قالت الرئاسة الجزائرية، الثلاثاء 21 أبريل/نيسان 2020، إن سحب الدبلوماسي رمطان لعمامرة ترشحه لمنصب المبعوث الشخصي للأمم المتحدة إلى ليبيا، "لا يعتبر فشلاً للجزائر وإنما للأمم المتحدة".
جاء ذلك، خلال ندوة صحفية عقدها اليوم، بعد أن أعلن وزير الخارجية الجزائري السابق، الأسبوع الماضي، سحب ترشحه لشغل هذا المنصب، بسبب "عدم تواجد إجماع حوله".
فشل غوتيريش: محند أوسعيد بلعيد، الناطق الرسمي باسم الرئاسة الجزائرية قال، في تصريح نقلته وكالة "الأناضول"، إن "رمطان لعمامرة لم يطلب الترشح، وإنما رشحه الأمين العام للأمم المتحدة (غوتيريش)، وبالتالي فإن عدم تعيينه ليس فشلاً للجزائر، وإنما للأمين العام الذي فشل في تعيين دبلوماسي كفء معروف بأسلوبه في حل النزاعات".
كما أوضح أيضاً: "حسب ما لديه من معلومات فإن أحد أعضاء مجلس الأمن تحفظ على لعمامرة لأسباب خارج بلده، وبتحرك من قبل أنظمة ليس لها صلة مع مصلحة الشعب الليبي الشقيق".
تصريح الناطق الرسمي باسم الرئاسة الجزائري، يأتي غداة حديث الإعلام الدولي عن "تحفظ" أمريكي على تعيين لعمامرة مبعوثاً إلى ليبيا خلفاً لغسان سلامة الذي استقال من منصبه مطلع مارس/آذار الماضي، بضغوط من الإمارات ومصر.
لن نتخلى عن ليبيا: المتحدث ذاته، قال إن بلاده لن تتراجع في تقديم المساعدة للشعب الليبي، وصرح بهذا الخصوص قائلاً: "لا يمكن أن يتم أي شيء في ليبيا ضد الجزائر أو دون موافقة الجزائر".
كما أضاف أيضاً: "ما نبذله تجاه هذا البلد الشقيق واجب وطني وديني تجاه الشعبي الليبي الذي وقف إلى جانب بلادنا أثناء ثورة التحرير" (1954- 1962).
يذكر أن رمطان لعمامرة، هو دبلوماسي جزائري معروف، شغل منصب مفوض السلم والأمن الإفريقي خلال الفترة 2008-2013، ومنصب وزير الخارجية الجزائري في الفترة بين 2013-2016.
كما يتولى حالياً مهمة المستشار لدى رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، ومكلف بمشروع السلم الذي يحمل اسم "إسكات البنادق في إفريقيا".
قلق إفريقي: من جهة أخرى، عبر الاتحاد الإفريقي، عن قلقه وأسفه من "التماطل" والتأخر في تعيين مبعوث أممي جديد في ليبيا، يقرب وجهات النظر بين مختلف الأطراف في ليبيا.
إسماعيل شرقي، مفوض السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي، أعرب، الإثنين عن "أسفه إزاء ما وصفه بالتقاعس عن تعيين مبعوث جديد للأمم المتحدة إلى ليبيا خلفاً لغسان سلامة المستقيل".
المتحدث نفس، قال في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية الحكومية، نقلتها وكالة "شينخوا" الصينية، إن "التقاعس" عن تعيين مبعوث جديد بالرغم من مرور قرابة شهرين عن استقالة غسان سلامة "يطرح الكثير من التساؤلات لدى الفاعلين والمهتمين بالشأن الليبي".
كما تساءل عما إذا كانت هذه الجهود "تهدف فعلاً إلى إيجاد حل نهائي للأزمة الليبية أم هي مجرد مساع أنانية لتحقيق مصالح وأجندات ضيقة على حساب مصير الشعب الليبي".
مغالطات عديدة: محلياً، وصف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية في حكومة الوفاق الليبية، محمد القبلاوي، بعض البيانات التي تصدرها البعثة الأممية إلى بلاده، بكونها "تحمل العديد من المغالطات".
كان ذلك خلال مقابلة له مع وكالة "سبوتنيك" الروسية، اليوم الثلاثاء، التي صرح فيها أيضاً بأن "حكومة الوفاق لا تعول على البعثة، خاصة في ظل الانقسام السياسي في مجلس الأمن بين الدول الكبرى بشأن الملف الليبي، وهو ما يؤثر سلباً ومباشرة على عمل البعثة الأممية ويقوض من جهودها".
القبلاوي، دعا البعثة الأممية للعمل "جنباً الى جنب مع حكومة الوفاق على رصد وتوثيق الحرب باعتبارها الحكومة المعترف بها دولياً والممثل الوحيد للدولة الليبية".
معتبراً بأنه من مسؤولية البعثة توثيق أعمال الطرف الآخر وتقديمها "إلى المنظمة الدولية وتقديم المسؤولين الى العدالة".