استبعدت مديرية الاستخبارات الوطنية الأمريكية، الخميس 30 أبريل/نيسان 2020، أن يكون فيروس كورونا من صنع البشر، أو تم تعديل جيناته الوراثية من أجل الفتك بصحة الآلاف عبر العالم، وذلك وفق بيان لمديرية الاستخبارات الأمريكية.
هذا البيان يأتي بعد ساعات من إصدار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوامر للاستخبارات المركزية في البلاد، من أجل "التحقيق" بدقة في الفيروس، وفيما "إذا كانت الصين ومنظمة الصحة العالمية قد أخفتا معلومات عن واشنطن والعالم بخصوص هذا الوباء".
مديرية الاستخبارات الوطنية الأمريكية تعتبر أحد الأجهزة الاستخباراتية الـ16 الموجودة في البلاد والمكوِّنة لـ"مجتمع الاستخبارات الأمريكية"
المصدر مجهول: ذكر البيان أن "مجمع الاستخبارات يوافق على البيانات العلمية التي تفيد بأن فيروس كوفيد-19 ليس من صنع البشر أو معدلاً وراثياً".
كما أشار أيضاً إلى أن التحقيقات لا تزال جارية لإيجاد مصدر الوباء، سواء كان سببه ملامسة حيوانات مصابة أو عن طريق حادث في مختبر صيني.
تأتي هذه الاتهامات بعد أن وجه الرئيس دونالد ترامب اتهامات للصين بتطوير الفيروس في مختبراتها، وسط نفي سلطات بكين هذا الادعاء.
ظهر فيروس كورونا للمرة الأولى، في ديسمبر/كانول الأول 2019، بمدينة ووهان، عاصمة مقاطعة خوبي الصينية، وسرعان ما انتشر إلى سائر أنحاء العالم.
حتى مساء الخميس، أصاب الفيروس إجمالاً أكثر من 3 ملايين و261 ألفاً حول العالم، توفي منهم ما يزيد عن 230 ألفاً، وتعافى أكثر من مليون و28 ألفاً، وفق موقع "worldometer" المختص برصد ضحايا الفيروس.
ترامب مازال مصراً: قبل ساعات من هذا البيان وجّه البيت الأبيض أوامره لوكالات الاستخبارات الأمريكية بتفحص تسجيلات الاتصالات المعترَضة وتقارير العملاء وصور الأقمار الصناعية وغيرها من البيانات بشكل دقيق، لمعرفة ما إذا كانت الصين ومنظمة الصحة العالمية قد أخفتا في البداية ما تُوصل إليه من معلومات بشأن فيروس كورونا المستجد.
وفق تقرير لشبكة NBC News الأمريكية، الأربعاء 29 أبريل/نيسان 2020، فإن الإدارة الأمريكية أرسلت إلى كل من وكالة الأمن القومي ووكالة استخبارات الدفاع، والتي تضم أيضاً المركز الوطني للاستخبارات الطبية، تكليفاً بـ"مهمة محددة" لجمع المعلومات حول الأيام الأولى لتفشي المرض في الصين.
يشير التقرير أيضاً إلى أن المهمة المطلوب تنفيذها من الاستخبارات تتضمن تحديد المعلومات التي كانت منظمة الصحة العالمية تعرفها بشأن مختبرين بحثيين كانا يعملان على دراسة فيروسات كورونا في مقاطعة ووهان الصينية، حيث رُصد الفيروس لأول مرة.
الصين دائماً: في انتظار نتائج التحقيقات "الدقيقة" التي ستقوم بها كل الأجهزة الاستخباراتية في البلاد، فإن بيان الاستخبارات الوطنية الأمريكية جاء لينفي كل اتهامات ترامب لبكين بصنع هذا الفيروس، إذ سبق للرئيس الأمريكي أن وصف فيروس "كوفيد-19" بأنه "الفيروس الصيني"، وهي الاتهامات التي رفضتها بكين.
ترامب مضى بعدها إلى توجيه اتهامات أخرى للصين، ومعها منظمة الصحة العالمية، تتمثل "في إخفاء معلومات عن واشنطن" بخصوص الوباء، قبل أن يستفحل في العالم بالشكل المهول الذي يعيشه حالياً، وهي الاتهامات التي نفتها مرة أخرى الصين والمنظمة.
اليوم أيضاً واصل الرئيس الأمريكي توجيه الاتهامات للصين، بعد أن اتهمها بالسعي للإطاحة به من رئاسة أمريكا، والحيلولة دون بقائه رئيساً للبلاد لولاية ثانية.
إذ قال في حوار له مع "رويترز" إنه يعتقد أن أسلوب إدارة الصين لأزمة فيروس كورونا دليل على أن بكين "على استعداد لبذل كل ما في وسعها" لكي ينهزم في محاولته الفوز بالرئاسة لفترة ثانية في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني.