لم يستطع عبداللطيف المكي، وزير الصحة التونسي، تمالك مشاعره والتحكم في دموعه وهو يلقي خطاباً للشعب التونسي، بخصوص عدم التزام المواطنين التونسيين بإجراءات الحجر الصحي، التي فرضتها الحكومة وقايةً من تفشي وباء "كورونا".
وحبس وزير الصحة التونسي دموعه بصعوبة، في لقاء صحفي مشترك مع وزير الداخلية، الثلاثاء 7 أبريل/نيسان 2020، وهو يقول إن "كل وزراء الحكومة التونسية يشتغلون بحب وصدق واجتهاد لهذا الشعب من أجل الخروج من الأزمة، ولكن يجب الالتزام من طرف الجميع، ولا يجب ترك فئة صغيرة تعصف بجهد شعب كامل ومؤسساته".
ومن أجل تقريب التونسيين من خطورة الوضع، وصرامة الإجراءات المتخذة، وصف المكي ما تقوم به الحكومة من تدابير بأنها "قضية أمن قومي"، والمساس بها هو مساس بأمن جميع التونسيين.
كما اعتبر المتحدث نفسه أن الدموع التي يذرفها أثناء هذا الخطاب هي دموع "قوة وليست دموع ضعف، سنظل نعمل إلى آخر رمق". وأردف قائلاً: "لم نقل لكم موتوا كي يعيش الوطن.. نقول لكم الزموا بيوتكم من أجل أن يحيا الوطن".
على الرغم من رصد تحسن ملموس في الوضعية الوبائية في البلاد بعد فرض إجراءات الحجر الصحي، أقر وزير الصحة التونسي بأن الحكومة لمست في المقابل تراجعاً ملحوظاً بخصوص الالتزام بالتدابير الوقائية من قبل فئة واسعة من التونسيين، وفي مجموعة من المناطق في البلاد.
أما بخصوص سبب انتشار الوباء بشكل كبير، حسب المتحدث نفسه، فإنه راجع بالأساس إلى تكتم العديد من التونسيين ورفضهم التام الانتقال إلى المستشفيات.
وكانت وزارة الصحة التونسية قد أكدت الثلاثاء أن عدد الوفيات الناجمة عن الفيروس ارتفع إلى 23 بعد تسجيل حالة جديدة. كما ارتفع عدد الإصابات بالفيروس إلى 623 بعد تسجيل 27 حالة جديدة، فيما تماثل 25 مصاباً للشفاء.