السعودية قد تخسر أحد الداعمين لها بالكونغرس.. جمهوريون يصوتون للضغط عليها لخفض إنتاج النفط

أفاد موقع Al-Monitor الأمريكي بأن السعودية تخاطر بخسارة آخر خط دفاع لها ضد تشريع يستهدف المملكة داخل الكونغرس الأمريكي، في خضم التصعيد السريع من جانب السعوديين لحرب النفط التي يخوضونها ضد روسيا.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/04/02 الساعة 10:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/04/02 الساعة 10:13 بتوقيت غرينتش
شركة Motiva المملوكة للسعودية تعلق توسعاً بقيمة 6.6 مليار دولار في مجال البتروكيماويات ، صورة تعبيرية - رويترز

أفاد موقع Al-Monitor الأمريكي بأن السعودية تخاطر بخسارة آخر خط دفاع لها ضد تشريع يستهدف المملكة داخل الكونغرس الأمريكي، في خضم التصعيد السريع من جانب السعوديين لحرب النفط التي يخوضونها ضد روسيا.

تجمّع ائتلاف مكون من أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ – أغلبهم ينحدرون من ولايات غنية بالنفط تأثرت بشدة بحرب أسعار النفط ولديهم سجل قوي من التصويت لصالح السعودية- من أجل الضغط على المملكة لخفض إنتاجها القياسي من النفط. 

وقد حاول أغلب هؤلاء الأعضاء باستمرار حماية السعودية من جهود تشريعية ترمي إلى إنهاء الدعم الأمريكي للحرب في اليمن.

تهديدات لولي العهد السعودي 

فيما يهددون الآن بالانتقام من المملكة الغنية بالنفط عن طريق تدابيرهم القاسية إذا فشل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من تلبية مطالبهم باستعادة استقرار سوق النفط.

برز السيناتور الجمهوري عن ولاية داكوتا الشمالية، كيفن كريمر، بوصفه القائد الفعلي للائتلاف الجمهوري، وهدد بـ "عدم إصدار أي تشريع مؤيد للسعودية"، وبألا "يعارض أي تشريع مناهض للسعودية حتى تثبت المملكة أنها تستحق دعمنا".

فيما تأمل السعودية أن تكثف من زيادة إنتاج النفط ليصل إلى أكثر من 12 مليون برميل يومياً في أبريل/نيسان. وقد تحملت ولاية داكوتا الشمالية، موطن كريمر، وطأة حرب النفط، التي أسفرت عنها عمليات تسريح للعمال في الولايات المعتمدة على النفط في أنحاء البلاد. وفاقم هذا من المشاكل التي جلبتها جائحة فيروس كورونا.

قال كريمر: "لا أستطيع تبرير الدفاع عن أصول النفط السعودية بينما هم يعلنون الحرب علينا. أفعال المملكة ليست أفعال صديق، ويجب عليهم أن يتوقفوا الآن".

مطالبات بسحب القوات الأمريكية من السعودية 

اشترك كريمر مع السيناتور الجمهوري عن ولاية ألاسكا، دان سوليفان، لاعتماد تشريع سوف يطلب من الرئيس دونالد ترامب إبعاد جميع القوات الأمريكية من السعودية، بما في ذلك بطاريات صواريخ باتريوت ومنظومة صواريخ أرض – جو (ثاد). سوف يتطلب مشروع القانون من إدارة ترامب نقل القوات الأمريكية والدفاعات الصاروخية إلى مكان آخر في الشرق الأوسط

خطاب لولي العهد السعودي 

وقد أثار المسألة كريمر و 13 سيناتوراً جمهورياً كذلك مع سفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة، ريم بنت بندر، في وقت سابق من هذا الشهر، بعد إرسال خطاب إلى ولي العهد السعودي يحثونه فيه على خفض الإنتاج. 

وأثار السيناتور الجمهوري عن ولاية داكوتا الشمالية هذه المسألة مع ترامب يوم الاثنين 30 مارس/آذار، وطالب الرئيس بإنهاء استيراد النفط الخام من السعودية وروسيا والدول الأعضاء في منظمة أوبك. 

جدير بالذكر أن كريمر جمع ائتلافاً يتكون من عديد من أبرز الصقور المعادين لإيران، ولدى 13 من أصل 14 منهم سجل من التصويت لصالح السعودية. فيما عدا السيناتور الجمهوري عن ولاية ألاسكا ليزا موركوسكي، رئيسة لجنة الطاقة والموارد الطبيعية بمجلس الشيوخ الأمريكي، صوّت جميع أعضاء مجلس الشيوخ الـ 13 الآخرين -الذين يضغطون على الرياض الآن- في العام الماضي ضد قرار سلطات الحرب الرامي إلى إنهاء الدعم الأمريكي للائتلاف الذي تقوده السعودي والذي يقاتل المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، وصوّتوا ضد ثلاثة مشاريع قوانين أخرى لإنهاء مبيعات السلاح إلى الرياض.

غير أن موركوسكي هددت بإعادة النظر في "دعم الحرب في اليمن"، إضافة إلى تدابير مكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة، وذلك في خطاب مرسل إلى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو. وما يحمل مغزى في هذا السياق، أن خمسة أعضاء مجلس شيوخ جمهوريين من الذين وقعوا ضد قرار سلطات الحرب في اليمن، وقعوا على خطاب موركوسكي، بمن فيهم جيمس إنهوف، السيناتور الجمهوري عن ولاية أوكلاهوما ورئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ.

الضغط على السعودية بقضية خاشقجي واليمن 

وقف إنهوف بجانب البيت الأبيض لإحراز عديد من الانتصارات الكبيرة المؤيدة للسعودية في تشريع يتعلق بوزارة الدفاع، من خلال إقناع أعضاء مجلس نواب ديمقراطيين بحذف أحكام كانت ستقلل الدعم الأمريكي للحرب في اليمن وتفرض عقوبات على مسؤولين سعوديين متورطين في اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي. 

قال إنهوف في تصريح لموقع Al-Monitor: "السعودية شريك مهم، لكن في الوقت نفسه يجب أن يكونوا مسؤولين عن أفعالهم التي تحمل تأثيراً كبيراً على أسواق الطاقة الخاصة بنا".

طلب إنهوف وعديد من الجمهوريين الآخرين من وزير التجارة الأمريكي ويلبر روس فرض تعريفات جمركية على النفط السعودي والروسي. وقد أفادت صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية أمس الأربعاء 1 أبريل/نيسان بأنه من المتوقع أن يجتمع ترامب برؤساء كبرى شركات النفط الأمريكية غداً الجمعة 3 أبريل/نيسان لمناقشة التعريفات الجمركية المحتملة. ومع ذلك، تمتلك عديد من الشركات المستقرة في الولايات المتحدة أسهماً كبيرة في أسواق النفط الأجنبية، وتشير تقارير إلى أن شركة واحدة فقط، وهي شركة كونتيننتال ريسورسيز، تؤيد التعريفات الجمركية على النفط.

أقر ترامب بالضرر الذي ألحقته حرب الأسعار بسوق النفط الأمريكي، وذلك خلال إحاطة للبيت الأبيض أمس الأول الثلاثاء 31 مارس/آذار، لكنه لم يصل حتى الآن إلى حد انتقاد السعوديين مباشرةً على دورهم فيها.

استخدم ترامب حق الفيتو ست مرات حتى الآن في ولايته الرئاسية، وكانت أربع منها للإبقاء على الدعم الأمريكي للسعودية.

تحميل المزيد