بينما تكثر التكهنات المحيطة بصحة زعيم كوريا الشمالي كيم جونغ أون، والتي وصلت إلى حد الحديث عن وفاته، تسرق كيم يو جونغ، شقيقة الزعيم الكوري المُختفي وأقرب المقربين له، الأضواء، وربما أعلى منصب في بلادها أيضاً.
شخصية غامضة: كانت كيم يو جونغ قد لفتت الانتباه الدولي خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2018 في بيونغ تشانغ، بكوريا الجنوبية.
تشبه كيم يو العديد من أفراد أسرتها، فهي شخصية غامضة بعض الشيء، خاصة أن تفاصيل أساسية مثل عمرها (أغلب الظن أنها في أوائل الثلاثينات من عمرها)، لم يؤكدها النظام الكوري الشمالي، وفقاً لما ذكرته مجلة Forbes الأمريكية.
أما صحيفة The Washington Post، فقالت إن كيم يو هي من الأبناء المفضلين لوالدها الراحل كيم جونغ إيل، وقد التحقت بمدرسة في سويسرا، حيث تلقت دروس الباليه قبل أن تعود إلى كوريا الشمالية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
كانت كيم يو جونغ، الملقبة بـ"إيفانكا ترامب كوريا الشمالية"، قد قالت الشهر الماضي، إن الرئيس ترامب وشقيقها تجمعهما "علاقة شخصية خاصة وراسخة"، على الرغم من الصراع الدائر مؤخراً حول الأسلحة النووية.
قوة متزايدة لكيم: تُعد كيم يو المسؤولة عن دفع تحسين صورة الكورية الشمالية وحماية سمعة شقيقها، فقد وصفت كوريا الجنوبية مؤخراً بأنها "كلب خائف ينبح"، بعد أن انتقدت الدولة الجارة التدريبات العسكرية بالذخيرة الحية التي أجرتها بيونغ يانغ، بحسب ما أوردته صحيفة The Guardian البريطانية.
وفي إشارة إلى قوتها المتنامية في كوريا الشمالية، عُينت كيم يو عضواً مناوباً في المكتب السياسي لحزب العمال الكوري الحاكم في البلد في وقت سابق من هذا الشهر.
من جانبه، وصف بروس بينيت الخبير بالشأن الكوري الشمالي، كيم يو، بأنها "ذكية، وحذرة، ومن يدري ما هو مقدار القوة التي تمكنت من بنائها في الظل؟"، وفقاً لموقع The Daily Beast.
ما المتوقع لكيم؟ قال أحد المحللين لوكالة Associated Press، إنه "من بين النخبة في كوريا الشمالية تتمتع كيم بأعلى فرصة لوراثة السلطة، وأعتقد أن هذا الاحتمال يفوق الـ90%".
أضاف المحلل: "لكن مع ذلك فهي ليست الوحيدة التي قد تنافس على الصعود للسلطة، وقد تقلل البنية الأبوية للبلاد من فرصها. ويتكهن البعض بأن قيادة مشتركة على رأسها الرئيس الشرفي للدولة تشوي ريونغ هاي قد تُطبق، وهو ما ينهي حكم أسرة كيم. وقد تكون كيم فقط رئيسة مؤقتة في غضون ذلك. وبالطبع، فإن أي بديل يتوقف على وفاة أو عجز كيم جونغ أون حقيقة، وهو الأمر الذي لا يزال غير معروف".
أين كيم جونغ؟ يحير هذا السؤال الكوريين الشماليين وحكومات في العالم، لاسيما أن الزعيم الكوري الشمالي غاب خلال الأيام القليلة الماضية عن مناسبتين رسميتين في بلاده، إحداهما للاحتفال بالذكرى السنوية لميلاد جده كيم إيل سونغ، مؤسس كوريا الشمالية.
كان آخر ظهور علني رسمي لكيم جونغ في 11 أبريل/نيسان، حيث وفقاً لتقارير وسائل الإعلام الرسمية لكوريا الشمالية، عقد اجتماعاً للجنة صناع القرار في حزب العمال الحاكم.
كانت وسائل إعلام يابانية قد ذكرت السبت 25 أبريل/نيسان 2020، أن كيم جونغ "يوجد الآن في حالة غيبوبة، بعد أن خضع لعملية جراحية على مستوى القلب، في الأيام القليلة الماضية"، وفق ما نقلته صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية.
أمام موقع "ديلي إن.كيه" الإلكتروني الذي مقره في سيول، فكان أول من ذكر، الأسبوع الماضي، أن كيم يتعافى بعدما أُجريت له عملية في القلب في 12 أبريل/نيسان. ونشر الموقع النبأ نقلاً عن مصدر بكوريا الشمالية لم يفصح عن هويته.
كذلك أكدت وكالة رويترز إرسال الصين خبراء طبيين إلى كوريا الشمالية لتقديم المشورة بشأن صحة كيم، في وقت تحدثت فيه وسائل إعلام في هونغ كونغ عن وفاته، فيما لم يصدر أي تأكيد رسمي سواء من كوريا الشمالية أو الولايات المتحدة التي قالت إنها تراقب الوضع هناك عن كثب.