في يوم مولده.. حكاية الأرستقراطي الذي احترف الكرة

عدد القراءات
7,686
عربي بوست
تم النشر: 2020/04/23 الساعة 12:38 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/04/23 الساعة 12:38 بتوقيت غرينتش
في يوم مولده.. حكاية الأرستقراطي الذي احترف الكرة

ريكاردو إيزيكسون دوس سانتوس، كان يصعب على أخيه الصغير النطق باسمه، ينطقه في عقله ريكاردو، ويخرج من فمه كاكا، حتى اشتهر ريكاردو بهذا الاسم "كاكا".  

لم يلعب في حواري ريو دي جانيرو، ولم يركض حافياً في الشوارع، بل انضم لأكاديمية ساوباولو في الثامنة من عمره، طفولته مرفهة، أبوه مهندس مدني، وأصبح كاكا مهندس كرة قدم.

"هل أخبرت والديك بأنك لن تذهب إلى المدرسة غداً؟" 

كانت تلك الكلمات أول ما نطق به كارلو أنشيلوتي عند رؤيته.. حسناً هيئته لا توحي بأنه لاعب كرة قدم إطلاقاً، الخجل بادٍ من ملامحه، وشعره مصفف إلى الجانب الأيمن على طريقة الطلبة الفائقين، والنظارة تجعله يبدو كأنه الأول على المدرسة في مسابقة الرياضيات. طالب نجيب وشاب خجول، لكن تغيرت تلك النظرة بعد أول لمسة، احتضن الكرة بقدميه وأوقع كارليتو في حبه للأبد.

"لو خيَّرتني بينه وبين زيدان لاخترت كاكا، ربما زيدان أكثر مهارة، لكن كاكا أكثر فاعلية".

يستمر كارليتو في مدحه، حتى خرج علينا الفتى الصغير ليونيل ميسي بكلماته: "إبراهيموفيتش وتوتي وكاكا لاعبون رائعون، لكن كاكا تحديداً يصيبني بالجنون، إنه لاعبي المفضل خارج برشلونة".
وليختصر الأسطورة مارتشيلو ليبي "ريكاردو كاكا" في كلمات محدودة قال: "عندما كان يمتلك الكرة تشعر أن ميلان سيسجل في أي وقت".

الفقر يورث الغل لبعض أصحابه، وكاكا لم يكن فقيراً 

مسيرة كاكا في المستوى الرفيع لم تدُم طويلاً، وربما ذلك ناتج عن نشأته المرفهة. ربما كان يحتاج لعقلية أشد تنافسية، كان عليه أن يكون أكثر طمعاً وجوعاً، كان عليه أن يتخلى عن بساطته وإيثاره. كان كاكا جميلاً يلعب للجمال، زاهداً في دنيا الملاعب، يحب الركض بالكرة، ومن دونها يبدو عقيماً، صاحب الطرق السلسة، كلاسيكي الهيئة، توهمك بساطة ما يفعله، على تعقيده، وإذا جربت تقليده تنكشف أمامك العراقيل من كل حدب وصوب، اجتازها هو فقط لأنه ريكاردو، الكاثوليكي المتدين.. "الأرستقراطي".

كلما اقترب العقل من نسيانه صفعه القلب، لتنتفض له باقي الجوارح، أيُنسى مثل هذا الجمال!

يُتم "الأرستقراطي" اليوم عامه الثامن والثلاثين.. كل عام وأنت بخير يا ريكاردو.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:opinions@arabicpost.net

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
أحمد رضا منصور
كاتب ومحلل رياضي
مهندس مصري، باحث رياضي، ومحلل أداء سابق بالنادي الإسماعيلي.