تقرير أمريكي يُحذر: أزمة كورونا تمنح الصين فرصة السيطرة على الدول المتعثرة في سداد ديونها

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/04/12 الساعة 11:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/04/12 الساعة 11:07 بتوقيت غرينتش
الرئيس الصيني شي جين بينغ - رويترز

حذَّر تقرير لجامعة هارفارد الأمريكية من أن الصين قد تعتمد دبلوماسية "دفتر الديون" في سياستها مع الدول المَدينة لها، في ظل الدمار الاقتصادي الشامل الذي خلَّفته جائحة فيروس كورونا المستجد. 

التقرير الذي نشرته صحيفة The Guardian البريطانية الأحد 12 أبريل/نيسان 2020، أوضح أن هذه الاستراتيجية ستسمح للصين بالاستيلاء على ممتلكات دول مقابل تخفيف وطأة الديون، كما تمكِّنها من تعزيز دبلوماسيتها الناعمة بتقديم إعفاءات من الديون مقابل مواقف سياسية تخدم الصين. 

الصحيفة البريطانية أشارت إلى أن محللي الشؤون الصينية قد حذّروا سابقاً من حيلة "دبلوماسية دفتر الديون"، حيث تصبح الدول النامية عاجزة عن تسديد القروض الهائلة لاستثمارات الخدمات الأساسية الصينية؛ وهو ما يضطرها إلى التخلي عن سيطرتها على ممتلكاتها للصين.

تقرير صادر عن مدرسة كينيدي بجامعة هارفارد لتحليل السياسات لوزارة الخارجية الأمريكية عام 2018، أشار إلى أمثلة فعلية لدول تنازلت عن ميناء رئيسي أو قاعدة عسكرية على أراضيها لدولة أخرى لتسديد ديونها، كباكستان وسريلانكا مثلاً.  

كذلك أكد وزير المالية الغاني، كين أوفوري عطا، هذه المخاوف، من خلال تصريح لمركز التنمية العالمية، مقره واشنطن، الأسبوع الماضي، قال فيه: "أشعر بأن الصين ستزداد قوة، الديون الإفريقية للصين تبلغ 145 مليار دولار، والمطلوب سداد أكثر من 8 مليارات دولار منها هذا العام، من الضروري أن تعيد الصين النظر في ذلك".

استغلال الفرصة: كاتبا التقرير، سام باركر وغابرييل شفيتز، حذرا من أن الصين قد تستغل الأضرار الاقتصادية غير المتوقعة التي لحقت بمعظم دول العالم بعد انتشار فيروس كورونا، لمطالبة الدول بتعجيل تسديد ديونهم.

كما يرى الباحثان أن الصين تملك خيارين: الأول المطالبة بدفع الديون، أو تقديم ممتلكات استراتيجية بالمقابل، والثاني تقديم إعفاءات تسهم في تعزيز خطاب قوتها الناعمة، وقدرتها على تحقيق زعامة عالمية بعالم مجهول المستقبل. 

موقف التقرير الأخير جاء تعزيزاً لتحليلات أخرى نُشرت في الآونة الأخيرة، وتشير إلى تنامي الدور الذي ستلعبه الصين في الفترة المقبلة. 

مجلة فورين أفيرز الأمريكية نشرت مقالاً بعنوان: "كورونا ربما يعيد تشكيل النظام العالمي"، نهاية مارس/آذار، تناولت فيه كيف أن الصين تناور حالياً لتحظى بقيادة العالم، في الوقت الذي تفشل فيه الولايات المتحدة مع تحوُّل وباء كورونا المستجد إلى كارثة وطنية بالدولة الأولى في العالم.

أشار المقال إلى أن الصين تعمل حالياً على تحويل هذا النجاح إلى قصة تحكيها للعالم بأجمعه، وتقنعه بأنها لاعب رئيسي في هزيمة كورونا، والقادرة على دعم الدول ومساعدتها في هزيمته بالخبرة والمعدات الطبية وحتى السلع العالمية الرئيسية. 

الموقف الصيني: المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو ليجيان، أكد الثلاثاء 7 أبريل/نيسان، أن دولته لن تجبر الدول التي تواجه صعوبات في الديون على تسديد الديون مطلقاً. 

ولكن المتحدث أضاف إلى ذلك، أن الديون ستُحَلُّ "بالتشاور عبر القنوات الثنائية"، وهو ما يترك الباب مفتوحاً أمام تكهنات المحليين باعتماد دبلوماسية "دفتر الديون".  

تحذيرات عالمية: تقرير جامعة هارفارد يأتي في الوقت الذي دعا فيه صندوق النقد الدولي والبنك الدولي حكومات دول مجموعة العشرين  إلى دعم تعليق ديون دول العالم الأشد فقراً التي تكافح جائحة فيروس كورونا. 

فقد أكد صندوق النقد الدولي والبنك الدولي أنه "من الضروري في هذه اللحظة أن تخفف دول العالم من أعباء الديون على الدول النامية، وأن تبعث بإشارة قوية إلى الأسواق المالية".

تحميل المزيد