شهدت الانتقالات الصيفية الماضية، إبرام صفقات كبيرة بمبالغ طائلة، الأمر الذي جعل الكثير من اللاعبين تحت دائرة الضوء لرؤية أوضاعهم مع أنديتهم الجديدة.
ورغم أن بعضهم قدّم مستويات مميزة للغاية، إلا أن آخرين فشلوا في وضع بصمتهم مع فرقهم الجديدة، ما يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، أنهم أخطأوا في تحديد وجهتهم، وكان بإمكانهم البحث عن مكان آخر، كما أن الأندية التي جلبتهم لم تكن موفقة في اختيارهم.
وفي التقرير التالي نستعرض أبرز خمس صفقات كبيرة أثبتت فشلها هذا الموسم، مع تحديد الخيار الأنسب لهم، والذي كان من المفترض أن يوافقوا عليه.
ماتياس دي ليخت
تلقى المدافع الدولي الهولندي جملة من العروض الصيف الماضي، قبل أن يوافق على الانضمام لصفوف يوفنتوس مقابل 85.5 مليون يورو قادماً من أياكس أمستردام.
ولكن اللاعب فشل بشكل واضح في تقديم عروض قوية مع الـ"سيدة العجوز"، حتى أنه بات لاعباً احتياطياً في بعض المباريات، رغم أن التوقعات كانت تشير إلى أنه سيصبح ضمن الأفضل في العالم، كونه سيتعلم من تجربة مجاورة لاعبين كبار في يوفنتوس أمثال بونوتشي، وكيليني.
وأخفق دي ليخت في تقديم مستويات جيدة، إذ لعب 27 مباراة، سجل خلالها هدفين، لكن على ما يبدو أن الخيار الأفضل بالنسبة له كان برشلونة، لا سيما أن النادي الـ"كتالوني" كان بحاجة ماسة لمدافع بمواصفاته، في ظل وجود نقص كبير بمركز الخط الخلفي.
أنطوان غريزمان
وافق الدولي الفرنسي أنطوان غريزمان، على الانضمام لبرشلونة مقابل 120 مليون يورو قادماً من أتلتيكو مدريد، بعد 5 مواسم تألق فيها برفقة الـ"روخي بلانكوس".
ولكن النادي الـ"كتالوني" تعرّض لصدمة كبيرة، بسبب تراجع مستوى غريزمان، كما أنه دفع مبلغاً كبيراً لضمه ليكون الضربة القوية الثالثة التي يتعرض لها النادي من هذا النوع، بعد فيليب كوتينيو، وعثمان ديمبلي.
وأثبت غريزمان أنه ليس خياراً مناسباً لبرشلونة، خاصة أن الفريق يحتاج لاعباً يؤدي دوراً محورياً في الأمام، غير أن اللاعب الفرنسي لم يكن ذلك اللاعب المميز في خط الهجوم، إذ سجل 14 هدفاً، وصنع 4 أهداف خلال 37 مباراة، وهي أرقام ليست بالمستوى المتوقع منه.
وربما يعض غريزمان أصابع الندم على رفضه الانضمام لمانشستر يونايتد أو باريس سان جيرمان، خاصة أن أسلوبه يتناسب بشكل كبير مع هذين الفريقين، وبالتالي فإنه كان سيحقق النجاح المطلوب.
هاري ماغواير
دفع مانشستر يونايتد مبلغ 87 مليون يورو لضمه من ليستر سيتي، ليصبح أغلى مدافع في العالم، لكنه في الوقت نفسه فشل في إحداث التغيير الكبير على مستوى الخط الخلفي لـ"الشياطين الحمر"، كما فعل الهولندي فيرجيل فان دايك برفقة ليفربول.
وافتقد ماغواير للسرعة في الملعب، كما أنه كان يحتاج للشريك الأفضل في خط الدفاع للتغطية على عيوبه، وهو ما اتضح بشكل كبير في مباريات يونايتد هذا الموسم قبل فترة التوقف.
ويبدو أن ماغواير كان الأنسب له الانضمام لمانشستر سيتي أو يوفنتوس أو أتلتيكو مدريد، إذ كانت هذه الحلول ستضمن له مجاورة لاعبين كبار آخرين، ناهيك عن أنه سينسجم معهم سريعاً داخل الملعب.
إيدين هازارد
انتقل الدولي البلجيكي لصفوف ريال مدريد مقابل 100 مليون يورو قادماً من تشيلسي، إلا أنه فاجأ الجميع بمستوياته الضعيفة، واتضح منذ البداية أنه لن يكون الرجل الأول للمدرب زين الدين زيدان، لا سيما مع كثرة إصاباته.
كما عانى اللاعب البلجيكي من زيادة واضحة في وزنه منذ البداية، لهذا كان من الضروري أن يعتمد زيدان على اللاعبين الشبان أمثال فينيسيوس ورودريغو غوس في خط المقدمة، ليترقب الجميع ما سيفعله هازارد في الموسم المقبل، خاصة أنه سيكون تحت الضغوطات لإثبات أحقيته بهذا المبلغ الكبير، كونه لم يسجل سوى هدف واحد فقط خلال 15 مباراة.
ولكن بالنظر لأسلوبه في اللعب، يبدو أن برشلونة كان الخيار الأفضل للجناح البلجيكي، خاصة أن النادي الـ"كتالوني"، كان بحاجة ماسة للاعب بمواصفاته، وسعى بكل قوة لضمه، لكنه فضّل الانضمام لفريق أحلامه ريال مدريد.
نيكولاس بيبي
من المعروف عن نادي آرسنال أنه ليس بالفريق الذي يدفع مبالغ ضخمة لضم اللاعبين خلال الانتقالات، لكن الـ"غانرز" فاجأ عشاقه بضم الجناح بيبي من ليل مقابل 80 مليون يورو، بعدما قدّم مستويات رائعة في الدوري الفرنسي.
وبدا اللاعب مرتبكاً في مبارياته الأولى مع آرسنال، كما عانى من البطء الكبير في الأداء، وعدم قدرته الإبداع في المواجهات الفردية، بعكس ما كان يفعله في فرنسا، ليمثّل خيبة أمل كبيرة لعشاق النادي الإنجليزي.
ولم يسجل بيبي سوى 6 أهداف وصنع 8 أهداف خلال 32 مباراة، وكان من المنتظر أن يفعل أكثر من ذلك بكثير.
ويبدو أن طريقة لعب الجناح الإيفواري كانت ستناسب مانشستر يونايتد أو روما أو بوروسيا دورتموند، لو اختار الانضمام لأحدهم بعد أن سعت تلك الأندية للتعاقد معه.