لم يخفِ ساندرو روسيل، رئيس نادي برشلونة الإسباني السابق، شعوره بالمرارة من موقف لاعبي الفريق، الذين تجاهلوه تماماً طوال فترة مكوثه في السجن، على مدى نحو عامين، قبل أن يُطلَق سراحه مؤخراً.
وحصل روسيل على البراءة التامة بحكم نهائي، دون أي تهمة، ما جعل رئيس برشلونة السابق يطالب بالحصول على تعويضات، من جراء تعرضه للضرر على مدار 645 يوماً أمضاها وراء القضبان.
مؤامرة من بيريز
وأكد روسيل في مقابلة تلفزيونية نقلت تفاصيلها صحيفة Mundodeportivo الإسبانية، أنه تعرض لمؤامرة حقيقية تسببت في سجنه وابتعاده عن رئاسة نادي برشلونة، مشيراً إلى أنه تم التخطيط ضده لكنه لم يكشف الأمر مباشرة.
ولمَّح روسيل إلى دور فلورنتينو بيريز، رئيس نادي ريال مدريد، في المؤامرة ضده، وقال في هذا الصدد: "يبدو أن نادي ريال مدريد وبيريز لم يعجبهم أننا وقّعنا مع البرازيلي نيمار دا سيلفا، لهذا حاولوا فعل شيء لنا".
كما اتهم رجل الأعمال خاومي روريس، رئيس شركة "ميديا برو"، بالمشاركة في المؤامرة، بعد أن باع حقوق البث التلفزيوني لمباريات برشلونة إلى المحطة المنافسة "موفيستار".
رئيس برشلونة السابق اعتبر أن نجاحاته كشخص كتالوني لم تعجب البعض في إسبانيا، وهو ما أدى إلى ضياع سنتين من عمره داخل السجن دون أي ذنب، وقال: "لم يكن من الجيد أن تكون كتالونياً، كان ذلك بالنسبة لهم، لأنك ستكون مجرماً بالفعل، وهذا ما حدث".
اللاعبون تخلوا عنه
وعرج روسيل في سياق حديثه، إلى لاعبي برشلونة، مؤكداً أن الجميع تخلى عنه حتى نجوم الفريق، إذ لم يزره أحد خلال فترة وجوده في السجن، ولم يتم التواصل مع عائلته.
وقال: "قد يكون هذا أمراً طبيعياً وجزءاً من شخصية لاعبي كرة القدم المحترفين، فهم لديهم عالَمهم الخاص، ولا يعنيهم مصيري طالما لست رئيساً لنادي برشلونة".
وتعود قصة سجن روسيل إلى صفقة انضمام نيمار دا سيلفا إلى صفوف برشلونة عام 2013، ما فتح التحقيقات حول دور الرئيس في بعض الصفقات التي وُصفت بـ"المشبوهة".
صفقات مشبوهة
وتولى روسيل رئاسة برشلونة خلال الفترة بين يوليو/تموز 2010 ويناير/كانون الثاني 2014، حيث أبرم النادي عديداً من الصفقات في تلك الفترة، وتم اتهامه بالتلاعب في بعضها والحصول على أموال غير قانونية.
وفي بداية الأمر طالبت النيابة الإسبانية روسيل بدفع مبلغ يصل إلى 59 مليون يورو، والسجن 11 عاماً، بداعي وجود شبهات في تهمة غسل الأموال، وحصوله على عمولات غير قانونية من رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم السابق ريكاردو تيكسيرا.
ويرى روسيل، بحسب تصريح سابق لصحيفة "موندو ديبورتيفو"، أنه لو يكن وقتها رئيساً لبرشلونة، لما ذهب للسجن، كما لم يتم التحقيق معه بطريقة تجارية كما جرى معه.
يشار إلى أن روسيل فاز بانتخابات رئاسة برشلونة في عام 2010، بأعلى نسبة في تاريخ النادي (61.4%،) قبل أن يستقيل في عام 2014، بعدما فتحت المحكمة العليا تحقيقاً في مخالفات تتعلق بصفقة نيمار، علماً أن رئيس برشلونة الحالي، جوسيب ماريا بارتوميو، كان نائباً له، وهو من تولى رئاسة النادي الكتالوني بعد رحيله.