رد اللاجئون في بلدة ألمانية صغيرة، الجميل إلى المجتمع، عن طريق خياطة كمامات الوجه لصالح الأشخاص المتقاعدين، الذين يمثلون مجموعة معرضة لخطر كبير في حال الإصابة بفيروس كورونا المستجد، حسبما ورد في تقرير نشره موقع Fox News الأمريكي الأربعاء، 8 أبريل/نيسان 2020.
بينما أشارت تقارير إعلامية ألمانية إلى أن بعض الولايات الألمانية لجأت إلى المهاجرين من أجل مواجهة الارتفاع المتزايد في أعداد المصابين بكورونا، إضافة إلى الاعتماد على اللاجئين في العمل بالمزارع.
مبادرة خاصة: يقود هذا الجهد باباك بارز، وهو لاجئ إيراني كان يدير ورشة خياطة في طهران لمدة 6 سنوات. حيث صرَّح بارز لوكالة Reuters البريطانية: "فكرت في أن لدي بعض الخبرات في هذا النوع من العمل؛ لذا يمكنني المساعدة أيضاً".
منذ أواخر الشهر الماضي، أنهى بارز وفريقه، المكون في أغلبه من اللاجئين، ما يقرب من 735 كمامة من القماش. ثم قُدمت تلك الكمامات تبرعاً إلى دار للمسنين في بلدة يويتيربوغ، الواقعة على بُعد 40 ميلاً (63 كم تقريباً) من برلين، وإلى عمدة مدينة لوكينفالدي القريبة.
هدية ممتازة: من جهتها قالت العمدة إليزابيث هيرزوغ فون دير هايدي: "إنها هدية ممتازة حقاً خلال الأزمة وأوقات الاضطراب بالنسبة للناس. لقد رأيت الناس يفعلون أشياء إيجابية، ويضربون العديد من الأمثلة الملموسة، وهذه واحدة منها".
يأتي هذا الإيثار بعد أن وجّه أندرياس غيزيل، وزير الداخلية الألماني الاشتراكي الديمقراطي بمدينة وولاية برلين، اتهاماً غير مستند إلى دليل، إلى إدارة ترامب، بالاستيلاء بشكل غير لائق على 200 ألف قناع وجه، كانت مخصصة لشرطة المدينة خلال جائحة فيروس كورونا. ووفقاً لأحدث البيانات الصادرة من جامعة جونز هوبكنز، تمتلك ألمانيا ما يقرب من 110 آلاف حالة مؤكدة من فيروس كورونا المستجد، مع أكثر من 2190 حالة وفاة.
كيف يستفيدون من اللاجئين؟ فقد أعلن المجلس الطبي الإقليمي في ولاية سكسونيا الألمانية، الأسبوع الماضي، عن استقطابه الأطباء المهاجرين للمساعدة في معالجة ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا، وذلك من خلال منشور عبر الفيسبوك: "الأطباء الأجانب الموجودون في ساكسونيا، ولكن ليس لديهم حتى الآن ترخيص لمزاولة الطب، يمكنهم المساعدة في رعاية المصابين بفيروس كورونا التاجي".
قبل أن يعلن المجلس الطبي، يوم الإثنين الماضي، أن 300 متطوع استجابوا لندائها من أجل تقديم المساعدة، بما في ذلك "العديد من الأطباء الأجانب الذين لم تكتمل إجراءات الترخيص الخاصة بهم بعد، والمرحب بمساعدتهم".
شادي شحادة، وهو طبيب مهاجر مستعد للمساعدة، قدم إلى ألمانيا في أبريل/نيسان الماضي، بتأشيرة للباحثين عن عمل من ذوي المؤهلات العالية، ولديه خبرة ثلاث سنوات باختصاص الأنف والأذن والحنجرة، في سوريا، ولكن تم إلغاء اختبار اللغة الذي احتاجه هذا الشهر للعمل كطبيب في ولاية سكسونيا بسبب فيروس كورونا.
الطبيب البالغ من العمر 29 عاماً، قدم طلبه عبر صفحة موقع المجلس الطبي عبر فيسبوك، وفيما ينتظر الرد من المجلس، فإنه يعبر عن شعوره قائلاً: "كنت سعيداً جداً عندما رأيت أنه يمكنني القيام بشيء في البلد الذي أعيش فيه".
قد يُسهمون في إنقاذ الاقتصاد: يعمل طالبو اللجوء في ألمانيا أيضاً في المزارع خلال فترة الحصاد هذا العام، لضمان عدم وجود أزمة في إمدادات الغذاء نتيجة لفيروسات كورونا. وكانت الحكومة قد أغلقت الحدود أمام العمال الموسميين، تاركةً ألمانيا بنقص حاد قد يصل إلى مئات الآلاف من العمال اللازمين للحصاد والزراعة لهذا العام.
وزيرة الزراعة جوليا كلوكنر ترغب في فتح المجال أمام طالبي اللجوء، الذين لا يُسمح لهم عادةً بالعمل في ألمانيا، لتقديم المساعدة في سد الفجوات، وقد طلب منها وزير الداخلية، هورست زيهوفر، التحقق من إمكانية هذه الخطوة قانونياً.
كما قالت كلوكنر: "يتعلق الأمر بالسؤال عما إذا كان الأشخاص هنا في ألمانيا ولا يملكون تصاريح للعمل، لديهم الاستعداد والقدرة على العمل في هذه المجالات، وأنا متأكدة من أنهم مستعدون".
وفقاً لما قالته كلوكنر، فقد استجاب أكثر من 16000 شخص لطلبات المساعدة عبر الإنترنت، بما في ذلك طالبو اللجوء، وأضافت أن هناك قدراً كبيراً من الاستعداد من قبل طالبي اللجوء، كفرصة لهم، ليتمكنوا من العمل هنا.