كيف تنجو من فخ الحالة المزاجية السيئة في الحجر المنزلي؟ إليك نصائحي السبع

عدد القراءات
1,975
عربي بوست
تم النشر: 2020/04/29 الساعة 12:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/04/29 الساعة 12:45 بتوقيت غرينتش

أنت في عطلة طويلة الآن خلال فترة كورونا، لذلك أنت بحاجة إلى شحن طاقتك كي تتمكن من مواصلة الأيام المقبلة، فلم تعد هناك فرصة للخروج والمرح مع الأصدقاء، فقط البقاء بالمنزل أطول مدة ممكنة إلى أن يفاجئنا العلماء بالتوصل إلى لقاح جديد. قد تنظر إلى فترة العزل المنزلي باعتبارها أسوأ ما حدث لك طيلة حياتك، لكن أليس بإمكانك أن تصنع من الليمون شراباً حلواً؟ مازالت هناك فرصة كي تسبح بعيداً عن تلك الأجواء، مستعيداً توازنك النفسي بعيداً عن التطورات المقلقة لكورونا.

أغلبنا يرى الحياة بوجهين، الحياة التي يعشها الآن والحياة التي يطمح إليها ويتمنى لو كان يحياها، وما بين كليهما تجد عقلك متوقفاً في المنتصف انتظاراً، هكذا أنت الآن، الأيام تشبه بعضها لأنك لا تعلم كيف تقضيها، لديك الرغبة في انتشال روحك من فخ الإحباط كي تنعم بقدر من السعادة والاسترخاء، لكن الروتين اليومي يقيّدك، لا تقلق سأُرشدك إلى أبسط الطرق التي يمكنك بواسطتها تعديل حالتك المزاجية والحصول على قسط من الهدوء في ظل هذه الأجواء، فإليك 7 طرق يمكنك من خلالها صناعة أجواء الترفيه داخل منزلك.

1. اقتنص فسحة من الوقت

يقال إن لم تقتنص الفرصة من المرة الأولى فلربما لن تجدها ثانية، هكذا هي فرصة قضاء متسع من الوقت مع عائلتك الصغيرة، هناك لحظات جميلة لا يمكن تذوقها سوى بجوارهم، أتعرف معنى أن تقضي ساعة واحدة برفقة والديك وإخوتك؟ ستصبح قادراً على غزل تفاصيل كثيرة في أحاديث تتبادلونها معاً، وقادراً على سرد مواقف مضحكة لا تزال تعلق بالذاكرة، وتفاصيل الأمس عن أناس تتمنى لو تجمعك صدفة بلقاء واحد منهم من جديد، أياً كان محور الحديث ستحاط بجوّ من الدفء، تتخلله نكات تفوح بالغرفة كفقاعات الهواء، لتظل ذكرى للعمر القادم.

 اقتنص الفرصة، ابتعد ولو قليلاً عن ألعابك الإلكترونية وواقعك الافتراضي عبر السوشيال ميديا، مارِس إحدى ألعابك المفضلة مع إخوتك، مثل الشطرنج، وتجهيز قصاصات الورق لصنع زينة رمضان الرائعة، أو صناعة فانوس رمضان الخشبي معاً، اختر مسلسلاً من الزمن الجميل وشاهدوه معاً، مستعيداً جوّ اللّمة وحكايات الطفولة، لا تنسَ إحضار طبق من الكيك لإضافة لمسة إلى هذا الجو العائلي، شاهِد مباراة كرة قدم تُوج بها فريقك المفضل بطلاً، فهذا كفيل بأن يجعل كل من لا يهتم بعالم المستديرة في الأسرة مشجعاً مخلصاً في هذا اليوم العائلي، أقترح عليك أيضاً ارتداء تيشيرتات الفريق كي تكتمل طقوس الأجواء الحماسية، والتي نفتقدها منذ توقف المباريات.

2. اطهُ وجبة لذيذة وسريعة

ما رأيك في تدوين قائمة صغيرة بأكلاتك المفضلة، وتقوم بإعداد إحداها في أوقات فراغك وبطريقتك الخاصة في الطهي؟ فأن تطهو طعامك بالطريقة التي تروق لك له علاقة ما بالسعادة، هذا ما أوضحته إحدى الدراسات عن وجود علاقة بين تناولنا للطعام والشعور بالسعادة.

