قالت وكالة الأناضول، الأربعاء 14 أبريل/نيسان 2020، إن روسيا تستعد لإرسال مقاتلين سوريين إلى ليبيا، للقتال في صفوف ميليشيا اللواء المتقاعد خليفة حفتر، مقابل رواتب شهرية تصل إلى ألف دولار.
كما أفادت مصادر مطلعة للوكالة، أن المقاتلين الذين سيتم إرسالهم إلى ليبيا ينتمون لما يسمى بـ "لواء النخبة"، والأخير أحد الفصائل العسكرية المسلحة في القنيطرة (جنوب غرب)، التي دخلت في مصالحة مع النظام عندما سيطر الأخير بدعم جوي روسي على كامل المحافظة.
تفاصيل الصفقة: أوضحت المصادر أن الاتفاق تم مع قائد الفصيل، ويدعى أبو جعفر ممتنة، الذي كان ضمن صفوف "جيش ثوار سوريا"، أحد فصائل "الجيش السوري الحر"، قبل أن ينفصل عنه ويشكل فصيلاً مستقلاً باسم "لواء النخبة" بدعم من إسرائيل عام 2017.
كما لفتت إلى أن 300 عنصر من الفصيل وصلوا معسكراً تابع لروسيا في محافظة حمص (وسط)، حيث سيخضعون لتدريبات عسكرية لوقت قصير، قبل أن يتم إرسالهم إلى ليبيا.
في يوليو/تموز 2018، توصلت المعارضة السورية وروسيا لاتفاق يقضي بوقف إطلاق النار، تُسلم بموجبه المعارضة المناطق التي تسيطر عليها في محافظة القنيطرة.
نصّ الاتفاق على أن تنتشر قوات النظام السوري في مناطق سيطرة المعارضة بالمحافظة، وتعود إلى مواقعها التي انسحبت منها بعد 2011، قرب الشريط الحدودي مع الجولان، أو ما يسمى بخط وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل، والذي تم التوصل إليه في 1974.
بموجب الاتفاق، خرج الآلاف من المسلحين والمدنيين إلى محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة شمالي سوريا، وبقي فيها من اختار المصالحة وتسوية وضعه مع النظام.
هناك من رفض المهمة: من جهة أخرى، رفضت مجموعة من "عناصر التسويات" في القنيطرة التوجه للقتال إلى جانب روسيا الداعمة لميليشيات حفتر في ليبيا وذلك بعد أيام من وضعهم في معسكرات التجنيد تمهيداً لنقلهم إلى الأراضي الليبية.
وسائل إعلام سورية قالت إن قرابة الـ27 عنصراً من عناصر التسوية في بلدة "ممتنة" بريف القنيطرة عادوا مؤخراً إلى بلدتهم بعد أيام من نقلهم إلى معسكر في منطقة الفرقلس بريف حمص الشرقي بهدف تجنيدهم وإرسالهم إلى ليبيا.
كما أوضحت أن العناصر اختلفوا مع الضباط الروس حول طبيعة المهام الموكلة إليهم في ليبيا، حيث كان القيادي السابق في "جبهة ثوار سوريا" المدعو "أبو جعفر ممتنة" قد وعدهم أن عملهم ينحصر في حماية مصافي النفط، ليتبين لاحقاً أن الهدف الرئيسي لهم هو القتال إلى جانب ميليشيات "حفتر" وخوض المعارك معها.
بينما أشار إلى أن سبب تراجع العناصر عن التوجه إلى ليبيا يعود أيضاً إلى خشيتهم من القتل أو الوقع في الأسر بيد قوات حكومة الوفاق الشرعية.
مزيد من المرتزقة إلى جانب حفتر: يأتي الإعلان عن تزويد اللواء المتقاعد خليفة حفتر بمقاتلين سوريين، بعد الخسائر التي تكبدها بفقدانه السيطرة على 8 مدن غرب العاصمة طرابلس، نجحت قوات حكومة الوفاق السيطرة عليها الثلاثاء 13 أبريل/نيسان.
تراجع حفتر يأتي رغم اعتماده على دعم أكثر من دولة، خاصة الإمارات ومصر، إلى جانب مرتزقة من روسيا والسودان ودول إفريقية أخرى.
إذ ينتشر مرتزقة فاغنر، في الخطوط الخلفية لجبهات القتال الأمامية جنوبي طرابلس، وبشكل أدق من بلدتي السبيعة وسوق الخميس امسيحل شرقاً، إلى مدينة العزيزية غرباً، على طول خط عرضي يفصله عن شمال طرابلس 45 كلم.
أقصى تواجد سُجل لعناصر فاغنر، بالقرب من خطوط المواجهة الأمامية، كان في بلدة سوق السبت (35 كلم جنوب طرابلس بالقرب من المطار القديم) شمالاً، ومنطقة الهيرة جنوباً. كما أنهم يتمركزون حالياً في قاعدتي الجفرة (وسط) والوطية (140 كلم جنوب غرب طرابلس)، كما صدر تقرير عن خبراء تابعين للأمم المتحدة مؤخراً، يتحدث عن دور كبير لمجموعات من المرتزقة السودانيين والتشاديين تعمل وتقاتل مع قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
وجود المرتزقة الأفارقة في ليبيا ليس جديداً، لكنَّ وضعهم تعزز في البلاد مؤخراً مع سقوط حكم الرئيس عمر البشير في السودان، الذي كان معادياً للجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر.