حذّر الأمين العام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الجمعة 8 مايو/أيار 2020، من تعرّض المسلمين لاعتداءات على خلفية جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، مطالباً بضرورة مناهضة الكراهية ومعاملة جميع الناس بكرامة.
جاء ذلك في نداء عالمي مسجّل أطلقه الأمين العام من أجل التصدي لخطاب الكراهية المتعلق بفيروس كورونا (كوفيد-19) ومكافحته.
نداء عالمي: إذ قال غوتيريش في ندائه المسجل: "لا يعبأ فيروس (كوفيد-19) بمَن نحن، ولا بأين نعيش، ولا بما نؤمن.. ومع ذلك، فما فتئت الجائحة تطلق العنان لطوفان من مشاعر الحقد وكراهية الأجانب وإلقاء اللوم على الغير وبث الرعب في الناس".
مضيفاً: "تفاقمت مشاعر معاداة الأجانب على الإنترنت وفي الشوارع، وفَشَت نظريات المؤامرة ، وتعرّض المسلمون لاعتداءات ذات صلة بالجائحة، وقد شُنِّع على المهاجرين واللاجئين فاتهموا بكونهم منبعَ الفيروس".
تابع غوتيريش قائلاً: "وراجت أفكار شنيعة توحي بأن كبار السن، الذين هم من أشد الناس تأثراً بالمرض، هم أيضاً أوَّلُ مَن يمكن الاستغناء عنهم".
اعتداءات عنصرية على المسلمين: في الشهرين الأخيرين تعرض أبناء الطوائف الإسلامية لسلسلة من الاعتداءات من أبناء الطوائف الأخرى بزعم مسؤولية المسلمين عن انتشار الفيروس ونقل العدوى في المجتمعات التي يعيشون بها.
إذ طالب الأمين العام في ندائه "جميع الناس في كل مكان بأن يناهضوا الكراهية، وأن يعاملوا بعضهم بعضاً بكرامة، وأن ينتهزوا كل فرصة لنشر قيم التعاطف فيما بينهم".
فيما ناشد غوتيريش وسائل الإعلام، لا سيما وسائل التواصل الاجتماعي، أن تبذل المزيد من أجل التحذير من المواد المحرضة على العنصرية أو كراهية النساء وغيرها من المواد الضارة التي تُنشر على منابرها وسحبها منها، بما يتماشى مع أحكام القانون الدولي لحقوق الإنسان.
كورونا يضاعف العداء: وفي الهند تتزايد مشاعر الإسلاموفوبيا تجاه المسلمين، وكان آخرها اتهام السلطات الهندية "جماعة التبليغ" بالتسبب في انتشار فيروس كورونا في البلاد.
كما وجَّهت نيودلهي تهمة القتل العمد لزعيم من "جماعة التبليغ"، على خلفية تنظيمه فعالية في مارس/آذار الماضي، قالت إنها تسببت في تفشي فيروس كورونا بالبلاد.
وأغلقت الشرطة الهندية مقرات الجماعة في العاصمة، ووضعت آلافاً من أتباعها، الذين حضروا هذا التجمع في الحجر الصحي.
فيما بدأت الأقلية المسلمة التي يبلغ عدد أبنائها نحو 200 مليون نسمة بالهند تشعر بتزايد مطرد للكراهية تجاهها. وتعزز هذا الرهاب ضد المسلمين في ظلّ تفشي جائحة كورونا، وغذّاه بثّ سيل من الأخبار الكاذبة.
ويعيش في الهند حوالي 154 مليون مسلم (14% من السكان)، ما يجعلها أكبر دولة تضم أقلية مسلمة في العالم.
وحتى صباح الجمعة 8 مايو/أيار 2020، بلغ عدد المصابين بالفيروس حول العالم، 3 ملايين و917 ألفاً و627 شخصاً، توفي منهم 270 ألفاً، و721 فيما تعافى أكثر من مليون و344 ألفاً، وفق موقع "Worldometer" المتخصص في رصد ضحايا الفيروس.