قالت وكالة بلومبيرغ الأمريكية، الإثنين 6 أبريل/نيسان 2020، إن حرب أسعار النفط لا تقدم أي خدمة لحاملي سندات "أرامكو السعودية" بعد عام واحد من ظهور الشركة المملوكة للدولة، في أسواق رأس المال الدولية.
"أرامكو السعودية"، أكبر شركة نفط في العالم، كانت قد أعلنت في أبريل/نيسان 2019، عن طرح أول سندات دولية بقيمة 12 مليار دولار أمريكي، فيما سجلت السندات خسارة بنسبة 8.2٪ في مارس/آذار، وهو أسوأ أداء شهري لها على الإطلاق.
يأتي ذلك، بعد أن انخفضت أسعار النفط الخام بأكثر من النصف منذ بداية العام، بعد حرب أسعار بين السعودية وروسيا نتيجة لفشل اتفاق "أوبك+" في وقت يترقب فيه أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق خفض إنتاج النفط.
فيما تقول شركة T. Rowe Price ومقرها في بالتيمور، والتي تدير 1.2 تريليون دولار، إن الأوراق المالية ستظل تحت الضغط، طالما فشل أكبر منتجي النفط في العالم في الاتفاق على قيود العرض.
اتفاق مرتقب بين روسيا والسعودية
يأتي هذا في وقت صرح فيه مفاوض روسي كبير في مجال النفط لتلفزيون سي.إن.بي.سي أن السعودية وروسيا "قريبتان جداً" من اتفاق لخفض إنتاج النفط لتقليص تخمة السوق العالمية، لكن لا تزال تفاصيل مثل كيف سيجري تقاسم تخفيضات الإنتاج غير واضحة قبيل المحادثات المزمعة في وقت لاحق من الأسبوع.
كان اتفاق بخصوص الإمدادات بين أوبك وروسيا ومنتجين آخرين، في إطار المجموعة التي تعرف بأوبك+، والذي دعم أسعار النفط لثلاث سنوات، قد انهار في مارس/آذار، بينما يتراجع الطلب بفعل جائحة فيروس كورونا.
اتهامات متبادلة بين روسيا والسعودية
فيما تبادلت السعودية وروسيا الاتهامات بشأن الفشل في التوصل لحل وسط، وبدأتا في معركة على الحصص السوقية أدت لتراجع أسعار النفط لأدنى مستوياتها منذ 20 عاماً، مما أنهك ميزانيات الدول المنتجة للخام وألحق الضرر بالمنتجين مرتفعي التكلفة في الولايات المتحدة.
صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي بأنه توسط في اتفاق بين موسكو والرياض. لكن خططاً مبدئية لعقد اجتماع لأوبك+ اليوم تأجلت، وقال مصدران في أوبك إن مؤتمراً بالفيديو سيُعقد الساعة 1400 بتوقيت غرينتش يوم الخميس.
فيما يعقد وزراء الطاقة من مجموعة العشرين وأعضاء ببعض المنظمات الدولية الأخرى مؤتمراً بالفيديو تستضيفه السعودية في 10 أبريل/نيسان، في إطار مساع لحمل الولايات المتحدة على المشاركة في اتفاق جديد لخفض الإنتاج.
أزمة إنتاج النفط
روسيا والسعودية شعرتا لمدة طويلة بالإحباط من أن تخفيضات الإنتاج التي اتفقت عليها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجين آخرين تركت فجوة تسدها شركات النفط الصخري في الولايات المتحدة، التي باتت أكبر منتج في العالم.
كما أن المنتجين على خلاف إزاء المستوى الذي ينبغي أن تبدأ منه أي تخفيضات في الإنتاج. وتصر الرياض، صاحبة أكبر احتياطي من طاقة الإنتاج الإضافية في العالم، على عدم تحمل ما تعتبره عبئاً جائراً من التخفيضات بعد الآن.
فيما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن أساس التخفيضات يجب أن يكون مستويات الإنتاج في الربع الأول من العام.
وفي إسراعها لاقتناص أكبر حصة بالسوق بعد انهيار اتفاق أوبك+، رفعت السعودية إنتاجها من الخام إلى 12.3 مليون برميل يومياً في الأول من أبريل/نيسان، وقالت إنها تخطط لتصدير أكثر من عشرة ملايين برميل يومياً، بدءاً من نفس الشهر.