واصلت أسعار النفط الخام ارتفاعها، الثلاثاء 19 مايو/أيار 2020، لليوم الرابع على التوالي، مسجلة بذلك أعلى مستوى لها في شهرين، بعد انهيار غير مسبوق أصابها جراء أزمة فيروس كورونا المستجد التي تضرب العالم، وحرب الأسعار التي اشتعلت بين السعودية وروسيا، وانتهت بالتوصل إلى اتفاق أنعش الأسعار من جديد.
مؤشرات إيجابية: يأتي ارتفاع أسعار النفط مدعوماً أيضاً باستئناف اقتصادات عالمية أنشطتها، بعد غلق استمر لأكثر من 45 يوماً، نتيجة تفشي جائحة كورونا، وفقاً لوكالة الأناضول.
بحلول الساعة (08:32 بتوقيت غرينتش)، صعدت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت تسليم يوليو/تموز بنسبة 1.56٪ (أو 55 سنتاً) ووصلت إلى 35.36 دولار للبرميل.
كما ارتفعت أسعار عقود الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط تسليم يوليو/تموز بنسبة 1.40٪ (أو 44 سنتاً) إلى 32.8 دولار للبرميل.
يأتي ذلك بينما يأمل منتجو النفط إعلان إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، الأربعاء 20 مايو/أيار 2020، عن انخفاض ثانٍ على التوالي في مخزونات الخام محلياً عن الأسبوع الماضي، ما يعني تعافياً في الطلب داخل السوق الأمريكية، أكبر مستهلك للخام في العالم.
خفض الإنتاج: يُعد ارتفاع أسعار النفط مؤشراً على أن المنتجين يخفضون إنتاج النفط كما وعدوا من أجل تحسن الطلب، وقال هيرويوكي كيكوكاوا، المدير العام للأبحاث في نيسان للأوراق المالية: "معنويات المستثمرين تحسنت، إذ يبدو أن (أوبك بلس) تقلص الإنتاج كما وعدت هذا الشهر، مع مزيد من التخفيضات الطوعية المتوقعة في يونيو/حزيران".
أضاف كيكوكاوا أنه "في نفس الوقت، ثمة تفاؤل متزايد بأن تخفيف الإغلاقات الشاملة العالمية (بسبب فيروس كورونا) سيساعد على تعزيز النشاط الاقتصادي ويغذي الطلب".
كانت الدول المنتجة للنفط قد توصلت، في 12 أبريل/نيسان 2020، لاتفاق تاريخي بخفض إنتاج النفط بشكل قياسي، بواقع 9.7 مليون برميل يومياً، وبموافقة المكسيك التي سبق أن عطّلت اتفاقاً سابقاً بين السعودية وروسيا، لوضع حد للتدهور الكبير الذي ضرب سوق النفط العالمي بسبب حرب الأسعار .
كان وزير النفط الكويتي خالد الفاضل قد أكد أن الاتفاق ينص على خفض الإنتاج بما يقارب 10 ملايين برميل من النفط يومياً من أعضاء "أوبك+" ابتداء من الأول من مايو/أيار 2020.
سجل انهيار أسعار النفط حادثة لم يسبق لها مثيل في التاريخ، عندما تحولت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي إلى سلبية، ووصل سعر البرميل إلى ناقص 37.63 دولار للبرميل، الأمر الذي أثار غضب الولايات المتحدة، التي ضغطت من أجل التوصل إلى اتفاق لخفض الإنتاج.