قررت وزارة الصحة بحكومة "الوفاق" الليبية، الخميس 9 أبريل/نيسان 2020، تعليق العمل في "مستشفى الخضراء العام"، الذي يعتبر أول مركز متخصص لعلاج وعزل مصابي فيروس كورونا في طرابلس، بسبب تعرُّضه لقصف متكرر من قِبل القوات التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر.
استهداف مستشفى الخضراء: الوزارة أكدت في بيان نشرته على صفحتها بـ"فيسبوك"، استهداف مستشفى الخضراء الواقع في حي بوسليم، والذي عرف تسجيل أول حالة شفاء من فيروس كورونا في البلاد، ثلاث مرات خلال 72 ساعة.
وأشارت إلى أن "القصف الغاشم والمتعمد للمستشفى دمر مخزناً للأدوية وحجرة للعمليات وأقساماً أخرى؛ وهو الأمر الذي دعا مسؤولي الوزارة مضطرين إلى إخلائه، خصوصاً بعد وقوع إصابات بين الأطقم الطبية العاملة بالمستشفى".
كما دعت العالم إلى "إدانة هذا الفعل الجبان، فالمستشفيات والمرافق الطبية ليست أهدافاً عسكرية، واستهدافها يرقى إلى جريمة حرب وفق المواثيق والقوانين الدولية".
مخازن الأدوية: هذا القصف، الذي تم بصواريخ غراد، استهدف مخازن الأدوية في "مستشفى الخضراء العام"؛ وهو ما أدى إلى اندلاع النيران فيها، حسب ما أظهره تسجيل مصور للمكتب الإعلامي لوزارة الصحة الليبية يُظهر اندلاع الحرائق في المخازن وتوجُّه هيئة السلامة لإطفائها.
كما تسبب في أضرار بمبنى المستشفى، وتهشيم شبابيك قسم العناية والولادة ومرافقه الأخرى، وأثار حالة من الهلع والخوف بين المرضى والطواقم الطبية.
قوات الحكومة تردُّ: من جهتها، أعلنت قوات الحكومة الليبية، الخميس، قصف تمركزات لميليشيا اللواء المتقاعد خليفة حفتر، في "قاعدة الوطية الجوية" غرب البلاد.
جاء ذلك في بيان لـ"محمد قنونو"، الناطق باسم قوات حكومة "الوفاق" المعترف بها دولياً، نشره المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب" عبر صفحته على "فيسبوك".
وقال قنونو إن "ضربة جوية استهدفت شاحنة تحمل معدات لوجيستية وذخائر لإمداد ميليشيا حفتر، في بوابة (وادي دينار) بمدينة بني وليد (شمال غرب) قبل وصولها لمدينة ترهونة جنوب العاصمة".
جدير بالذكر أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عبَّر عن إدانته لهذه العمليات، مجدداً دعوته إلى وقف إطلاق النار؛ من أجل إنقاذ الأرواح وتمكين السلطات الليبية وشركائها من تكريس كل طاقاتها لوقف انتشار كورونا.
من جهته، أدان الاتحاد الأوروبي قصف المستشفى ذاته، وقالت المفوضية الأوروبية، في بيان، إن الهجمات التي تستهدف المؤسسات الصحية بليبيا، آخرها استهداف مستشفى الخضراء في طرابلس، غير مقبولة ويجب أن تتوقف.