بعد أشهر من الإغلاق بسبب تفشي فيروس كورونا، بدأ ملايين الصينيين، الخميس 30 أبريل/نيسان 2020، مغادرة بيوتهم والسفر في عطلتهم الوطنية الأولى، وذلك بعد أن قررت السلطات خفض درجة حالة الطوارئ في العاصمة بكين، حتى يتمكن سكان العاصمة من السفر.
وفق صحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 30 أبريل/نيسان 2020، فإن هذه الإجراءات تسمح لعشرات الملايين من الأشخاص بمغادرة مدنهم دون الحاجة إلى الخضوع لـ14 يوماً من الحجر الصحي الصارم، عند عودتهم.
عودة الحياة: ذكرت وكالة الأنباء الصينية الرسمية "شينخوا"، أن الوافدين من المناطق منخفضة المخاطر في الصين لم يعودوا بحاجة أيضاً إلى إكمال العزل المنزلي لمدة أسبوعين في بكين، وبإمكان أي شخص من تلك المناطق الموجودة حالياً بالحجر الصحي، سواء المنزلي أو في المرافق، أن يتوقف يوم الخميس 29 أبريل/نيسان 2020.
في المقابل، لا تزال التزامات الحجر الصحي تنطبق على الوافدين من الخارج، ومقاطعة هوبي، وغيرها من المناطق ذات الخطورة المتوسطة إلى العالية.
والأربعاء، قررت الصين خفض درجة حالة الطوارئ التي تحكم مقاطعة هوبي وبلديتي بكين وتيانجين، اعتباراً من اليوم.
تسابُق على تذاكر السفر: يأتي هذا التخفيف، عشية عطلة عيد العمال الوطني التي تستغرق خمسة أيام، وقد أثار هذا التخفيف قفزة فورية في الحجوزات المتعلقة بالسياحة، على الرغم من أن الأرقام لا تزال أقل بكثير من الفترة نفسها من العام الماضي.
فيما تتوقع وزارة النقل الصينية سفر 117 مليون شخص خلال العطلة.
وفقاً لتطبيق حجز السفر الصيني Qunar، في غضون 30 دقيقة من الإعلان عن خفض مستوى الطوارئ في بكين، ارتفعت حجوزات الرحلات الجوية لمغادرة المدينة بمقدار 15 مرة عن المستويات السابقة، مع توجه الأشخاص في الغالب إلى تشنغدو وتشونغتشينغ وشانغهاي وهانغتشو وتشانغشا.
كما أعادت السلطات فتح المدينة المحرَّمة في بكين لأول مرة منذ إغلاقها، لكنها قللت عدد الزوار ليبلغ 5 آلاف زائر يومياً. في غضون 12 ساعة من طرح التذاكر للبيع، جرى بيع تذاكر جميع أيام العطلة الخمسة.
هذا الاندفاع إلى السفر خارج بكين عكس اعتقاد الصين أنها بدأت على الأقل السيطرة على تفشي المرض. ومع ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية، تشين باي، إن خطر حدوث حالات جديدة نتيجة اندفاع الحركة "لا يجب الاستهانة به".
حذر شديد: إذ أبلغت لجنة الصحة الوطنية الصينية، الأربعاء 29 أبريل/نيسان 2020، عن أربع حالات إصابة جديدة فقط في البلاد، كلها قادمة من الخارج.
من جهتها، ذكرت وسائل الإعلام الحكومية، الأربعاء، أن منطقة هايديان في بكين بدأت اختبار فيروس كورونا في أثناء القيادة؛ في محاولة لتحديد مزيد من الحالات التي لا تظهر عليها أعراض.
فيما لم تسجل العاصمة كثيراً من الإصابات كالمدن الأخرى مثل ووهان، في الأشهر القليلة الأولى من تفشي المرض، لكن المدينة كانت الأكثر تضرراً في الصين بسبب الحالات القادمة من الخارج، عندما بدأ الناس العودة بأعداد كبيرة من الخارج.
في مارس/آذار 2020، جرى تشديد قيود الإغلاق الجزئي على بكين، وضمن ذلك تحويل جميع الرحلات الدولية إلى مدن أخرى، حتى يتمكن الركاب من الخضوع لفحوصات طبية قبل السماح لهم بالتنقل.
بعد فترة وجيزة، جرى رفع القيود في ووهان ومناطق أخرى، لكن بكين ظلت تحت إجراءات صارمة.