بات الأطباء والممرضون في مصر من بين أكثر ضحايا فيروس كورونا المستجد الذي أودى بحياة أكثر من 570 شخصاً في البلاد، خاصةً أنه انتشر بشكل كبير في صفوف الكوادر الطبية التي تقاوم في الخطوط الأمامية لمواجهة الجائحة.
آخر ضحايا فيروس كورونا في مصر كان الدكتور محمد سامي، الذي قضى أسابيع في علاج مرضى فيروس كورونا بمستشفى حميات إمبابة، قبل أن ينتهي به المطاف بفقدان بصره.
علاج مرضى كورونا: إذ كشف الدكتور المصري محمد سامي، الخميس 14 مايو/أيار 2020، تفاصيل إصابته بفقدان البصر في أثناء عمله على علاج مرضى فيروس كورونا المستجد. وقال في حوار مصور مع موقع "اليوم السابع" المصري، إنه كان من بين الفرق الطبية التي تقوم بدورها لاستقبال وعلاج مرضى فيروس كورونا، وتقديم الخدمات الطبية لهم.
أضاف أنه "يوم الخميس قبل الماضي، ورد للعزل عدد كبير من المصابين بفيروس كورونا من مستشفى إمبابة وبذلنا مجهوداً كبيراً"، ونظراً إلى طول مدة ارتداء ملابس العزل، والضغط والتوتر الذي نحن فيه، بدأ يشعر بالإرهاق.
تابع: "فضَّلت اللجوء للراحة حتى أذان المغرب، وتناول طعام الإفطار، ولكن بعدها شعرت بضيق في التنفس وبدأ القلق يظهر علي، ومن شدة تلك الأعراض، تخيلت أني ألقي بنفسي من الطابق الثالث، نظراً إلى شدة الألم".
كما أوضح، أنه "استغاث بزملائه في مستشفى الحميات، وتم إجراء أشعة على الصدر له، وقال الأطباء إن الأمر بسيط، وخرج مع زملائه للجلوس على التراك، وبعدها فقد الوعى تماماً".
ارتفاع في الضغط ينتهي بفقدان البصر: أشار إلى أنه ما حدث له من ارتفاع ضغط الدم، كان بسبب ارتداء البدلة لوقت طويل، وللضغوط التي تعرض لها مثل زملائه، وعرف بعد إفاقته، أن مدير مستشفى بلطيم وأساتذة الرعاية اجتمعوا ليقرروا ما يفعلونه له، وتم تعقيم جهاز رسم القلب، ولكنه لم يعمل وأحضروا مينتور لمعرفة العمليات الحيوية وكان الوقت يمر، وتواصلوا بمديرية الصحة لإيجاد مكان بالمستشفيات.
استطرد: "تم نقلي لعناية القلب بالمستشفى العام بكفر الشيخ، لتبدأ مرحلة إجراء التحاليل، وتركيب الأجهزة، الأطباء فضَّلوا وضعي على جهاز تنفس صناعي، ولكن الدكتور رجاء، مدير عناية الصدر، أخَّرت هذا القرار وكانت له آثار إيجابية علي"، وبعد تلك المعاناة وجد نفسه فاقداً البصر بعد إجراء الأشعة المقطعية والرنين.
ولفت إلى أن "التقرير النهائي أكد أنه مصاب بتلف في العصب البصري نتيجة لحدوث أزمة قلبية، أدت إلى وجود جلطات نتج عنها تلف العصب البصري". وفي النهاية أكد الدكتور المصري أنه "يحمد الله على ما هو فيه، ويكفيه أنه فقد بصره، وهو يؤدي عمله".
الدولة تتكفل بالعلاج: إذ قالت وسائل إعلام مصرية، إن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أمر بتشكيل فريق لجنة الاستغاثات الطبية بمجلس الوزراء، برئاسة الدكتور حسام المصري، المستشار الطبي لرئيس الوزراء، للتواصل مع الطبيب، ونقله من مستشفى كفر الشيخ العام إلى مدينة طنطا لإجراء بعض الفحوصات الطبية اللازمة للعلاج، واستكمال فترة العلاج بالمركز الطبي العالمي بطريق الإسماعيلية.
كما أكد هاني يونس المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء، في بيان صحفي، الخميس، أن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بحث مع الدكتور حسام المصري، المستشار الطبي لرئاسة مجلس الوزراء، رئيس اللجنة الطبية العليا، تطورات حالة الطبيب محمود سامي فتحي، الذي كان يعمل بأحد مستشفيات العزل، وأصيب بارتفاع شديد بضغط الدم، ولديه مشكلة حالياً في عدم القدرة على الرؤية.
كما تم الاتصال بالدكتور محمود سامي وإبلاغه بتكليفات رئيس الوزراء بتوفير كامل الرعاية الطبية له، وبترتيبات نقله إلى المركز الطبى العالمي، وهو ما لاقى ترحيباً شديداً منه، وأكد شكره للدولة على هذا التحرك السريع، وأنه وزملاءه يخدمون وطنهم وأبناء وطنهم لمواجهة هذه الأزمة العالمية.
انتقادات الأطباء: إذ عبَّر الأطباء في مصر عن غضبهم بعد تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا في صفوفهم، في ظل ضعف واضح للقدرات الصحية، وعدم توافر أماكن لهم بمستشفيات العزل، في وقت طالبت فيه نقابة الأطباء بزيادة عدد مستشفيات العزل؛ نظرا إلى ارتفاع أعداد المصابين.
نقابة الأطباء طالبت الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بضرورة تخصيص مستشفى لعزل الأطباء وأعضاء الفريق الطبي، بعدما تفاقمت في الآونة الأخيرة مشكلة التأخر في نقل أعضاء الفريق الطبي المصابين بفيروس كورونا إلى مستشفيات العزل.
في بيان لها، الأربعاء، أوضحت نقابة الأطباء أنها تلقت ملاحظات من الأطباء العاملين بمختلف الجهات، تفيد بأن هناك تكدساً للمرضى في مستشفيات العزل، مما يترتب عليه أحياناً تأخير في نقل المصابين بكورونا إلى مستشفيات العزل في حال الاحتياج لذلك، وأحياناً التأخير في نقل المصابين منهم بأعراض بسيطة لأماكن الحجر الأخرى المقررة بخلاف المستشفيات، مثل المدن الجامعية.
كما طالبت النقابة بسرعة فتح مستشفيات عزل جديدة بمختلف المحافظات طبقاً لمؤشر الإصابات في كل محافظة، كما طالبت بزيادة أماكن الحجر غير العلاجية مثل المدن الجامعية والتعاقد مع بعض الفنادق في حال عدم كفاية المدن الجامعية.