تويتر يحذف آلاف الحسابات المرتبطة بمصر والسعودية.. ما قصة هذه الشبكات وكيف تدار؟

عربي بوست
تم النشر: 2020/04/02 الساعة 16:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/04/02 الساعة 16:27 بتوقيت غرينتش
اختراق حسابات مشاهير على تويتر يضع الشركة في موقف محرج - رويترز

في حملة جديدة، حذفت شركة "تويتر" الأمريكية، الخميس، آلاف الحسابات التي قالت إنها مرتبطة بمصر والسعودية، وتنتهك سياسة النشر لديها، في إشارة إلى "الذباب الإلكتروني" الذي دأب عبر هذه الحسابات، على الهجوم غير المبرر على تركيا وقطر، وغيرها من الدول التي تعتبر على غير وفاق مع كل من القاهرة وأبوظبي والرياض.

وقالت الشركة في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، إنها حذفت شبكة مكونة من 5 آلاف و350 حساباً مرتبطة بالسعودية، وتعمل من مصر والإمارات. وأضافت أن الحسابات المحذوفة كان من شأنها تضخيم المحتوى الذي يشيد بالقيادة السعودية، وضخ رسائل تنتقد قطر وتركيا.

كما أشارت الشركة الأمريكية إلى حذفها ألفين و541 حساباً تابعاً لشبكة إعلامية مصرية تسمى "الفجر"، موضحة أن الشبكة الإعلامية المصرية أنشأت حسابات وهمية لتضخيم الرسائل التي تنتقد إيران وقطر وتركيا، وبتوجيه من الحكومة المصرية.

ليست المرة الأولى على تويتر

هذه ليست المرة الأولى التي تحذف فيها شركة "تويتر" حسابات مرتبطة بمصر والسعودية والإمارات؛ لانتهاكها سياسات النشر على منصة التواصل الاجتماعي. 

في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وبعد أسابيع من توجيه السلطات الأمريكية اتهامات بالتجسس إلى ثلاثة مواطنين سعوديين؛ لوصولهم إلى بيانات شخصية لمعارضين على تويتر، أعلنت الشركة أنها حذفت نحو 6 آلاف حساب كانت جزءاً من عملية معلوماتية مدعومة من أحد البلدان وصادرة من السعودية. 

وقالت تويتر إن الحسابات المحذوفة، التي وصل عددها إلى نحو 5929 حساباً، تنتهك سياسة المنصة، وإنها تمثل جزءاً من شبكة أوسع تضم نحو 88 ألف حساب. وأكدت أن مهمة الحسابات تتمثل في ضخ رسائل مؤيدة للسلطات السعودية عن طريق المبالغة في الإعجاب بالتغريدات وإعادة نشرها والرد عليها.

شبكات أخرى حذفها فيسبوك

في أغسطس/آب الماضي، أعلنت شركة فيسبوك أيضاً أنها حذفت مئات من الحسابات المصرية، يبلغ مجموع متابعيها أكثر من 15 مليون شخص، اتهمتها بأنها حسابات وهمية مزيفة تعمل على الترويج لسياسات مصر والإمارات والسعودية، وتعمّدها نشر الأكاذيب وتضليل الرأي العام في المنطقة العربية.

وبحسب بيان فيسبوك، استخدم الأشخاص الذين يقفون وراء هذه الشبكة حسابات محفوفة بالمخاطر ومزيفة -تم اكتشاف الغالبية العظمى منها وتعطيلها بالفعل بواسطة أنظمة فيسبوك الآلية- لتشغيل الصفحات ونشر محتواها والتعليق في المجموعات، وزيادة المشاركة بشكل مصطنع. 

كما قاموا بانتحال هويات شخصيات الصفحات المدارة والتي غيَّرت بعضها الأسماء، وتظاهروا بأنهم منظمات إخبارية محلية في البلدان المستهدفة.

وقاموا بالترويج لمحتوى عن الإمارات العربية المتحدة، كما نشروا بشكل متكررٍ مزاعم عن دعم مقدَّم للجماعات الإرهابية من قِبَل قطر وتركيا، والصراع في ليبيا، ونجاح التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، واستقلال أرض الصومال، حسب فيسبوك. 

وتقول شركة فيسبوك إنه على الرغم من أن الأشخاص الذين يقفون وراء هذا النشاط حاولوا إخفاء هوياتهم، فإن تحقيقناً وجد روابط مع شركتين للتسويق: New Waves في مصر، وNewwave بالإمارات العربية المتحدة.

لماذا من مصر؟

في تقرير سابق كان "عربي بوست" قد نشره في أغسطس/آب 2019، حول كيفية إلهام الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، لمؤسسي هذه الشبكات التي عُرفت بـ"الكتائب الإلكترونية"، والتي كانت حلم السيسي للسيطرة على الرأي العام المصري في مواقع التواصل الاجتماعي.

ويذكر التقرير لقاء للسيسي مع المثقفين وعدد من ممثلي المجتمع المصري في منتصف أبريل/نيسان 2016، شدد فيه على أن من الضرورةيعدم الانتباه إلى "الأكاذيب والادعاءات من أشخاص منا" على حد تعبيره، وذلك في معرض حديثه عن أزمة مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني في مصر، وطريقة تناول الإعلام لها، وهو ما وصفه السيسي بأنه أكاذيب مصدرها صفحات التواصل الاجتماعي.

https://www.facebook.com/watch/?v=2604746549784095

واختتم السيسي حديثه قائلاً: "أنا ممكن بكتيبتين أدخل على النت وأعملها دائرة مقفولة والإعلاميين ياخدوا أخبار وشغل منها". من هنا كانت نشأة هذه الشبكة، فالسيسي الذي أبدى أكثر من مرة، ضيقه بما يقال ويُنشر على صفحات التواصل الاجتماعي، صرَّح يومها وبكل وضوحٍ بأنه قادر على تكوين "لجان إلكترونية" أو ما يُعرف باسم "الذباب الإلكتروني"، يكون قادراً من خلالها على نشر الأخبار التي يريدها النظام، ومنها تنتقل للإعلام (المملوك للنظام أيضاً)، وبذلك يكون أغلق الدائرة، على حد تعبيره.

تحميل المزيد