قالت صحيفة Express البريطانية، إن خبراء في مصر أصيبوا بالحيرة عندما أجروا أشعةً مقطعية على مجموعة من الحيوانات القديمة المحنطة، قيل إنها "أحد أغرب الاكتشافات من العالم القديم".
تقرير الصحيفة الذي نشر السبت 18 أبريل/نيسان 2020، أوضح أن الفريق حصل على نتائج صادمة بعد أن أجرى أشعة على المومياوات، إذ أوضح احد الباحثين أن ثلثها تقريباً يحتوي على جمجمة كاملة للحيوان الذي نتوقعه، ويحتوي ثلث آخر على جزء من الحيوان، أما الثلث الأخير فلا يحتوي على شيء متعلق بالحيوان، "وهو ما يطرح السؤال التالي، ما الذي يجري هنا؟".
مكانة خاصة للحيوانات: على مر تاريخ مصر القديمة، حظيت الحيوانات باحترام كبير، واعتقد الفراعنة أنها ضرورية من أجل النجاة الجسدية والروحية؛ إذ كانت مورداً رئيسياً للطعام، وكان علاجها أساسياً للدخول إلى الحياة الأخرى. وقد اعتُبرت بعض الحيوانات تجسيداً للآلهة، وهو ما يوضح سبب رغبة المصريين في توليتها أعلى المنازل، ودفنها بطرق ملائمة من خلال التحنيط.
في الستينيات، عثر علماء الآثار على سلسلة من الأنفاق في سقارة ممتلئة بملايين الحيوانات المحنطة، لكن حلقات "ملفات مصر الغامضة" التي بثتها شبكة Science Channel كشفت لماذا مثلت الأشعة المقطعية التي أُجرِيَت على المومياوات صدمة للخبراء.
جاء في السلسلة في عام 2019: "يرغب العلماء الذين يعيدون النظر في غنيمة كبيرة من مومياوات الحيوانات القديمة في معرفة ما يكمن تحت تلك الضمادات، لكن القواعد الحكومية الصارمة لا تسمح لهم بفتح البقايا". وأن "العلماء اتجهوا بدلاً من ذلك إلى تكنولوجيا المسح الضوئي، التي تُستخدم عادة مع الأحياء".
جثامين محنطة استخرجت قبل سنوات: جاء أيضاً: "اكتُشفت الجثامين المُحنطة في الأصل في الستينيات، واستُخرِجت من مجمع هرم سقارة؛ أقدم هرم في مصر، والذي يبعد 24 كيلومتراً عن القاهرة". وتابعت السلسلة: "توصَّلوا إلى اكتشاف مروعٍ بحفرهم في هذا الموقع. إذ كشفت عمليات التنقيب عن وجود مزيدٍ ومزيدٍ من الغرف، وكلها ممتلئة بحيوانات مختلفة مُحنطة".
أوضح كامبل برايس، من جامعة مانشستر، لماذا تساعد الأشعة المقطعية علماء الآثار في تحسين أبحاثهم. وقال: "يمكننا الآن استخدام الأشعة المقطعية والسينية للنظر داخل ضمادات الموميات بتفصيل دقيق".
كما تابع: "يمكنك أن ترى ما بداخلها بالضبط دون أن تدمر الضمادة نفسها. وكانت هذه واحدة من أكبر التنقيبات في العالم في الستينيات، إذ كانوا قد اقتحموا شبكة من الأنفاق مليئة بملايين السلال التي تحتوي مومياوات حيوانات مصرية قديمة".
أغرب اكتشافات العالم القديم: شرحت عالمة الآثار سليمة إكرام كيف عُثر على عدة أنواع مختلفة من الحيوانات.
قالت: "ثمة طيور جارحة وطيور أبو منجل وأبقار، وملايين الحيوانات في الرواق تحت الأرض". وتابعت: "ارتبطت طيور أبو منجل بالإله تحوت، وهكذا كان لكل تلك الحيوانات قدسية من نوعٍ ما. أحياناً عندما تجري مسحاً ضوئياً على شيء ما، فأنت ترى ما كنت تتوقعه؛ أي أنك إذا اعتقدت أنه طائر، فسوف ترى أمامك طائراً. لكن الأمر ليس على هذا النحو دائماً، إذ أحياناً ما تكون مجرد مجموعة من الريش، أو عظمة واحدة".
لكن الفريق حصل على نتائج صادمة بعد أن أجرى أشعة على المومياوات.
إذ قال برايس: "يحتوي ثلثها تقريباً على جمجمة كاملة للحيوان الذي نتوقعه، ويحتوي ثلث آخر على جزء من الحيوان، أما الثلث الأخير فلا يحتوي على شيء متعلق بالحيوان، وهو ما يطرح السؤال التالي، ما الذي يجري هنا؟".
أوضح أيضاً: "أنت تعطي الموتى قرباناً تأمل أن ينقله إلى الآلهة وتدفنه في النهاية بجوارك في سراديب الموتى تحت الأرض".