فلا تمنع نفسك من خوض تجربة الطهي، واستغلّ الفرصة وأعد نفسك لتلك المغامرة اللذيذة في المطبخ، كي تتناسى ما حولك قليلاً، في حال كنت مبتدئاً أو ترغب في إعداد وجبة جديدة فلا تقلق فأنت لست بحاجة إلى كتاب للطبخ أو طلب النصيحة من أحدهم، فقط قم بتحميل أي من تطبيقات الطهي التي تعج بآلاف الوصفات الشهية مع فيديوهات قصيرة ترشدك إلى كيفية إعداد الوصفة خطوة تلو الأخرى، من بين تلك التطبيقات هناك Yummly وTastely، كل ما عليك هو أن تطلع على مكونات الأطعمة الموجودة بالمنزل من خضراوات وتوابل، واختر ما يتناسب معها من وصفات، أو اختر وصفتك أولاً، ثم قم بشراء المقادير التي لا تتوافر لديك، مع مراعاة الوصفة المدونة، للوصول إلى ألذّ وجبة، تفنّن في وضع نكهاتك المفضلة، ولا تنسَ تزيين الطبق وفقاً للمساتك أنت.

3. فاصل كوميدي

 كمصريين لا يوجد منافس لنا في صناعة الضحك، فمن منا لا يحب رؤية مواقف أحمد حلمي المضحكة في "مطب صناعي" أو "عسل أسود"؟ من لا يود الاستمتاع بمشاهدة مسرحياتنا الجميلة التي عجز المسرح حالياً عن إنتاج مثيل لها؟ مَن منا لا ينتظر أمام الشاشة لساعات طوال إلى أن نرى تتر النهاية لـ"سُك على بناتك" أو "العيال كِبرت"؟ إنك اليوم بحاجة إلى استعادة تلك الضحكات، اختر العملَ الكوميدي المفضل إليك، ضَع هاتفك بعيداً وأغلِق كل ما يمكن أن يستقطع هذا الوقت من تطبيقات التواصل، استغلّ الفرصة واستمتع بمشاهدته وسط لمة العائلة، ولا تنسَ إحضار أكبر كمّ من الفيشار.

4. لا تدَعْ وزنك يزداد فجأة

حتى لا يتحقق أسوأ كوابيسك وتفقد مظهرك البدني باكتساب كيلوغرامات إضافية إلى قوامك المتناسق نتيجة جلوسك المتواصل بالمنزل، قم بأداء تمارينك الرياضية بنفسك، قنوات اليوتيوب والتطبيقات الرياضية تتيح لك صناعة غرفة جيم داخل المنزل، بالأدوات المتوفرة لديك، وحتى من دون مدرب، كما أن الأمر لا يتطلب ضرورة توفر أوزان ثقيلة، فقط ساعة واحدة من وقتك وربما أقل، مع تحميل أحد التطبيقات الشهيرة، التي توفرها العلامات التجارية الكبرى مثل Nike وAdidas، وفي هذا المقال ستتعرف على أهم قنوات اليوتيوب والتطبيقات الرياضية للاهتمام بلياقتك البدنية في المنزل.

5. الحنين للماضي

أعتقد أن كل ما ينتمي للماضي له رائحة خاصة، تنفذ إلى العقل والقلب في ذات اللحظة، رائحة الكتب القديمة وبقع أوراقها المؤطرة بالأصفر، صور ألبومنا العائلي، تتر مسلسل شاهدناه في الصغر، كهوانم جاردن سيتي وموسيقاه الخالدة في القلوب "يا روايح الزمن الجميل هفهفي وخدينا للماضي وسحره الخفيف.. ورفرفي يا قلوبنا فوق اللي فات وبصي للي جاي وانتي بترفرفي".

يعود سر تعلقنا بالذكريات القديمة إلى عدم انتباهنا للاستمتاع باللحظة، وهو ما يجعلنا غير قادرين على إدراك جمالها إلى أن يفوت الأوان، وربما يعود السبب إلى التعود كما روى أحمد أمين في كتابه "حياتي".

"التعود يلتهم الأشياء، يتكرر ما نراه فنستجيب له بشكل تلقائي، كأننا لا نراه، لا تستوقفنا التفاصيل المعتادة كما استوقفتنا في المرة الأولى، نمضي وتمضي بنا الحياة كأنها لا شيء… إلى أن يفوت الأوان، وهنا فقط تدركنا رائحة الحب والسعادة المنبعثة من ذكرياتنا القديمة. فينجح الماضي في صفقته معنا، ليذيب مشاعر القلق مانحاً إيانا جواً من دفء ديسمبر، يصحبه الحنين إلى أشخاص أو أشياء أحببناها إلا أننا لم نتشبث بها جيداً".

