انخفضت أسعار النفط مجدداً، الأربعاء 22 أبريل/نيسان 2020، ونزل خام برنت الذي يستخدم كمعيار لتسعير ثلثي إنتاج النفط العالمي، خاصة في الأسواق الأوروبية والأفريقية لأقل مستوى منذ 1999، فيما يعاني السوق من تخمة هائلة وسط انهيار للطلب على كل شيء من البنزين إلى وقود الطائرات بسبب تفشي فيروس كورونا.
إذ نزل خام القياس العالمي برنت 24٪ في الجلسة السابقة ليل أمس الثلاثاء 21 أبريل/نيسان 2020 إلى 15.98 دولار للبرميل، وهو أدنى مستوى منذ يونيو/حزيران 1999.
وبحلول فجر الأربعاء جرى تداول الخام بانخفاض 2.70 دولار أو 14٪ إلى 16.63 دولار.
أسعار الخام الأمريكي: فيما هبط خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 68 سنتاً ما يعادل 6٪ إلى 10.89 دولار للبرميل.
ويأتي الهبوط بعد يومين من أكثر الأيام جموحاً في تاريخ تجارة النفط، إذ يبدو أن الإمدادات العالمية ستفوق الطلب لشهور قادمة، وتخفيضات الإنتاج الحالية غير كافية لتبديد التخمة.
فيما تحول عقد أقرب استحقاق للخام الأمريكي لأول مرة في التاريخ سلباً يوم الإثنين، في حين سُجل عدد قياسي من العقود التي يجري تداولها في اليوم التالي.
كورونا يضرب الاقتصاد العالمي: ونزلت أسعار النفط نحو 80٪ منذ بداية العام الجاري مع انتشار الوباء في أنحاء العالم، ليودي بحياة 180 ألف شخص تقريباً، ويعصف بالأسواق المالية ويقود لما يحتمل أن يكون أسوأ تراجع اقتصادي منذ الثلاثينيات من القرن الماضي.
إذ أدى التفشي الفيروسي لانخفاض الطلب على الوقود بنحو 30% عالمياً، فيما تبحث شركات الطاقة في الولايات المتحدة، أكبر منتج في العالم، عن خزانات للنفط الزائد.
محادثات مرتقبة: في السياق، قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن كبار منتجي النفط في العالم قد يعقدون محادثات مجدداً، لمناقشة اتفاقهم بشأن الإنتاج إذا اقتضت الحاجة.
في حين وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانهيار التاريخي الذي شهدته أسعار النفط، الإثنين، بأنه قصير الأجل، وناجم عن "ضغوط مالية". وذكر أن إدارته ستدرس وقف شحنات النفط القادمة من السعودية، أكبر دولة مصدّرة للخام بالعالم، والتي تقود جهود أوبك لكبح الإنتاج.
فيما يبدأ تحالف (أوبك+) اعتباراً من مطلع مايو/أيار المقبل، تنفيذ اتفاق لخفض الإنتاج بمقدار 9.7 مليون برميل يومياً، وسط تشكيك بنجاح الخفض، بالتزامن مع تراجع حاد في الطلب العالمي، قدرته وكالة الطاقة الدولية بـ 29 مليون برميل يومياً.