كشفت صحيفة New York Times الأمريكية، الأحد 12 أبريل/نيسان 2020، أن انتشار فيروس كورونا قد عزز من موجة الكراهية التي تمارَس ضد المسلمين في الهند، وذلك بمشاركة مسؤولين حكوميين ووسائل إعلام محلية.
تقرير الصحيفة أشار إلى اتهام وزارة الصحة الهندية جماعةً دينية مسلمة بالمسؤولية عن انتشار فيروس كورونا، في الوقت الذي انتشرت فيه وسوم تحريضية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تحت عناوين "قنابل بشرية" و"جهاد الكورونا".
اعتداءات في الشوارع: الصحيفة أكدت أن شباناً مسلمين تعرضوا للضرب العنيف في الشوارع، كما هوجموا بالمساجد، وطُردوا من بعض الأحياء.
في ولاية بنجاب مثلاً، "بثت مكبرات الصوت بمعابد السيخ رسائل تطلب من الناس عدم شراء الحليب من أصحاب مزارع الألبان المسلمين، لأنه يحتوي على فيروس كورونا".
كما شكى محمد حيدر، الذي يدير كشك حليب صغيراً، من الاعتداءات المستمرة قائلاً: "هنا يحتاجون أي سبب صغير للاعتداء علينا، وليس فقط كورونا".
من جانبه، أكد رئيس المركز الإسلامي في الهند خالد رشيد، أنه "لم يكن على الحكومة أن تلعب لعبة اللوم"، مضيفاً أنَّ تناول القضايا من منظور ديني في الإحاطات الإعلامية "يخلق انقساماً كبيراً".
وحذَّر رشيد من تداعيات هذه الممارسات قائلاً: "قد يموت فيروس كورونا، لكن من الصعب القضاء على فيروس التنافر الجماعي عندما ينتهي هذا الأمر".
دور الإعلام: قناة الجزيرة كشفت في تقرير لها، الثلاثاء 7 أبريل/نيسان 2020، كيف لعبت بعض وسائل الإعلام الهندية دوراً في نشر هذه الكراهية، حيث بثت قصصاً كاذبة، مفادها أن المسلمين المصابين بفيروس كورونا يقومون بالبصق على الناس لنشر الوباء. وقيل إن المسلمين كانوا يلمسون الطاقم الطبي في المستشفيات بأجسادهم العارية.
وفي الوقت الذي تم فيه تفنيد تلك القصص، شاركها بالفعل ملايين الأشخاص، عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وسط اتهامات للمسلمين بأنهم أسهموا في نشر الفيروس، وأنهم مسؤولون عن تفشيه بالبلاد.
اتهامات لجماعة دينية: الحكومة الهندية ربطت هذه التغريدات بنحو ألف إصابة بفيروس كورونا نتجت عن الاجتماع السنوي لجماعة التبليغ، الذي عقدته في الفترة بين 8 و10 مارس/آذار الماضي، وذلك قبل أيام من إعلان الهند حالة الطوارئ الصحية، ودعوتها إلى إغلاق عام في البلاد.
الكاتبة الهندية رنا أيوب أكدت في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، الأسبوع الماضي، أن المسلمين في الهند أصبحوا بين عشية وضحاها، المذنبين الوحيدين والمسؤولين عن انتشار هذا الوباء، في الوقت الذي نظمت فيه جماعات دينية أخرى تجمعات في مختلف المعابد، منها ما نتج عنه وضع أكثر من 25 ألف شخص في الحجر الصحي، بعد أن قام رجل قادم من دبي بأداء طقوس هندوسية بحضور 1200 شخص في 20 مارس/آذار 2020.
كما أكدت الكاتبة أن "معظم الناس -ومن ضمنهم المسلمون- يوافقون على أنَّ عقد الاجتماع السنوي كان غير مسؤول، ويعرِّض حياة كثيرين للخطر؛ إلا أنه واجه قدراً غير متناسب من النقد اللاذع".
أزمة كشمير: وفي الهند، يتعرض أكثر من 200 مليون مسلم للعنصرية والاعتداءات المستمرة.
حملة القمع التي تمارسها الحكومة ضد المسلمين في إقليم كشمير، جاءت بعد احتجاجات على قانون الجنسية الجديد (ديسمبر/كانون الأول 2019) الذي يمارس التمييز على نحوٍ صارخ ضد المسلمين.
كورونا في الهند: من المتوقع أن تعلن الهند رسمياً عن تمديد إجراءات العزل العام في سائر أنحاء البلاد، بعد أن سجلت الأحد 8356 إصابة و273 حالة وفاة بفيروس كورونا المستجد، لتكون الأكثر تضرراً بين دول جنوب آسيا التي فاق إجمالي عدد الإصابات فيها 14500.