كل ما تحتاجه الآن أن تهيئ لنفسك جواً هادئاً، تأخذ فاصلاً قصيراً وتسترجع تلك الذكريات الجميلة لِتناسي قلق الحاضر، أغمِض عينيك وضع سماعة الرأس واجلس في مكان هادئ بعيداً عن أصوات الضجيج، أنصِت إلى تتر كرتونك المفضل في الصغر أو مسلسل قديم، شاهد إحدى حلقاته، وستستعيد سعادة اللحظات التي كنت تشاهده فيها للمرة الأولى، فتعود بالزمن إلى الوراء، مستعيداً تلك البهجة التي كانت تزين حياتك قبل الولوج إلى عالم المسؤوليات والانهماك في روتين الحياة.

تصفّح دفاترك القديمة، رسائل ورقية كُتبت لك، علب الهدايا التي مازلت تحتفظ بها، ألقِ نظرة على صور الجامعة وحفل التخرج وأعياد الميلاد، لا تنسَ الـscreenshot التي التقطتها منذ عام وربما أكثر، تصفحها، لن تخسر شيئاً، قد تفيدك بمعلومة جديدة أو اقتباس أنت بحاجة إليه لتحفيزك الآن، ولا تفوّت فرصة مشاهدة أفلام ديزني المفضلة لديك.

جرِّب أن تخصص 15 دقيقة تُنصت فيها إلى الراديو، اقرأ كتاباً عن التاريخ، لاسيما التاريخ المصري القديم، المليء بمئات القصص الشيقة والقادرة على سرقة انتباهك وأخذك لجولة إلى العصر الفرعوني، الذي لربما لا تعرف عنه الكثير… أسرار عديدة عن هذا العصر الفريد لن تجدها سوى في هذا الكتاب "قدماء المصريين أول الموحدين" لدكتور "نديم السيار"، الكتاب يعد من أفضل كتب التاريخ عن تلك الفترة، فلا تدع فرصة قراءته تفوتك.

6. التقط أنفاسك

"لا تنطفئ.. لَربما كنت لأحدهم سراجاً وأنت لا تشعر"

جلال الدين الرومي

تلك الضوضاء التي تزحم رأسك للانخراط في مواقف لا تشبهك أو ظروف لم تتوقعها أو الاضطرار للتعامل مع أناس لا يفهمونك، وربما يُخفتون كل جميل بداخلك، فلا تجد تقديراً تستحقه، أو تشجيعاً تنتظره من أحدهم، فتصبح في نهاية الأمر مفعولاً به لمن حولك، سائراً في ذات الطريق الذي يسلكه الآخرون، أن تعيش حياتك كما يريد من حولك، فتتحول حياتك تدريجياً إلى لوحة باهتة الألوان، فتتساءل متى تمتلك الجرأة مثل أحدهم وتمسك بفرشاة الألوان كي تبدأ بالطلاء؟

ربما لا تفهم ذاتك جيداً، لذلك قد تفتقد السعادة، تقوم بأشياء لا تحبها، وتُبدي آراء لست مقتنعاً بها، وتغض الطرف عن أحلامك كي تنال صك القبول في مجتمعات لا تقدر قيمة التفرد، ولكي تجد نفسك في هذا الصخب عليك أن تكف عن التقليد، أن تكون فقط كما يريدك الله أولاً، ثم كما ترغب أنت، والأهم أن تنظر لحياتك باعتبارها ورقة اختبار عليك التوصل لإجاباتها بنفسك دون الاطلاع على نماذج إجابات آخرين لكل منهم اختبار لا يشبه اختبارك، أنت شخص فريد ومختلف عن هؤلاء الذين يحاصرونك بالمقارنة مع أقرانك، طريقتك في التفكير، أحلامك، ثقافتك ومبادئك، كل تلك البديهيات تختلف بها عمّن تضع نفسك في كفة المقارنة معهم، فلا تقلل من ذاتك بأي نوع من المقارنات، فمن يجري اختباراً بمادة الجغرافيا لا يمكن أن ينتظر الإجابة من آخر يُختبر في الكيمياء!

إن معرفتك لنفسك ومشاعرك هي الخطوة الأولى كي تنعم بحياة هادئة يُصاحبها قدر كافٍ من التوازن النفسي، وهو ما يضمن لك النجاح في كلا شقي الحياة، الشخصية والمهنية، لذلك احرص على اقتناص ساعةٍ واحدة من وقتك بشكل يومي خلال فترة العزل المنزلي، والتقط فيها أنفاسك بعيداً عن المشتتات، وقم بالآتي:

* أحضِر ورقةً بيضاء وقلماً، وابدأ في تدوين إجابات عن الآتي: مزايا تمتلكها، نقاط ضعف أو صفات سلبية تود لو تخلصت منها، هوايات تساعد في تحسين حالتك المزاجية، دروس استخلصتها من تجارب الحياة وعلاقاتك مع الناس، من مِن الأشخاص تريد أن تتمسك به حتى النهاية؟ ومن ترى أن مجرد وجوده في حياتك يمثل حِملاً زائداً؟ لا تنسَ أيضاً خوضَ هذا الاختبار، الذي يساعدك في تحديد معالم شخصيتك وما تتميز به عن الآخرين، الاختبار يقدمه موقع فرصة، وهو أفضل اختبار يمكن أن يُبرز لك اهتماماتك والمجالات المهنية الملائمة لك، يمكنك خوض الاختبار، ومن ثم كتابة النتيجة في الورقة ذاتها.

