النيران بعيدة عن تشيرنوبل كيلومتراً فقط! حريق يهدد المفاعل الذي شهد أكبر كارثة نووية بالعالم 

تقترب الحرائق الضخمة في شمال أوكرانيا أكثر فأكثر من مفاعل تشيرنوبل النووي، الذي شهد أكبر كارثة نووية عرفتها الأرض، ولا يفصل بين الحرائق والمفاعل سوى كيلومتر واحد، ما أثار تحذيرات من نتائج سلبية للغاية ما لم تفلح السلطات في وقف زحف النار.

عربي بوست
تم النشر: 2020/04/14 الساعة 06:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/04/14 الساعة 07:25 بتوقيت غرينتش
الحرائق تقترب أكثر فأكثر من مفاعل تشيرنوبل في أوكرانيا

تقترب الحرائق الضخمة في شمال أوكرانيا أكثر فأكثر من مفاعل تشيرنوبل النووي، الذي شهد أكبر كارثة نووية عرفتها الأرض، ولا يفصل بين الحرائق والمفاعل سوى كيلومتر واحد، ما أثار تحذيرات من نتائج سلبية للغاية ما لم تفلح السلطات في وقف زحف النار. 

الوضع خطير للغاية: وكالة رويترز نقلت، الإثنين 13 أبريل/نيسان 2020، عن منظمة السلام الأخضر غير الحكومة في روسيا تحذيرها من أن الحرائق باتت تمثل خطراً على مستوى النشاط الإشعاعي. 

كانت الحرائق قد بدأت بالانتشار مع بداية أبريل/نيسان 2020، وقالت حينها السلطات الأوكرانية إن الحرائق غطت 20 هكتاراً فقط، لكن منظمة "السلام الأخضر" نشرت صور أقمار صناعية وقالت إن الحرائق غطت 12 ألف هكتار في ذلك اليوم.

أضافت المنظمة أن صوراً التقطت، الإثنين 13 أبريل/نيسان 2020، أظهرت أن الحرائق غطت 34400 هكتار، متحدثة عن حريق ثانٍ يمتد على مساحة 12600 هكتار وبات على بعد كيلومتر من المفاعل المهجور. 

صحيفة The Independent البريطانية قالت إنه على الرغم من تأكيد المسؤولين في أوكرانيا أن الوضع تحت السيطرة، فإن منظمة "السلام الأخضر" حذرت من  أن يكون الوضع أسوأ بكثير مما تحدثت عن السلطات.

صورة نشرتها صحيفة الإندبندنت لاقتراب النيران من المفاعل النووي

يحاول المسؤولون الأوكرانيون عدم إثارة الفزع من زحف الحرائق نحو مفاعل تشيرنوبل، وقالت خدمة حالات الطوارئ الأوكرانية إن مستويات الإشعاع في المنطقة لم تتغير بفعل الحرائق، بينما تحدثت السلطات عن أن رجال الإطفاء يواصلون العمل بجد لوقف زحف النيران.

من جانبه، قال ياروسلاف إيمليانيكو، المسؤول بشركة سياحة في أوكرانيا، إن منطقة الغابات الحمراء، الكائنة غرب المحطة النووية القديمة، احترقت، وحذر من أن وصول النيران إلى مدينة بربيات المهجورة، التي استخدمت كمركز لخدمات المفاعلات النووية قديماً، قد يؤدي إلى كارثة اقتصادية، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC).

يضيف إيمليانيكو بأن النيران وصلت بالفعل إلى مدينة بريبات الواقعة على بعد 2 كيلومتر فقط من المفاعل النووي، حيث "توجد أكثر المخلفات الإشعاعية نشاطاً في منطقة تشيرنوبل بأكملها".

ونشر راديو أوروبا الحرة الإثنين 13 أبريل/ نيسان 2020 مقطع فيديو يُظهر اجتياح الحرائق للمناطق المحيطة في مفاعل تشيرنوبل، وقال إنه تم تسجيل ارتفاع في مستوى الإشعاعات بالقرب من موقع المحطة النووية.

كيف بدأت الحرائق؟  صحيفة The Independent البريطانية قالت إن الحرائق بدأت يوم 3 أبريل/نيسان 2020 في المنطقة الغربية للمنطقة المحظورة في تشيرنوبل، ثم انتشرت إلى الغابات القريبة. 

أشارت الصحيفة إلى أن الشرطة الأوكرانية قالت إنها حددت هوية شاب يبلغ من العمر 27 عاماً من السكان المحليين، ويتهمونه بأنه تعمد إشعال الحرائق في المنطقة، لكن يبقى من غير الواضح ما إذا كان الشاب الذي قيل إنه أشعل الحرائق "بغرض التسلية" يتحمل المسؤولية بشكل كامل أو جزئي عما حدث.

قصة تشيرنوبل: عند الحديث عن تشيرنوبل فنحن أمام أكبر كارثة نووية شهدها العالم، ووقعت في المفاعل رقم 4 من المحطة النووية، يوم السبت 26 أبريل/نيسان من عام 1986.

حدثت الكارثة عندما كان ما يقرب من 200 موظف يعملون في مفاعل الطاقة النووي (1،2،3) بينما كان يتم إجراء عملية محاكاة وتجربة في الوحدة الرابعة التي وقع فيها الانفجار. 

عقب الانفجار أعلنت السلطات في أوكرانيا تشرنوبل "منطقة منكوبة" والتي تشمل مدينة بربيات التي أنشئت عام 1970 لإقامة العاملين في المفاعل، وتم إجلاء أكثر من 100 ألف شخص من المناطق المحيطة بالمفاعل. 

بعد حدوث الانفجار بدأت عمليات دفن وتغليف المفاعل بالخرسانة المسلحة لمنع تسرب الإشعاع الناجم عنه والذي أدى إلى وفاة عدد كبير في السنوات اللاحقة متأثرين بالإشعاع وخاصة أمراض سرطان الغدة الدرقية. 

الضحايا والخسائر: تسبب انفجار المفاعل فور وقوعه بمصرع 31 من العاملين ورجال الإطفاء بالمحطة جراء تعرضهم مباشرة للإشعاع، وتباينت التقديرات حتى الآن بشأن العدد الحقيقي لضحايا هذه الكارثة.

فمن جهتها قدرت الأمم المتحدة عدد من قتلوا بسبب الحادث بأربعة آلاف شخص، وقالت السلطات الأوكرانية إن عدد الضحايا يبلغ ثمانية آلاف شخص، لكن منظمات دولية أخرى شككت في هذه الأرقام وتوقعت وفاة ما بين عشرة آلاف وأكثر من تسعين ألف شخص نتيجة إصابتهم بسرطان الغدة الدرقية المميت.

أما منظمة "السلام الأخضر" فقدرت وفاة 93 ألف شخص بسبب الإشعاعات الناشئة عن الحادث، وسجلت المنظمة الطبية الألمانية ضد الحرب النووية إصابة أربعة آلاف شخص في منطقة الحادث بسرطان الغدة الدرقية.

تحميل المزيد