قال مسؤول كبير في منظمة الصحة العالمية، الأربعاء 29 أبريل/نيسان 2020، إن رد الفعل العنيف الذي تعرضت له السويد بسبب سياساتها في التعامل مع أزمة تفشي فيروس كورونا، التي بدت متساهلة مقارنة ببقية الدول، كان انتقاداً غير عادل، يجب أن تكون نموذجاً من أجل العالم.
تصريح المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية في المنظمة الدكتور مايك ريان جاء خلال حديثه للصحفيين من جنيف، الذي امتدح فيه السويد بوصفها "نموذجاً" يحتذي به العالم في مكافحة فيروس كورونا المستجد، حسبما نقل موقع Fox News الأمريكي.
تزامنت تصريحات المسؤول الطبي مع تغريدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس أكد فيها أن "السويد تدفع غاليا ثمن قرارها عدم الإغلاق، على الرغم من التقارير التي تشير إلى عكس ذلك".
الوضع الطبيعي: الدكتور ريان عبر عن رأيه قائلاً: "أعتقد أننا إذا أردنا الوصول إلى وضع طبيعي جديد، فأعتقد من نواح كثيرة أن السويد تمثل نموذجاً مستقبلياً يمكن تطبيقه إذا أردنا العودة إلى مجتمع يخلو من الإغلاق".
أضاف موضحاً: "كانوا يجرون الاختبارات بشكل مستمر، وقد عززوا من قدراتهم لأداء خدمات العناية المركزة بشكل ملحوظ، وظل نظامهم الصحي في حدود قدراتهم للاستجابة".
كما أكد الدكتور ريان أن "السويد وضعت سياسة عامة قوية جداً فيما يتعلق بالتباعد الاجتماعي، ورعاية وحماية الأشخاص في مرافق الرعاية طويلة الأجل، وأمور أخرى كثيرة".
سياسة مختلفة: يذكر أن السويد اختارت نهجاً مغايراً لمواجهة الجائحة منذ البداية، إذ أصرت على إبقاء الأمور على طبيعتها، مع جعل التدابير الاحترازية اختيارية للمواطن.
حيث منعت السويد التجمعات التي تجمع أكثر من 50 شخصاً، وأغلقت المدارس الثانوية والجامعات، وحثت مَن تجاوزوا الـ70 عاماً أو من هم أكثر عرضة لمضاعفات الفيروس على عزل أنفسهم، وهو مسار أقل حدة كثيراً مما اتخذته معظم الدول. فقد ظلت مدارس الأطفال الأصغر مفتوحة، وكذلك المطاعم ومعظم الأعمال التجارية، وهو ما يترك انطباعاً بأن السويديين يعيشون حياتهم الطبيعية كالمعتاد.
كورونا في السويد: تعد الأرقام القادمة من السويد منخفضة مقارنة بباقي الدول الأوروبية، إذ سجلت حتى نهار الخميس 20 ألفاَ و300 حالة إصابة مؤكدة، توفي منهم 2.462 حالة، فيما تعافى منهم ألف حالة تقريباً.