* اقرأ كتاباً يساعدك على فهم ذاتك وتجاوز مشاعر القلق والإحباط المتراكمة نتيجة أزمة كورونا، من بين تلك الكتب التي يمكن بواسطتها الحصول على الاسترخاء والتوازن النفسي كتابا "الخروج عن النص" و"لأ بطعم الفلامنكو" لدكتور محمد طه، وكذلك كتاب "سندريلا سيكريت" لهبة السواح.

7. أطلِق العنان لمواهبك

اكتبْ، دوّن عن ذكرى منحتك شعوراً رائعاً، قصة من وحي خيالك، أمنية، قائمة بالمهام ترغب في إنجازها في أسرع وقت، اكتب شيئاً تُعلّمه لغيرك في بوست أو ربما مقال، جرّب فلن تخسر شيئاً، جرّب أيضاً الكتابة بخط اليد، فلها متعة خاصة تضاهي التدوين عبر تطبيقات الهاتف.

كُفّ عن ترديد أعذارك القديمة، عندما يحل التوقيت المناسب سأتعلم تلك الهواية أو ربما تلك، بل الرسم، العزف، الخط الديواني، الكروشيه، لا بل سأتعلم كيفية تحويل قصاصات الورق الملون إلى أشكال من الأوريجامي الرائعة، ولكن ما هذا؟ إنه فن الرسم بالحروف، إنه الكاليغرافي، سأتعمله هو الآخر عندما يكون لدي متسع من الوقت، هكذا كانت حُجتك الدائمة، ألا تتذكر ذلك؟ ولكن ماذا عن الآن؟ ماذا تنتظر لتتعلم تلك الهوايات المخبأة في أمنياتك الصغيرة؟ والأهم متى تطالع قائمتك المطولة التي تمتلئ بالمئات من الروابط عبر فيسبوك وجوجل؟

اطرد الضغوط بالرسم، لست بحاجة لأن تكون فناناً، افتح اليوتيوب فحسب لتعلمه خطوة بخطوة، وابدأ في إخراج طاقتك لسدّ فجوات الفراغ، فهناك البورتريه.. الماندالا.. الإنمي.. الكاريكاتير.. والخط العربي، أضف إلى ذلك متعة الرسم بالكلمات، والمعروفة بـ"الكاليغرافي"، وكذاك رسم الـ3D.

ختاماً، رغم الجانب السلبي لأزمة كورونا فإن هناك جوانب مضيئة لم تكن لتحدث لولا تلك الأزمة، من بينها أننا وللمرة الأولى نتوقف عن الركض ومقارنة أنفسنا بغيرنا طيلة الوقت، صار بمقدورنا الحصول على قسط من الهدوء والاسترخاء، والبعد عن ضغوط العمل والدراسة؛ كي نستجمع قوانا ونستعيد أنفسنا للعودة من جديد، لهذا عزيزي القارئ أياً كانت الأزمات التي تواجهك، ابحث عن تلك الأشياء التي تستمد منها تحفيزك الذاتي، كن أحد أسباب التعافي والدعم النفسي لعائلتك، انظر دوماً إلى نصف الكوب الممتلئ، واعلم أن ربَّ الخيرِ لا يأتي إلا بما هو خيرٌ لنا، لكننا لا ندرك ذلك إلا متأخراً.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:opinions@arabicpost.net

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

ندا شوقي
كاتبة ومدونة
كاتبة ومدونة مصرية لدى عدد من المواقع الإلكترونية، درست بكلية التربية، حالياً مهتمة بمجال التدوين والكتابة، خاصة في المجالات التي أعشقها ولديّ خبرات بها كالتعلم الذاتي moocs، والعمل الحر، وتعلُّم اللغات، وكذلك التسويق الرقمي. متطوعة حالياً بشبكة Y-peer Egypt التابعة للـUNFPA، كما تطوعت سابقاً لدى AIESEC. أهتم بنشر ثقافة التعلم الذاتي، وأؤمن بشدة بمقولة "إما أن تكتب شيئاً يستحق القراءة وإما أن تفعل ما يستحق الكتابة".
تحميل المزيد