رغم كل السعادة والانتظار الحار للمولود الجديد، تُمثّل فترة الحمل أيضاً وقتاً عصيباً من الناحية الجسدية والعاطفية، تحمل وزرها البشرة إلى جانب أعضاء أخرى من الجسم. فهل يجب تغيير روتين العناية بالبشرة أثناء الحمل؟
عادةً ما تعاني الأمهات، اللاتي ينتظرن طفلاً جديداً، من المرض والتعب والقلق، بسبب المخاوف مما ينتظرها، سواء في أثناء الولادة أو ما بعدها.
وتُعد المشكلات الجلدية الناجمة عن اضطراب الهرمونات في أثناء الحمل، من بين الأمور المثيرة للقلق بالنسبة للنساء الحوامل، بدايةً من الإكزيما إلى حَب الشباب.
قد تميل بعض النساء إلى استخدام كريمات وعلاجات، لكن أطباء الجلد يشيرون إلى أهمية تغيير روتين العناية بالبشرة وتجنّب استخدام بعض المكونات المُحدّدة في أثناء فترة الحمل.
روتين العناية بالبشرة أثناء الحمل
تشرح أخصائية الأمراض الجلدية ومؤسِّسة مركز تجميل "Dr Tatiana Aesthetic Clinic" الدكتورة تاتيانا لابا، أنَّ "الحمل يرتبط بمجموعة متشابكة من التغيرات الهرمونية والمناعية والأيضية والوعائية، التي تؤثر على البشرة وبقية أعضاء الجسم الأخرى بطرق عديدة".
وقالت تاتيانا لمجلة Glamour الأمريكية، إنَّ أكثر من 90% من النساء الحوامل يشهدن تغيرات جلدية تؤثر بدرجة كبيرة على حياتهن.
وهذه التغيّرات قد تشمل مشاكل جلدية موجودة بالفعل تزداد سوءاً (أو تتحسن أحياناً)، بسبب الحمل أو مشاكل جلدية جديدة تظهر فقط في أثناء فترة الحمل، بالإضافة إلى تغيرات جلدية طبيعية تحدث نتيجة الحمل.
فإذا كنتِ غير متأكدة من ماهية التغيرات الجلدية التي تحدث لبشرتك مثل ظهور تصبغات أو تفاقم طفح جلدي، يجب عليكِ استشارة الطبيب.
مشاكل البشرة الشائعة في أثناء الحمل
هناك عدد من الأمراض والتغيُّرات الشائعة التي تحدث للجلد في أثناء فترة الحمل.
تقول تاتيانا إنَّ "البشرة في الثلث الأخير من فترة الحمل تكون أكثر عرضة للإصابة بالتصبغات الجلدية وحَب الشباب والاحمرار ووردية الوجه".
وأضافت: "قد يتسبّب الحمل أيضاً في نمو الشعر الزائد بالجسم أو الوجه، وهشاشة الأظافر، وفرط التعرّق".
منتجات عناية بالبشرة يجب تجنُّبها في أثناء الحمل
مع توقّع ظهور مجموعة من المشكلات الجلدية في أثناء الحمل، من المهم جداً معرفة منتجات العناية بالبشرة، التي تحتوي على مكونات قد تؤدي إلى تفاقم الوضع.
توصي الدكتورة تاتيانا بضرورة تجنّب مكونات مُحدّدة، قائلة إنَّ "بعض المكونات، التي توضع على البشرة، قد تُمتص من الجلد وتدخل إلى مجرى الدم ثم تمر عبر المشيمة إلى الجنين".
وأضافت أنَّ "دراسة علمية بحثت في مدى سلامة استخدام منتجات العناية بالبشرة في أثناء الحمل، ووجدت أنَّ منتجات العناية بالبشرة فقط التي تحتوي على مادة الهيدروكينون و فيتامين أ مثل كريمات الريتينول والتريتينوين، قد تتسبّب في ضرر محتمل في أثناء فترة الحمل أو الرضاعة الطبيعية".
يشيع استخدام "الهيدروكينون" في منتجات تفتيح البشرة مثل تلك التي تعالج البقع الداكنة والتصبغات الجلدية، ويوجد الريتينول في بعض منتجات العناية بالبشرة المضادة للشيخوخة والتجاعيد.
ومع ذلك، وفقاً للدراسة، لا يزال هناك كثير من المكونات الآمنة للعناية بالبشرة في أثناء فترة الحمل، مثل البنزويل بيروكسيد، وحمض الساليسيليك، وحمض الجليكوليك، وواقي الشمس ومستحضرات التسمير الذاتي للبشرة، التي تُكسب الجلد لوناً برونزياً من دون الحاجة للتعرّض للشمس.
لا تُمتص هذه المكونات من الجلد إلى مجرى الدم بأي نسب كبيرة، ومن ثمَّ، لا تؤثر على الطفل في أثناء فترة الحمل أو الرضاعة الطبيعية.
لذا توصي الدكتورة تاتيانا بضرورة الالتزام باستخدام منتجات آمنة للعناية بالبشرة في أثناء الحمل، قائلة: "نظراً إلى وجود كثير من المعلومات والآراء المختلفة، استشيري طبيب الجلد في حال كنتِ بحاجة إلى معالجة أي مشاكل جلدية مُحدّدة في أثناء الحمل".
ماذا عن العلاجات التجميلية؟
ستضطر النساء، اللاتي يستخدمن العلاجات التجميلية مثل البوتوكس أو الحشوات التجميلية (الفيلر) أو التقشير الكيميائي، إلى التخلي عن نظامهن المعتاد إلى ما بعد انتهاء الرضاعة الطبيعية.
تحذّر الدكتورة تاتيانا من العلاجات التجميلية، مثل حقن توكسين البوتولينوم (Botulinum Toxin) أو الفيلر والعلاج بالليزر والتقشير الكيميائي، قائلة: "ينبغي تجنُّب هذه العلاجات عموماً في أثناء الحمل".
وتوضح أنه "لا توجد تجارب سريرية لتقييم سلامة هذه العلاجات في أثناء فترة الحمل، بالإضافة إلى أنَّ بعضها قد يؤدي إلى تردي مظهر البشرة بدلاً من تحسينه. إذ قد تتسبّب العلاجات الشديدة لتجميل البشرة، مثل تقنية الوخز بالإبر الدقيقة والليزر والتقشير العميق، في حدوث مزيد من الالتهاب للجلد، ومن ثمَّ، تدهور حالة البشرة".
وبدلاً من اللجوء إلى العلاجات الشديدة للعناية بالبشرة في أثناء الحمل، توصي الدكتورة تاتيانا بالتركيز على التغذية الصحية لتغذية البشرة من الداخل مع استخدام كريمات تحتوي على مضادات الأكسدة وواقي شمس واسع النطاق.