قالت صحيفة The Guardian البريطانية الخميس 16 أبريل/نيسان 2020، إن زعماء مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى أعربوا في اجتماع بوجود ترامب الذي بقي وحيداً عن دعمهم القوي لمنظمة الصحة العالمية بعد قطع واشنطن تمويلها.
فيما قال البيت الأبيض في بيان له عن الاجتماع إن زعماء مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى دعوا لعملية مراجعة وتصحيح في منظمة الصحة العالمية، إذ تركز النقاش بالاجتماع على عدم الشفافية وسوء الإدارة الحاد لأزمة الوباء من جانب منظمة الصحة العالمية.
تصريحات البيت الأبيض: البيت الأبيض قال في بيان له بعد بعد اجتماع عقد عبر دائرة تلفزيونية مغلقة بين الزعماء، إن قادة الدول اتفقوا على استمرار التزامهم باتخاذ كل إجراء ضروري لضمان رد عالمي قوي ومنسق على هذه الأزمة الصحية وعلى الآثار الإنسانية والاقتصادية المتصلة بها لبدء عملية تعاف قوية ومستدامة.
البيان أضاف أن الزعماء أقروا بمساهمة الدول السبع سنوياً بأكثر من مليار دولار لمنظمة الصحة العالمية، فيما دعا الزعماء لمراجعة مستفيضة وعملية تصحيح.
دعم قوي للصحة العالمية: صحيفة الغارديان البريطانية نشرت تفاصيل أخفاها البيت الأبيض عن دعم مجموعة الدول السبع لمنظمة الصحة العالمية وسط أزمة كورونا، إذ قال رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو في أول تعليق له عن وقف مساعدات أمريكا للصحة العالمية: "هناك حاجة إلى التنسيق الدولي ومنظمة الصحة العالمية جزء مهم من هذا التعاون والتنسيق. نحن ندرك أنه كانت هناك أسئلة مطروحة، ولكن في نفس الوقت، من المهم حقاً أن نحافظ على التنسيق بيننا لمواجهة كورونا".
أما المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قال إن"الوباء لا يمكن التغلب عليه إلا من خلال استجابة دولية قوية ومنسقة". مضيفاً إن ميركل "أعربت عن دعمها لمنظمة الصحة العالمية فضلاً عن عدد من الشركاء الآخرين".
فيما وصف وزير الخارجية الألماني، هيكو ماس، في مؤتمر منفصل مع نظرائه الدوليين منظمة الصحة العالمية بأنها "العمود الفقري لمكافحة الوباء".
قائلاً: "ليس من المنطقي الآن التشكيك في قدرة منظمة الصحة العالمية على العمل أو أهميتها".
بريطانيا الأخيرة أبدت تضامنها مع الصحة العالمية إذ قال دومينيك راب ممثل الخارجية البريطانية والذي لا يزال في موقع بوريس جونسون إلى أن يتعافى إنه يجب على العالم التركيز الآن على كورونا والإجابة عن الأسئلة الصعبة حول كيفية حدوثه، مؤكداً على أهمية التكافل والتعاون بين جميع الدول من أجل تخطي الأزمة.
كما زادت المملكة المتحدة هذا الشهر مساعدتها المالية للصحة العالمية.
لكن البيت الأبيض مصر على عكس ذلك: رغم ذلك يصر البيت الأبيض على وجود دعم لانتقادات الولايات المتحدة لمنظمة الصحة العالمية في الاجتماع، إذ قال إن الاجتماع ركز على محاسبة الصحة العالمية على أخطائها وسوء إدارتها لأزمة كورونا.
فيما تعتبر الولايات المتحدة هي أكبر مانح لمنظمة الصحة العالمية، حيث تقدم حوالي 400 مليون دولار سنوياً، لكنها تدعي أن المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، لم يكن مستعداً لمواجهة الصين في بداية تفشي المرض، كما اتهمته واشنطن بإخفاء معلومات مهمة حول الفيروس سببت الأزمة العالمية.
كما أفادت الصحيفة أن خلافاً حدث بين ترامب وأحد القادة الستة الآخرين عندما رفضوا قبول بيان صاغته واشنطن للاجتماع قبل انعقاده.
إذ أراد ترامب أن يصف البيان الصادر عن مجموعة الدول الصناعية الكبرى كورونا بأنه "فيروس ووهان"، في محاولة لتحميل الصين مسؤولية الفيروس لكن الدول الست الأخرى رفضت التسمية.
الصحيفة البريطانية قالت إن الرئيس الأمريكي يستغل أزمة الصحة العالمية كورقة رابحة في الانتخابات الرئاسية المقررة في في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، إذ يحاول ترامب من خلال انتقاداته واتهاماته للصحة العالمية والصين تحويل الوباء إلى قوة ونفوذ لصالحه.
ترامب يوقف تمويل الصحة العالمية: يأتي هذا بعد أن أعلن ترامب في وقت سابق أنه أمر إدارته بتجميد التمويل الأمريكي لمنظمة الصحة العالمية، معتبراً أنها "ارتكبت أخطاء" خلال أزمة فيروس كورونا المستجد تسببت في وفاة الآلاف.
إذ قال ترامب في تصريحات صحفية إن "منظمة الصحة العالمية قدمت معلومات خاطئة حصلت عليها من الصين التي تفشى الفيروس على أراضيها".
فيما اعتبر الرئيس أن المنظمة الدولية "تأخرت في التحذير من خطر فيروس كورونا، كما أنها فشلت في الحصول على المعلومات الكافية بشأنه، ونشرها بطريقة شفافة"، مضيفاً: "المنظمة عززت التضليل الصيني بشأن الفيروس الذي من المرجح أنه أدى إلى تفشي الوباء على نطاق أوسع".
آخر تطورات كورونا في العالم: وحتى مساء الخميس 16 أبريل/نيسان 2020، تجاوز عدد مصابي كورونا حول العالم المليونين و175 ألفاً، توفي منهم أكثر من 145 ألفاً، فيما تعافى ما يزيد على 546 ألفاً، حسب موقع "وورلد ميتر" المتخصص في رصد أعداد ضحايا الوباء بالعالم.