سبب الفشل وانهيار الخطط.. ما يجب أن نعرفه عن «العاطفة» من بروفيسور “la Case De Papel”

عدد القراءات
2,611
عربي بوست
تم النشر: 2020/04/15 الساعة 14:10 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/04/15 الساعة 15:35 بتوقيت غرينتش
سبب الفشل وانهيار الخطط.. ما يجب أن نعرفه عن «العاطفة» من بروفيسور "la Case De Papel"

"العبقرية هي الاجتهاد دوماً للحصول على نتائج مرضية".

و"العاطفة هي الاستجابة الغريزية لأكثر الأفعال غرابة التي يود المرء فعلها"

للحصول على دلائل تدعم ما أدَّعي سأستخدم مثالاً أكثر فاعلية:
هل شاهدت مسلسل La Casa De Papel؟

إذا كنتم لم تشاهدوا المسلسل فسوف أشرح لكم فكرتي، دون حرق لأحداث المسلسل.

البروفيسور العبقري

للحصول على نتائج مرجوة ينبغي أن يكون لديك فرط في التفكير، والبروفيسور هنا شخص مهووس، مولع بالتفاصيل، وواسع الإدراك، وهذا بالضبط ما يؤدي للعبقرية دون الالتفات للأفعال العاطفية والرغبة الجامحة في فعلها، وستجد طريقك للخلاص.

الأمر كله متعلق بالحسابات، 1+1=2، وكذلك الأمر في أكثر الحسابات تعقيداً وتركيباً، الاجتهاد هو ما يضمن لك الوصول للهدف المنشود.

الأفعال التي لا نضعها في الحسبان هي التي قد تؤدي لهدم خطتك، خطأ بسيط قد يكلفك حياتك.

وبالنظر لأكثر الأفعال غير منطقية، والتي لها التأثير الأكبر علی حياتك، ستجد أنها نابعة من الرغبة العاطفية. المشاعر هي العدو الأول في خطتك التي ترجو الوصول بها إلى بر الكمال.

وبالعودة للمسلسل الإسباني، حديث العالم بأكمله، سنجد أن فساد الخطط العبقرية سببه الوقوع في الحب، والشفقة، والشعور بالانهيار، وعدم الالتزام بالخطة والارتجال. كل ذلك يؤدي لنتائج كارثية، العاطفة شيء نابع من الداخل، شيء غير ملموس لا يمكن الإمساك به. وبالتالي لا تستطيع الأغلبية التحكم فيه، نحن لا ندرك قيمة الخطيئة إلا بعد حدوث الكارثة. لا يشغل انتباهنا في وقت اجتياح عواطفنا إلا الوصول للنشوة المرجوة للشعور بالراحة أو الأمان.

البروفيسور

"حينما تتعقد الأمور لا ينقذنا سوی العقل"

صندوق التروس هو المسؤول عن إدارة العمليات المعقدة، والجندي القائد للعمليات الحياتية الذي يجب اتباع أوامره للفرار من الهلاك.

قد يبدو قولي متعلقاً بتصلب القلب أو التمسك المفرط بالخطط المعقدة، ولكن الأمر في غاية البساطة، إذا وضعت الخطط المحكمة فلن تفشل الأمور، 1+1=2 يا عزيزي، ولا شيء آخر سوی هذا.

أعتقد أن الأمر غير مشروط بالموهبة، صحيح أن الذكاء هبة، ولكن الإفراط في إدراك كنه الأمور سيؤدي إلى إدراك ماهيتها، ومن ثم معرفة من أين تؤكل الكتف.

جميعنا كان من الممكن أن نكون عباقرة، ولكن ما تشكل في العقل الجمعي من حقيقة أن الناس جزءان، عاديون وغير ذلك، هو ما أدى للانقسام، أدى لتركيز البعض على شيء واحد فقط كي ينجحوا فيه. هذا الشيء الذي لاحظ من حولنا ولعنا به، وشغفنا الزائد عن الحد به، ومن ثم قابلية اجتهادنا فيه أكثر من غيره، للوصول إلى نتائج مرجوة.

بالعودة للعاطفة سنجد أن أغلب الطرق التي لم نسلكها، لم نسلكها بسبب الخوف من الفشل، من التعب، من سخرية الآخرين، من عدم إبداعنا.. أترون؟! 

كلها مشاعر، أشياء غير ملموسة، أوهام، قادرة على هدم قدر مرسوم لك نتيجة قرار منك، قادرة على تغيير خط سير بالكامل بسبب رغبتك في سلك طريق آخر حتى لو على سبيل تغيير الروتين وكسر الملل، هذا أيضاً شعور.

المحسوس هو شيء تملك القدرة على امتلاكه والإمساك بزمامه، أما الشعور فهو كامن، يمكنه أن يغيرك، ولا يضمن لك نجاح الخطة التي وضعتها بعقلك المدرك لقيمة الأشياء جيداً.

بعض التفكير لن يضر

كان من الممكن أن تكون رساماً جيداً، إلا أنك حرصت على المذاكرة أكثر لتخطي الامتحانات، ومن ثم نسيت توجهك الأساسي للرسم. كان من الممكن أن تنبغ في اجتياز اختبارات الرياضيات الصعبة ببعض المجهود، ولكنك تكاسلت لأي سبب أدى بك في النهاية لاستخدام الآلة الحاسبة لحساب ناتج جمع 1+1. هناك أشياء كثيرة يمكن إدراكها بالعقل، وتلك هي التي تضمن نجاح الخطط، وجعلها مثالية. أم غير ذلك، فالمشاعر دوماً تسخر من فكرة المثالية والكمال، لأنها بمجرد أن تصل لذروتها تجدها تسقط بسرعة مروعة، لأن ذروة المشاعر هي نفسها قمة منحنی الانهيار.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
سيد عبدالحميد
كاتب مقالات وقصص قصيرة
كاتب مقالات وقصص قصيرة
تحميل المزيد