سيروننا الطريق إلى إيطاليا. ثم صوبوا البنادق إلينا وقالوا: نمهلكم 30 دقيقة".
كانت مجموعة المهاجرين قد انطلقت من زليتن، شرق طرابلس، مساء 8 أبريل/نيسان 2020. وبعد ثلاثة أيام، في صباح يوم 11 أبريل/نيسان، ظهرت مالطا في الأفق.
قال أحد الناجين: "رأينا سفناً تجارية ضخمة. ولم تحاول الاقتراب منا مطلقاً. وفي حوالي الساعة الخامسة صباحاً، عندما بدأ شروق الشمس، رأينا مالطا، ورأينا بنايات مالطا. وكان الجميع سعداء ويهللون".
تخويف المهاجرين: أشار ناجون إلى أن سفينة القوات المسلحة المالطية اعترضت المهاجرين، وقال ناجٍ ثانٍ للصحيفة البريطانية: "أعطونا سترات النجاة وقفز حوالي 20 أو 25 شخصاً في الماء وكانوا على وشك الغرق. لذا بدأت السفينة المالطية في الدوران حتى لا نسبح إلى المدينة. كانوا سيقتلوننا على الأرجح، وأثاروا الموج في المياه. وأعطونا الحبال وأمرونا بالإمساك بها وربطها بقاربنا والعودة إليه".
أضاف مهاجر آخر: "ثم قال أحد المسؤولين المالطيين: حسناً، لقد اتخذنا قراراً، ولن نعيدكم إلى ليبيا. وتابع: سنريكم الطريق إلى إيطاليا. فقلنا لا، ليس لدينا وقود. قالوا: حسناً، سنزودكم بالوقود. وأعطونا 20 لتراً. ثم شغلنا المحرك ولم يعمل. وقلنا للمسؤولين إن السفينة المالطية السابقة ربطت حبلاً بقاربنا في محاولة لسحبنا للعودة إليه، لكنه ارتطم بالمحرك عدة مرات وتعطل المحرك. فأعطونا محركاً جديداً، من نوع ياماها 45 أو 40".
تتطابق شهادة الناجين مع الصور التي قدموها، ففي صورة التقطوها قبل لقائهم بالمالطيين، يظهر محرك "Parsun 60" بوضوح، وبعد ذلك، تظهر كلمة "ياماها" على المحرك الجديد الذي زعموا أن المالطيين وفروه لهم، وفي ذلك التوقيت، أعطاهم المسؤولون المالطيون الإحداثيات اللازمة للوصول إلى صقلية.
تشير الصحيفة البريطانية إلى أن خفر السواحل الإيطالي قال إن مالطا لم تبلغهم بأمر بالقارب، في حين لم تستجب القوات المسلحة المالطية وحكومة مالطا لطلبات التعليق.