وجّه خبراء منظمة الصحة العالمية، الإثنين 13 أبريل/نيسان 2020، تحذيرات لكل دول العالم بشأن أكثر من 100 مليون طفل معرضين لخطر الإصابة بالحصبة، بسبب تعليقها برامج التحصين الوطنية من أجل الحد من خطر الإصابة بفيروس كورونا.
تقرير لصحيفة The New York Times الأمريكية أكد أن 24 دولة منخفضة ومتوسطة الدخل، بما في ذلك المكسيك ونيجيريا ولبنان وجيبوتي وإثيوبيا، أوقفوا هذه البرامج مؤقتاً أو أجّلوها.
مخاوف من التلقيح الجماعي: وفقاً لمبادرة مكافحة الحصبة والحصبة الألمانية، فإن عدداً من هذه البلدان تلقح أعداداً كبيرة من الرضع والأطفال في البيئات المجتمعية، مثل الأسواق والمدارس والكنائس والمساجد، على عكس الدول الأكثر ثراءً، حيث يقوم الآباء عادة بتحديد مواعيد لمتابعة جدول اللقاحات الروتيني في العيادات أو مكاتب الأطفال الخاصة.
الدكتور روبين ناندي، رئيس برامج التحصين في منظمة اليونيسف، أقرّ بأن إيجاد التوازن بين الوقاية من انتشار كوفيد-19، والأمراض التي يمكن الوقاية منها مثل الحصبة كان حساساً وصعباً.
موضحاً: "في حين أن الحملات الداعية للتلقيح الجماعي يجب أن تستمر طالما أمكن ذلك بأمان، فقد يحدث تعليق مؤقت بسبب مخاوف معقولة بشأن انتقال كوفيد-19 إلى المرضى والعاملين في مجال الرعاية الصحية.
لكنه حث الدول على التخطيط لشحن اللقاحات والحقن لتكون متاحة بمجرد السماح بتخفيف القيود المتسبب فيها فيروس كورونا.
مضيفاً أنه ينبغي على الدول تجميع سجلات التحصين، وتتبع الحملات السابقة وإجراء تقييمات للمخاطر، لتحديد أولويات المناطق التي تكون التفشيات مرجحة فيها أكثر، والأطفال الأكثر عرضة للخطر.
خطر داهم: أما الدكتورة بيات كامبمان، مديرة مركز اللقاحات في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، فقالت إن العديد من البلدان التي لديها بالفعل أنظمة رعاية صحية ضعيفة لن تكون قادرة على جمع بيانات التحصين الموثوقة.
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإنه قبل جائحة كورونا، كانت الحصبة تعاود الظهور بالفعل في بعض الأماكن، ففي عام 2017، كان هناك 7 ملايين 585 ألفاً و900 حالة حصبة تقديرية، و124 ألف حالة وفاة، وبحلول عام 2018، وهو العام الأخير الذي جُمعت فيه الأرقام الدولية، كان هناك 9 ملايين و769 ألفاً و400 حالة حصبة و142 ألفاً و300 حالة وفاة مرتبطة بها.
أما في عام 2019، أبلغت الولايات المتحدة عن 1282 حالة إصابة بالحصبة، وهو أعلى مستوى لها منذ أكثر من 25 عاماً، مع العلم أن لقاح الحصبة كان متاحاً منذ أكثر من 50 عاماً.
دول مهددة: تكافح بلدان مثل البرازيل وبنغلاديش وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان ونيجيريا وأوكرانيا وكازاخستان تفشي مرض الحصبة بها.
كانت هناك بيات قلقة أيضاً بشأن التفشي المحتمل في الدول الأكثر ثراءً في أمريكا الشمالية وأوروبا، والتي ليس لديها برامج تلقيح وطنية، فبسبب المخاوف من انتشار كوفيد-19، بدأ أخصائيو الأطفال الأمريكيين في الإبلاغ عن انخفاضات كبيرة في زيارات رعاية الطفل، والتي تتضمن اللقاحات الروتينية.
أما في الولايات المتحدة، فأكدت الدكتورة ميليندا وارتون، مديرة قسم خدمات التحصين بمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها، أن أحد الجوانب الإيجابية لإجراءات التباعد الاجتماعي الحالية هو أنه في حالة تفشي الحصبة قد يكون انتقال العدوى محدوداً.
مؤكدة دخول العديد من الحالات إلى الولايات المتحدة من وجهات سفر محددة، في السنوات الأخيرة، وأن الانخفاضات الحادة في السفر الجوي بسبب فيروس كورونا قد تبقي حالات الحصبة على ما هو عليه.