انتقل الصراع الأمريكي الروسي مجدداً من الأرض إلى الفضاء، بعد أن وجهت روسيا اتهامات مباشرة لأمريكا بمحاولة السيطرة التامة عليه، من خلال بسط سيطرتها على عدد من الكواكب الجديدة.
هذه الاتهامات، صدرت الثلاثاء 07 أبريل/نيسان 2020، عن وكالة الفضاء الروسية (روسكوسموس)، ووجهتها للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي رمته بمحاولة "وضع أساس للسيطرة على كواكب أخرى، بتوقيعه الإثنين 6 أبريل/نيسان، أمراً تنفيذياً يحدد الخطوط العريضة لسياسة التعدين التجاري في الفضاء".
وتقول "روسكوسموس" إن توقيع هذا الأمر التنفيذي يضر بمجال التعاون الدولي في الفضاء.
خصخصة الفضاء
ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، وصف للصحفيين الخطوات التي قام بها ترامب، بأنها "محاولة لخصخصة الفضاء"، مشدداً على أن أي محاولات من هذا القبيل "بشكل ما أو بآخر لن تكون مقبولة".
وأضاف المتحدث نفسه، في تصريحات نقلتها وكالة "رويترز" قائلاً: "أجد من الصعب أن نحكم الآن ما إذا كان بإمكاننا النظر للأمر على أنه محاولة لخصخصة الفضاء".
من جانبها، قالت الوكالة الروسية للفضاء، إن الولايات المتحدة تسعى للتفاوض على "بيانات مشتركة وترتيبات ثنائية ومتعددة الجوانب مع دول أجنبية فيما يتعلق بالقيام بعمليات آمنة ومستدامة كي يقوم القطاعان العام والخاص بجلب الموارد الفضائية واستخدامها..".
وأضافت الوكالة أن "الفضاء الخارجي مجال فريد بالنسبة للنشاط البشري من الناحيتين القانونية والطبيعية، إلا أن الولايات المتحدة لا تعتبره من المشاعات العالمية".
وقالت الوكالة إن هذا الأمر التنفيذي يضع الولايات المتحدة في موقف المجابهة للنظرية القائلة بأن الفضاء هو ملك للبشرية جمعاء.
وأورد بيان الوكالة أن "محاولات مصادرة الفضاء الخارجي والخطط العدوانية للاستيلاء فعلياً على مناطق في كواكب أخرى من شأنه أن يقود لإبعاد دول (عن الطريق) نحو تعاون مثمر".
تصعيد أمريكي وقلق صيني
العلاقات بين روسيا وأمريكا متوترة، ويرى خبراء بأنها الأكثر توتراً منذ الحرب الباردة، وقد ترجم ذلك من خلال مجموعة من الأحداث، بداية بقضية أوكرانيا، ووقوفاً عند الاتهامات الأمريكية بالتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
هذا على سطح الأرض، أما في الفضاء، فإن العديد من التقارير تشير إلى أن التعاون الأمريكي الروسي ظل قائماً، قبل أن يأتي هذا الحادث الذي قد يزعزع هذا التعاون.
وليس القرار الأمريكي هو الوحيد الذي أثار حفيظة الروس، بل جاء أيضاً عقب إقدام قوة الفضاء الأمريكية التابعة إلى القوة الجوية لجيش الولايات المتحدة، يوم الخميس 27 مارس/آذار الماضي، على إطلاق أول قمر صناعي للأمن القومي من قاعدة كيب كارنيفال في ولاية فلوريدا.
وذكرت تقارير أمريكية بأن هذا القمر بلغت تكلفته حوالي مليار دولار، ويحمل صاروخاً من نوع أطلس 5، الذي يبلغ وزنه نحو ستة آلاف كيلوغرام.
وكان الجيش الفضائي الأمريكي، قد كتب على حسابه الرسمي على "تويتر" قائلاً: "لا شيء يوقف مهمة الإطلاق الفضائي".
جدير ذكره، أن الصين انتقدت بدورها هذه العمليات، كما أبدت قلقها من إنشاء " قوة الفضاء الأمريكية" معتبرة أن هذه الخطوة "تهديد مباشر لأمن الفضاء".