يضغط مكتب اللاجئين التابع لوزارة الصحة والموارد البشرية الأمريكية، والذي يتولى رعاية الآلاف من الأطفال المهاجرين، من أجل تطبيق سياسات الهجرة، وترك هؤلاء الأطفال في رعاية حرس الحدود لفترة إضافية، وذلك بعدما عيَّنت إدارة ترامب بصورة مفاجئة مديراً متشدداً جديداً للمكتب.
وفقاً لمجلة Politico الأمريكية، الخميس 16 أبريل/نيسان 2020، والتي اطلعت على رسالة بريد إلكتروني داخلية، وتواصلت مع أربعة مسؤولين في وزارة الصحة، فإن المكتب يضغط من أجل تطبيق سياسات الهجرة التي يؤيدها مستشار البيت الأبيض البارز ستيفن ميلر، ويسعى الآن إلى تأجيل وضع الأطفال المهاجرين في ملاجئ تشرف عليها وزارة الصحة، وتركهم في رعاية حرس الحدود لفترة إضافية.
إجراءات متشددة: قال المسؤولون إنَّ قيادات المكتب تُراجع سياسة السماح للمهاجرين البالغين غير الموثقين برعاية الأطفال المهاجرين، وهي ممارسة قائمة منذ فترة طويلة تعود إلى إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش الابن، لكن يعارضها ميلر وغيره من المتشددين المناهضين للهجرة، والذين يعتقدون أنَّها تكافئ البالغين الموجودين في البلاد بصورة غير قانونية.
المكتب يضغط كذلك لاستئناف أخذ بصمات كافة البالغين في الأسر التي تتولى رعاية الأطفال المهاجرين بعد إطلاق سراحهم.
ففي ديسمبر/كانون الأول 2018، كانت وزارة الصحة قد رفضت هذه السياسة لكونها غير فعّالة وتتسبب في إبطاء عملياتها، كما "تقلص احتمالات إقدام بعض الرعاة على التقدم لتولي رعاية الأطفال"، حسب بعض المسؤولين.
لكنَّها حظيت بدعم ميلر ومسؤولين آخرين بإدارة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأمريكية، وهي الإدارة التي استخدمت تاريخياً البصمات لتسريع عمليات الترحيل.
هذه الخطوات يشرف عليها فريق من الموالين للرئيس دونالد ترامب، بما في ذلك موظفان سابقان بحملته الانتخابية جرى تعيينهما في منصبيهما الجديدين بعدما أعاد البيت الأبيض تعيين مدير المكتب الشهر الماضي بصورة مفاجئة.
تعقيدات أخرى في ظل "كورونا": هذه الخطوات تاتي أيضاً وسط تحركات أخرى لتشديد الإجراءات المتعلقة بالهجرة، في ظل تفشي مرض فيروس كورونا المستجد (COVID-19)، مثل إصدار الأوامر لحرس الحدود بإرجاع المهاجرين على الفور.
مكتب اللاجئين التابع لوزارة الصحة كان وراء أزمة فصل العائلات عام 2018، التي أدَّت إلى العديد من الدعاوى القضائية التي لا تزال مستمرة حتى اليوم، فضلاً عن تحقيقاتٍ من جانب الكونغرس ومجموعات رقابية.
فيما تفيد تقارير بأنَّ ترامب لم يتراجع عن هذه السياسة إلا بعدما نجحت السيدة الأولى ميلانيا ترامب، وابنته إيفانكا في إقناعه بتغييرها.
بحلول أواخر عام 2018، أعاد وزير الصحة أليكس عازار تعيين المسؤولين الذين أشرفوا على المكتب المضطرب، وجاء بقيادات جديدة لقسم الأطفال والأسر بوزارته.
لكن أُدخِلَت تعديلات على قيادة مكتب اللاجئين مجدداً، الشهر الماضي، حين أُعيد تعيين جوناثان هايز –الذي كان قد أشرف على المكتب في الأشهر الـ15 السابقة- بقسم استعدادات الطوارئ بالوزارة، مع منحه مهلة يومين فقط قبل تطبيق القرار.
مع ذلك، كان بعض مسؤولي البيت الأبيض الذين ضغطوا من أجل فصل أسر اللاجئين ينظرون إلى هايز باعتباره ليِّناً أكثر من اللازم، على الرغم من دعوته لتعزيز الحدود الأمريكية وإصلاح نظام الهجرة خلال إدلائه بشهادته أمام الكونغرس.
أما الآن فتقود المكتب بالإنابة هايدي ستيراب، التي انضمت إلى الوزارة لأول مرة كجزء من "فريق رأس جسر" لترامب، في يناير/كانون الثاني 2017.
بالإضافة إلى كيم ووماك، التي تطوعت بحملة ترامب في 2016، ومارك فافيادس، وهو زميل قديم في حملة ترامب.
قبل إدارة ترامب كان يُنظَر إلى مكتب اللاجئين باعتباره كياناً سياسياً، تشغل مناصبه قيادات صاحبة خبرة في خدمات إعادة توطين اللاجئين والأسرة. لكنَّ المسؤولين قالوا إنَّه يبدو أنَّ المكتب يتحول الآن ليصبح أكثر تركيزاً على تنفيذ قوانين الهجرة.